سياسية

بنديكتوس السادس عشر في زيارة خاطفة الى مالطا

وصل البابا بنديكتوس السادس عشر بعد ظهر السبت الى جمهورية مالطا الكاثوليكية في زيارة خاطفة تطغى عليها ظلال فضائح التحرش الجنسي التي تلطخ سمعة الكنيسة الكاثوليكية منذ اشهر.
واعتبر البابا خلال رحلته بالطائرة من ايطاليا الى مالطا امام الصحافيين الذين يرافقونه، ان فضيحة الكهنة الذين تحرشوا جنسيا باطفال "اصابت جسد الكنيسة بجروح".
وقال في اشارة واضحة الى فضائح التحرش الجنسي التي طاولت كهنة كاثوليك منذ اشهر عدة "ان مالطا تحب المسيح الذي يحب كنيسته التي هي جسده، حتى ولو كان هذا الجسد قد اصيب بجروح بسبب خطايانا".
كما تطرق البابا مطولا الى مسألة الهجرة امام الصحافيين الذين تمنى لهم "رحلة سعيدة من دون هذه السحابة الداكنة التي تهيمن على باقي اوروبا"، في اشارة الى سحب الرماد الناتجة عن ثوران بركان في ايسلندا ما ادى الى الغاء الكثير من الرحلات الجوية في اوروبا.
وقال عن الهجرة "انها مشكلة كبيرة في زمننا هذا، وهي تعتبر تحديا كبيرا علينا ان نواجهه".
واقلعت طائرة اليطاليا التي تقل البابا وهي من طراز ايرباص ايه 320 بتأخير نحو نصف ساعة. ووصلت الى مطار مالطا الدولي بعد الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش حيث كان في استقباله الرئيس المالطي جورج ابيلا اضافة الى المسؤولين الدينيين في هذه الجزيرة.
والبابا الذي يواجه ضغوط الراي العام للرد على سيل فضائح الاستغلال الجنسي وخصوصا على "الصمت" الذي احاط بهذه الوقائع داخل الكنيسة، قد يلتقي في حالة من التكتم الشديد، مجموعة من الرجال ضحايا كهنة مارسوا بحقهم عمليات استغلال جنسي في ميتم مالطي في الثمانينات.
وكان هؤلاء الرجال هددوا بالتظاهر بمناسبة زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى فاليتا، لكنهم عدلوا عنها اخيرا. واكدوا انهم حصلوا على ضمانة بمقابلة ابرز محقق في مجمع عقيدة الايمان المونسنيور تشارلز سيكلونا في حزيران/يونيو، لكنهم لا يزالون ياملون في لقاء ولو قصير مع بنديكتوس السادس عشر لكي يتسنى لهذا الاخير تقديم "الاعتذار" لهم.
واعلن المتحدث باسم الفاتيكان ان البابا الذي سبق ودان مرارا هذه الاعمال والتقى ضحايا لها في الولايات المتحدة واستراليا في 2008، على استعداد للاستماع الى اخرين، وانما "من دون ضغط اعلامي".
وهذه الزيارة البابوية الى اصغر دولة في الاتحاد الاوروبي (443 الف نسمة)، تلطخها قضية اخرى تتعلق بكاهن يشتبه في ممارسته الاستغلال الجنسي وسيمضي تقاعده في مالطا بعد استغلاله طفلا في الثانية عشرة في كندا في التسعينات.
وبحسب ما تكشف اخيرا، فان ممثلية البابا في مالطا تبلغت ب45 قضية استغلال جنسي منذ انشاء لجنة خاصة في 1999. وقد اعتبرت ان 26 منها لا اساس لها.
لكن تظاهرات الاعتراض في فاليتا الغيت. وجرى استبدال يافطات الترحيب العملاقة بالبابا والتي لطختها شتائم، وازدانت الشوارع باعلام مالطا (الابيض والاحمر) والفاتيكان (ابيض واصفر).
وفي رسائل اذاعية وتلفزيونية، دعا رئيس مالطا مواطنيه الى استقبال البابا بكل "حماسة وترحاب".
واضاف القاصد الرسولي في مالطا المونسنيور توماسو كابوتو على هذا الكلام "سنستقبله بفرح وامتنان". وقال ان البابا يمر "في لحظة معاناة"، لكنه يحتفظ ب"صفاء الروح".
وراى المونسنيور كابوتو ان هذه الزيارة هي بمثابة "حج الى جذور الايمان".
وبالفعل، فان هذه الزيارة التي تقع بين مناسبتين — الذكرى ال83 لميلاد البابا بنديكتوس السادس عشر الجمعة، وذكرى مرور خمسة اعوام على توليه السدة البابوية — قد وضعت تحت شارة القديس بولس الذي غرق بحسب التقليد قبل 1950 سنة قبالة سواحل جزيرة مالطا التي اعتنقت المسيحية لاحقا.
وسيغتنم البابا هذه المناسبة للتطرق الى مصير الاف المهاجرين الذين ياتون من افريقيا ويصلون الى الجزيرة. ويتم نقل عدد منهم الى معسكرات الاحتجاز بانتظار ان يتقرر وضعهم حيث لا يتمكنون من الخروج من الجزيرة او العمل.
وذكر بنديكتوس السادس عشر مرارا السكان الغربيين بان المهاجر هو "كائن بشري يستحق الاحترام"، واعرب عن الامل في ايجاد "حلول عادلة" لهذه القضية.
وفي هذه الزيارة البابوية الرابعة عشرة الى الخارج – والاولى ايضا هذه السنة – سيتطرق البابا ايضا "الى جذور اوروبا المسيحية" في هذا البلد حيث يمثل الكاثوليك نسبة 95% من السكان. وفي مالطا، هناك كنيسة في مساحة كل كيلومتر مربع تقريبا، وهي احدى اخر دول العالم التي يحظر فيها الطلاق.
وهي المرة الثالثة التي تستقبل الجزيرة البابا. فقد زارها البابا يوحنا بولس الثاني في 1990 و2001.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى