اقتصاديات

ركزت على وسائل الإعلام الناشئة في الاقتصاديات المتسارعة و النمو في الشرق الأوسط

قادة الإعلام العالمي اجتمعوا في قمّة أبو ظبي الأولى للإعلام .. المزروعي : القمّة ستتحوّل إلى أبرز المنتديات المعنيّة بالقطاع الإعلامي في العالم .. الرئيس التنفيذي لـ ( غوغل ) : نمو سوق الانترنت يفوق نموّ أي من الأسواق في العالم ..

اعتبرت قمّة أبو ظبي للإعلام جمعاً غير مسبوقاً للشخصيّات والشركات التي تدفع عجلات التغيير نحو عالم جديد شامل التشبيك حيث شهدت القمّة التي عقدت على مدى ثلاثة أيام 9و10و11 آذار تحت رعاية سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة في فندق ياس، مزيجاً فريداً من الجلسات العموميّة الرفيعة المستوى والنقاشات المغلقة والمحادثات الخاصّة، التي تجمع لاعبين من العيار الثقيل في مجال الإعلام العالمي ونظرائهم من الأسواق الناشئة حيث أنتجت القمّة شركة PublicisLive الشهيرة في جينيفا والتي تختص في إدارة المناسبات وتتمتّع بخبرة طويلة في الخدمات اللوجستيّة والإنتاج .. 

القمة ركزت في مضامينها على وسائل الإعلام الناشئة في الاقتصاديات المتسارعة النمو في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا بحضور ما يزيد عن 400 ممثل عن وسائل الإعلام و أكثر من 40 رئيس مجلس إدارة و80 رئيساًً تنفيذيّاً بين الحضور استضافتهم شركةُ أبو ظبي للإعلام بالتعاون مع شركاء رائدين في أبو ظبي، نذكر منهم twofour54، وهيئة أبو ظبي للسياحة، واتّصالات، وطيران الاتّحاد، والدار، ومبادلة. وتشارك مؤسَّسة "بوز أند كومباني" Booz & Company في القمّة بصفة الراعي المعرفي الرسمي للحدث. 

السيد محمّد خلف المزروعي، رئيس قمّة أبو ظبي للإعلام و رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي للإعلام، لفت إلى أن قطاع الإعلام في الشرق الأوسط يشهد نمواً متسارعاً يفوق ما تشهده أيةّ منطقة أخرى من العالم بفضل السهولة الأكبر في الاستفادة من التكنولوجيا وحجم المداخيل المتوافرة للاستعمالات الثانوية وتعاظم طلب المستهلكين على الأخبار والترفيه. وتأمل أبوظبي وشركة أبو ظبي للإعلام أن تؤدّيا دوراً أساسياً في هذا النموّ ممّا حثّنا على دعوة كبار الشخصيّات البارزة في القطاع لمشاركتنا هذا الأسبوع. ونحن على ثقة من أنّ هذه القمّة ستتحوّل إلى أبرز المنتديات المعنيّة بالقطاع الإعلامي في العالم "
وأضاف إدوارد بورجيردينغ ، الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي للإعلام: "يسرّنا أن ينضمّ إلينا هذا الجمع الفريد من رؤساء القمة المشاركين والمندوبين في قمّة أبو ظبي الأولى للإعلام. فهو حضور عالمي بامتياز يقدّم منظورات متنوّعة وخبرات مختلفة مستمدّة من المناطق التي ينتمون إليها. وعليه، نأمل أن يؤدّي هذا التلاقي بين أفراد الحضور إلى إطلاق الحوار حول التحدّيات والفرص المشتركة في قطاع الإعلام، وأن يساعدنا أيضاً على العمل نحو الحلول المشتركة بهدف تطوير قطاعنا في ظلّ هذه الفترة الانتقاليّة". 

*تحول منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا إلى موقع السوق الإعلامية الأسرع نمواً في العالم 

اليوم الثاني لقمة أبو ظبي للإعلام شهد نقاشات حول الإعلام الرقمي والفرص التي تولدها الأجهزة التقنية الجديدة واتصال الإنترنت العالي السرعة، مع توني أورستن، الرئيس التنفيذي لـTwofour54، وبمشاركة كلاً من ديرك ماير، الرئيس والرئيس التنفيذي لـآي أم دي، د. سوك شاي لي، الرئيس التنفيذي لـKT Corporation، وجوني شيه، رئيس مجلس إدارة "آيسوس". أما مقدم الحلقة النقاشية، فكان جون فورت، محرر مسؤول لدى مجلة "فورتشن". 

وتمحورت الحلقة النقاشية حول مختلف المواضيع ذات صلة، مثل تحول منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا إلى موقع السوق الإعلامية الأسرع نمواً في العالم بفضل الفرص التي توفرها التكنولوجيا الرقمية، وتأثر سوق الأجهزة التقنية بالأفراد حول العالم الراغبين بالحصول على المعلومات وقت حصولها أينما كانوا. كما تمت مناقشة مواضيع أخرى مثل التكنولوجيا ذات الشاشات العرض مثل جهاز "أيباد" الجديد وتكنولوجيا "الحاسة السادسة" وأجهزة خادم التشغيل الثلاثي (الصوت والفيديو والبيانات) بالإضافة إلى ارتفاع نسبة استخدام التلفزيون بواسطة بروتوكول الإنترنت وهي ظاهرة تعيد تحديد نموذج الإعلانات التقليدي على القنوات التلفزيونية. 

الحاجة لتوثيق التعاون بين منتجي المحتوى وشركات التكنولوجيا وتطوير الشبكات 

وخلال الجلسة الثانية التي كانت بعنوان "Moblising"، ناقش سعادة محمد عمران، رئيس مجلس إدارة "اتصالات" وهانس فستبرغ، الرئيس والرئيس التنفيذي لدى إركسون، الحاجة لتوثيق التعاون بين منتجي المحتوى وشركات التكنولوجيا وتطوير الشبكات. وكان الجلسة من تقديم كريم صباغ، نائب الرئيس لقسم الاتصالات، الإعلام والتكنولوجيا لدى بوز أند كومباني. وأشار فستبرغ إلى أن قطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات عموماً تواجه ثلاثة تحديات وهي: التوحيد القياسي للتكنولوجيا لخفض الأسعار، والوسيلة لتطوير نماذج محتوى بأسعار معقولة، والوسيلة لتطوير تجربة مستخدم مساوية للجميع بغض النظر عن الجهاز أو الموقع. 

من جهته، أكد سعادة محمد عمران على الحاجة إلى إنتاج المزيد من المحتوى المخصص لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، كما سلط الضوء على أهمية التطور في الاتصال عالي السرعة الذي من شأنه أن يؤدي إلى ثورة في تجربة المستهلكين في الشرق الأوسط. 

كما تضمنت الجلسات الصباحية الأخرى، نقاشات حول مواضيع "التلفزيون خارج إطاره التقليدي" "والوسائل الإعلامية الجديدة المستقبلية" في ظل التطورات الهائلة الطارئة على الإعلام الرقمي. 

وفي فترة بعد الظهر، توجه إريك شميدت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لدى "غوغل" بكلمة إلى المندوبين المشاركين في القمة ، مؤكداً على أن نمو سوق الانترنت فيها يفوق نموّ أي من الأسواق في العالم وذلك يتضح من خلال ارتفاع الطلبات للهواتف النقالة أولاً (بدلا من الانترنت أوّلاً) كما أننا نملك اليوم قوّة الكمبيوتر الفتاكة بين أيدينا، والتي تزداد برامج تشغيله قوّةً يوماً بعد يوم. كما أن تواجد منصّات الخدمات الخاصة بالكمبيوتر والتابعة لأهم الشركات مثل غوغل ، وإي باي وأمازون يعني أن هواتفنا لن تكن "وحيدة" بعد اليوم، بل هي على تواصل دائم مع منصّة معلوماتيّة. 

لافتاً أن شركات رائدة في مجال الاتصالات ستقوم بتقديم خدمات متميزة مثل ترجمة البريد الصوتي — حيث يتمكن المستخدم من إرسال رسالة صوتية إلى المنصة المعلوماتية التي تقوم بترجمتها إلى عدة لغات. وأضاف يحظى الشباب في دولة الإمارات في المكان الأمثل للمساعدة في تحسين صورة المستقبل المشهد الإعلامي، غير أنه يجدر بهم بذل المزيد من الجهود لتصبح المنطقة منتجاً رئيسياً للمحتوى. ونصح شميدت بالتركيز على إنتاج محتوى إعلامي حيث أنه مصبّ اهتمام المستهلكين في المنطقة، وذلك من خلال زيادة الكتابة وزيادة تدفق البيانات العربية. 

وقال: في المستقبل سنشهد اختلاف في نماذج الأعمال لأن شركات شبكة الانترنت ستقوم باختبار المحتوى قبل التوجّه نحو المزيد من الاستثمارات (مثلاً: الإنتاج التلفزيوني وهو المثال الأنسب). إلا أن طلب المستهلكين يبقى دائماً على ما هو عليه: المعلومات والتعليم والترفيه. 

فيما أبدى شميدت قلقه الشخصي إزاء الإبتعاد عن القراءة، على الرغم من تفاؤله حول الوصول قدرة الاتصالات على الدفع نحو الخير الاجتماعي في العالم النامي. 

وخلال الجلسة الختامية لليوم الثاني والتي كانت بعنوان "التوجه نحو النمو" ناقش المتحدثون النمو المستقبلي لصناعة الإعلام في ظل التغيرات الطارئة على نماذج الأعمال واحتياجات المستهلكين. وشارك في هذه الجلسة كلاً من معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة twofour54 وجايمس موردوك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لنيوز كوربوريشن في أوروبا وآسيا، وموريس ليفي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لدى "بوبليسيس" وتوماس أ. ستيورت، رئيس التسويق والمعرفة في بوز وشركاه. 

*المحتوى ومطورو المحتوى من أهم العوامل الرئيسية في القطاع الإعلامي 

وما يميز اليوم الثالث مناقشة القمة لمجموعة من رواد الاستثمار والإعلام سبل الاستثمار الذكي في قطاع الإعلام العالمي، حيث تضاعفت الالتزامات والمخاطر بالنسبة إلى المستثمرين الجريئين بفضل الاقتصادات العالية السرعة والتكنولوجيا التي تشهد تطوراً هائلاً. حيث لفت معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس مجلس الإدارة، twofour54 إلى أن أبو ظبي تقع في منطقة تعتبر صناعة الإعلام بها في مرحلة التطور والنمو وذلك يشكل فرصة هائلة بالنسبة إلينا، لكن نريد المزيد من الاستثمار في الإبداع والمواهب الصاعدة بهدف احتضان جيل كامل من الخبراء الإعلاميين الذين سيحققون النجاح في هذا القطاع، ونحن نعمل على تطوير المحتوى المحلي. معتبراً أن الاستثمار في التكنولوجيا هو أمر رئيسي ولسنوات عديدة، قامت أبوظبي بالاستثمار في محيط هذا القطاع، غير أن twofour54 حالياً تعزز تعاونها مع "آي أم دي" والتزامها نحو تكنولوجيا الأقمار الصناعية. 

وأضاف : ما زلنا في بداية الطريق في هذا المجال، لذلك نسعى إلى تأسيس شراكات إستراتيجية رئيسية لتطوير القطاع الإعلامي في أبوظبي (على سبيل المثال FIC و Willian Morris Endeavor للترفيه)، ومهمتنا هي تطوير قطاع إعلامي للجيل الجديد ونحن نتقدم بوتيرة سريعة مقارنة بوضعنا منذ خمس سنوات مضت، لكننا على يقين بأنه ما زال أمامنا الكثير لنحقق مرادنا وإننا بحاجة إلى معايير تجارية جديدة تعزز المنافسة في السوق. 

آري إيمانويل، الرئيس التنفيذي المعاون لدى William Morris Endeavor للترفيه قال: لا شك أن عملية التوزيع ستصبح من السلع الأساسية في السوق، بينما يصبح المحتوى ومطورو المحتوى من أهم العوامل الرئيسية في القطاع الإعلامي. 

فيما شرح موريس ليفي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، مجموعة Publicis أنه ثمة ثلاثة مكونات لتأسيس شركة إعلامية ناجحة: أولاً: الإبداع الذي يعتبر المادة الأساسية وهو متوفر في مختلف أنحاء العالم. ثانياً، لا نحتاج إلى المال، بل إلى الشغف وثالثاً، الحاجة إلى إنشاء رابط عاطفي بين العلامات التجارية والمستهلكين، مما يجعلنا قادرين على المنافسة في أي مكان.
وفي هذا السياق أكمل جايمس موردوك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، لدى نيوز كوربوريشن في أوروبا وآسيا أن التحدي بالنسبة إلى أبوظبي يكمن في اكتشاف المزيد من مواهب البث الإعلامي في المنطقة. وسيشكل التدريب استثماراً قيماً بهدف تطوير الجيل الجديد من الصحافيين. وأضاف بالنسبة إلى نيوزكوربوريشن، يشهد السوق الإعلامي توجهات النمو التالية هي الإبداع والكتابة الإبداعية – تعزز التكنولوجيا الاستثمار في قطاعات جديدة مثل تقنيات عالية التعريف HD وثلاثية الأبعاد 3D وهي تقنيات مشوقة بالنسبة إلى منتج المحتوى وتكاثر الخيارات وارتفاع طلب المستهلك على التحكم بالمحتوى مما يؤدي إلى منصات المحتوى المتطورة مثل التلفزيون الرقمي في بريطانيا معتبراً أن هناك هنالك ثورة في القراءة، لأنه مع توفر تكنولوجيا العرض (مثل القارىء الإلكتروني) والاتصال الدائم، تتغير طريقتنا في استهلاك الكلمة المكتوبة باستمرار. وهذا أمر إيجابي بالنسبة إلى الصحافة والعلامات التجارية. 

وشدد هارتمت أوستروسكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التفيذي، بيرتيلسمان آي جي على الحاجة الماسة للاستثمار في خدمات الإنتاج الإعلامي. لكن الأمر يبعث إلى التفاؤل لأن رجال الأعمال قادرون على خلق فرص الأعمال الجيدة أينما وُجدوا. 

يذكر أن أبو ظبي للإعلام هي واحدة من أسرع الشركات الإعلامية المتعددة القطاعات نمواً في المنطقة، وهي شركة مساهمة عامة تكونت من موجودات مؤسسة الإمارات للإعلام عام 2007. وتمتلك الشركة وتدير مجموعة من قنوات أبو ظبي (قناة أبو ظبي الأولى، قناة أبو ظبي الإمارات، قناة أبو ظبي الرياضية، قناة أبو ظبي الرياضية 2، قناة أبوظبي +1 و قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي) وشبكة من الإذاعات (إذاعة أبو ظبي،إذاعة إمارات اف ام ، ستار اف ام، وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة أبو ظبي كلاسيك اف ام) وكذلك عدد من المطبوعات (جريدة الاتحاد، وجريدة "ذا ناشونال" الإنجليزية ، ومجلة زهرة الخليج ومجلة ماجد) ، وشركة "إيميج نيشن أبوظبي" للإنتاج والتمويل السينمائي والوثائقي للسوق العربية والعالمية، وشركة لآيف للنقل التلفزيوني والتي تمتلك مجموعة من معدات البث الحارجي عالي الدقة HD بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل الشركة المتحدة للطباعة والنشر. وتدير مجموعة الإعلام الرقمي للشركة العديد من الممتلكات الرقمية التي تشمل Getmo Arabia، goalarabia.، و super.ae . و في 2009، أرست شراكة مع كل من VEVO مع Universal Music Group، Sony Music و Gazillion Entertainment، الرائدة في إنتاج ألعاب المتعددة اللاعبين على الانترنت. 

ويعمل في شركة أبو ظبي للإعلام 2098 موظفاً من مختلف الجنسيات في وحداتها المختلفة التي تضم النشر والتلفزيون والإذاعة، والإعلام الرقمي، والتوزيع والطباعة والنقل التلفزيوني. ويقع المقر الرئيسي للشركة في أبو ظبي، كما أن لديها مكاتب في القاهرة ودبي وواشنطن العاصمة.

بواسطة
عماد الطواشي
المصدر
زهرة سورية / دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى