ثقافة وفن

شيرين عبد الوهاب.. الصوت الماسي متهم بالنفاق!

جعلتْ من موهبتها مذاقا خاصا بنكهة مصرية خالصة. إنها المطربة شيرين عبد الوهاب أو صوت مصر الماسي كما يصفها البعض، والتي يبلغ عمرها الفني عشر سنوات فقط، وعلى الرغم من ذلك أثبتت أنها تستحق هذا اللقب عن جدارة
ما أهلها للتكريم من جمعية العلماء المصريين بأمريكا عن مجمل أعمالها، وخاصة "مشربتش من نيلها"، وفي الوقت نفسه تعرضت لاتهامها مؤخرا بالنفاق بعد تقديمها أغنية "ريسنا" للرئيس المصري عقب عودته من رحلته العلاجية في ألمانيا، وهو ما نفته شيرين، مؤكدة أنها إنما غنتها بتكليف من وزير الإعلام المصري!.

أخذت شيرين -ابنة إحدى المناطق الشعبية البسيطة في مصر- تبحث لنفسها عن مكان، وتصنع لنفسها الفرصة، فطموحها الكبير كان أكبر من المعوقات والإحباطات التي قد يتعرض لها أي مطرب مغمور يشق طريقه في عالم الفن.

عشقها للتحدي جعل منها شخصية قوية، فاليأس خارج قاموس حياتها كما تقول عن نفسها، وعلى الرغم من أن القلق كان الصديق الأقرب لشيرين في مشوارها؛ إلا أنها مقدمة على الحياة.

خطوات من النجاح
شيرين نجحت من محل إقامتها في شارع محمد علي الشهير بحي العوالم في أن تبدأ طريقها في الأفراح، وبالدراسة صقلت موهبتها التي شعرت بها منذ صغرها؛ إذ كان ظهورها الأول ولديها 13 عاما في كليب "كان نفسنا" لطارق فؤاد الذي أظهرت من خلاله خامة صوتها القوية.

وهكذا التحقت بالمعهد العالي للموسيقى، وما لبثت أن أتمت الدراسة بالمعهد حتى التحقت بفرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية لتتقدم فيها من الصفوف الخلفية للفرقة التي لا يسمع بها أحد لصولو الفرقة، ويكون لها جمهور جديد في الأوبرا بخلاف جمهور الأفراح.

وفي أثناء بحثها المستمر عن الفرصة التي تنتظرها قدمت أغنية "بحبك" ديو مع محمد محيي من ألبومه "صورة ودمعة" عام 2001 لتكون الخطوة الأولى لها نحو النجومية والشهرة على الرغم من أن أحدا لم يعرف أنها هي من شاركت محمد محيي الأغنية إلا بعد شهرتها.

ولكن موهبتها لم تمرّ مرور الكرام على المنتج صانع النجوم نصر محروس لتخطو معه مرحلة جديدة بدت فيها النجومية التي كانت تداعب خيالها؛ إذ أصبحت على بعد خطوات قريبة، فشكّل منها محروس حالة فنية جديدة ممزوجة بموهبة المطرب الشاب تامر حسني الذي كان يبحث عن ضالته هو الآخر.

ومن هنا قدمهما محروس في ألبوم غنائي واحد هو "فري ميوزيك تامر وشيرين" الذي حقق نجاحا لم يتوقعاه في خطوتهما الأولى بأكثر من ديو، حتى إن نجاحهما وصل إلى حد أن عُرف النجمان باسم "تامر وشيرين" لفترة طويلة، واعتقد البعض أنهما لن يفترقا أبدا، إلى أن قدمت شيرين أغنية "آه يا ليل" التي حطم نجاحها كل المقاييس، وعرفت وقتها باسم "شيرين آه يا ليل" إذ أثبتت من خلالها أنها ليست مجرد ومضة فنية اشتعلت وقتها فقط، فقدمت ألبومها الثاني "جرح ثاني" 2003 بمذاق مختلف.

وبعدها خاضت شيرين أولى تجاربها السينمائية في فيلم "ميدو مشاكل" مع الفنان الكوميدي "أحمد حلمي"، وعلى الرغم من أن الفيلم حقق نجاحا مقبولا لنجم كوميدي في أول طريق النجومية، ومطربة في ظهورها السينمائي الأول إلا أن الفيلم لم يرض طموحها بالشكل الكافي.

وبعدها شاركت شيرين في ألبوم "فري ميوزك 3" عام 2005 بأغنيتين، وصورت "مبتفرحش" كليب حقق لها انتشارا كبيرا، وفي 2006 قدمت أغنية "أنا مش بتاعت الكلام ده" لتظهر بلون جديد.

منذ صدور ثالث ألبوماتها "لازم أعيش" عام 2005 اكتسحت شيرين الساحة الغنائية، ولم تجد فيها سوى الفنانة أنغام التي كانت وما زالت مطربة مصر الأولى ومتربعة على عرش الأغنية على حد قول شيرين، وإن تقاسمت معها النجاح.

وفي خطوة مليئة بالثقة قدمت شيرين أول ألبوماتها مع روتانا "بطمنك" 2008، وبمزيد من النضوج قدمت ألبومها الرابع "حبيت" 2009، ووقفت به في منافسة قوية أمام ألبومات إليسا، وعمرو دياب، الأعلى مبيعا.

وهكذا وضعت شيرين حروف اسمها بجانب كبار نجوم الأغنية العربية والخليجية بما تتمتع به من جماهيرية عالية، ويشهد على ذلك مشاركتها المتميزة في حفلات "هلا فبراير" بالكويت من كل عام، التي تتألق فيها شيرين، ويتلألأ نجمها فيها بجانب نجوم الغناء في الوطن العربي.

أزمات متتالية
صاحب مشوار شيرين الفني عدد من الأزمات التي لم تؤثر في تألقها أو توقف طموحها؛ فكانت أزمتها الأولى مع المنتج نصر محروس، فكلما لمع نجم شيرين داخل الوسط الفني زاد الخلاف بينهما لتهديدها بالانفصال عنه بسبب عقد الاحتكار ليرد عليها بتصريحه إنه بفضله تمت صناعة نجوميتها، واستمر الخلاف بين الطرفين إلى أن لجأ نصر محروس لنقابة الموسيقيين لاتخاذ الإجراءات ضدها.

ثم تبدأ أزمتها التالية مع النقابة ذاتها التي منعتها من الغناء لمدة عام؛ إلا أنها وجدت أن موتها أسهل من منعها من الغناء.

أما أزمتها الأكبر فكانت مع رفيق كفاحها الفنان تامر حسني التي بدأت مع دخول الأخير السجن بتهمة التهرب من أداء الخدمة العسكرية بالقول إن شيرين لم تدعمه في محنته.

وقد تفجرت الأزمة بشكل أكثر حدة بعد تصريحات شيرين لإذاعة تونس وانتقادها لأغنية تامر "خليها تاكلك"، ووصفتها بغير اللائقة، وكان نقدها كفيلا بأن تتجاوز الأزمة النجمين لتصل لمعجبيهما كأنها حرب؛ إلا أن نصر محروس كان السبب مرة أخرى في جمع النجمين بمكان واحد، وإعلان صلحهما في أثناء زيارتهما له بالمستشفى الشهر الماضي بعد إجرائه عملية جراحية ليسدل الستار على سلسلة الخلافات بين الطرفين.

أخيرا فإن شيرين عبد الوهاب وُلدت في 10 يناير عام 1980 بالقاهرة، وهي متزوجة من الموزع الموسيقي محمد مصطفى، ولديهما ابنة واحدة اسمها مريم ، وتبلغ عامين، وهي حامل الآن، وتنتظر مولودتها الثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى