أخبار البلد

شعبان: إجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية إسرائيلية ليس من اختصاص لجنة المبادرة ولا يوجد أي ضمانات بالنسبة للحقوق الفلسطينية

قالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية إن عدم موافقة سورية على قرار لجنة المبادرة العربية للسلام بشأن إجراء المفاوضات غير المباشرة فلسطينية إسرائيلية يعود لسببين
الأول: هو أن بحث هذا الموضوع ليس من اختصاص اللجنة وأن مهمتها هي متابعة المبادرة وتسويقها ومحاولة تنفيذها التي لم تتم بسبب التعنت الإسرائيلي ورفض إسرائيل للسلام.

وأضافت الدكتورة شعبان في حديث للتلفزيون السوري أمس إن السبب الثاني هو أن الذهاب إلى المفاوضات كما تحدث محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في اجتماع اللجنة أنه ليس لديه أي ضمانات بالنسبة للحقوق الفلسطينية كحق العودة والقدس وإيقاف الاستيطان وهذا يعني بالتحليل السياسي أن الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي باراك أوباما والذين فشلوا في أن يأخذوا من إسرائيل أي موقف بإيقاف الاستيطان أو تلبية أي طلب من المطالب الدولية سواء برفع الحصار أو بوقف الاستيطان أو بوقف هدم المنازل أو بوقف التهويد أي عندما لم يتمكنوا من أن يحصلوا على شيء عادوا ليضغطوا على الطرف الأضعف والطرف الضحية الذي هو الشعب الفلسطيني.

وأشارت الدكتورة شعبان إلى أنهم بدؤوا هذا المسار منذ أن زارت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأراضي المحتلة وعقدت مؤتمرا صحفيا مع "بنيامين نتنياهو" رئيس الحكومة الإسرائيلية ووصفت ما قام به بأنه عمل ممتاز لافتة إلى أن كل الإعلام الغربي وليس العربي وإنما الغربي في ذلك الوقت سخر مما قالته لأن "نتنياهو" لم يفعل شيئا بالنسبة لموافقة إسرائيل على وقف الاستيطان أو محاولة ملاقاة الفلسطينيين في منتصف الطريق من أجل بدء المفاوضات ولذلك فإن بدء هذه المفاوضات غير المباشرة دون أي ضمانات يمكن أن يشكل خطرا على الحق الفلسطيني مشددة على أن سورية معروفة دائما بمواقفها التي تتمسك بالحقوق وبعدم التفريط بأي حق من الحقوق العربية.

وفي الإطار ذاته قالت الدكتورة شعبان في مقابلة مع قناة الجزيرة انه ليس من مهمة لجنة المبادرة العربية للسلام أن تعطي غطاء أو أن توافق لأي طرف على التفاوض فمهمتها محصورة في تسويق المبادرة العربية وترويجها مضيفة ان ما تحدث به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم هو أن إسرائيل سوف تستخدم هذا القرار لتقول للعالم إننا رواد سلام وإننا نتجه نحو المفاوضات ونتنياهو وضع اللوم على الفلسطينيين حتى قبل أن تبدأ المفاوضات.

وتساءلت الدكتورة شعبان.. انه عندما يذهب طرف إلى المفاوضات ما هي المرجعيات التي يعتمد عليها وما هي الضمانات التي قدمها الإسرائيليون أو الأمريكيون.

وأضافت الدكتورة شعبان إنه من الواضح من المداولات التي جرت أن معظم العرب غير مقتنعين أن هذه المفاوضات تقود إلى أي مكان فإذاً نستطيع أن نستنتج أن هذه المفاوضات هي نتيجة الضغط الأمريكي بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية في أن تقنع الكيان الصهيوني بأن يوقف الاستيطان الذي كان شرطا أمريكيا ودوليا على إسرائيل وبدلا من أن تبقى إسرائيل في نظر العالم هي العقبة في طريق السلام تأتي الآن لتقول نحن الذين نريد السلام ونحن الذين نفاوض.. وإسرائيل في الإعلام الغربي اليوم هي في أزمة بعد اغتيالها محمود المبحوح القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس وبعد كل ما تقوم به من جرائم واستيلائها على التراث الإسلامي وتسميته تراثا يهوديا هي تريد أن تفك عزلتها.

وتساءلت الدكتورة شعبان ..إذا كان للإدارة الأمريكية مصلحة في الذهاب لهذه المفاوضات فما هي مصلحة العرب بالذهاب إلى مفاوضات تحتوي عناوين فقط دون أي ضمانات بخط الرابع من حزيران عام1967.

وردا على سؤال حول ما لدى سورية من تصور أو بديل للوضع الجامد الحالي وهو اللاسلم واللاحرب قالت الدكتورة شعبان.. إن لدى سورية تصورا منذ سنوات وهو الصمود على مواقفنا وعدم التنازل مهما ضغطوا وقد ذهبت سورية إلى مفاوضات غير مباشرة ولكنها ذهبت بعد أن حصلت على ضمانة من خلال الوسيط التركي بأن الانسحاب سيكون إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وبدأنا بتحديد نقاط خط الرابع من حزيران عام 1967 فالمهم هو التمسك بالحقوق ولا ندعي أننا نستطيع أن نستعيد حقوقنا اليوم أو غدا ولكننا نؤكد عدم التفريط بهذه الحقوق لأي سبب كان وعدم الخضوع للضغوط لإرضاء الجانب الأمريكي أو الإسرائيلي اللذين جربناهما طويلا.

وأضافت شعبان إن على العرب أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الشعب الفلسطيني وخاصة في ظل الحصار والتهويد والاستيلاء على المقدسات وكل ما تقوم به إسرائيل من جرائم تحت أنظار العالم وسمعهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى