الزاوية الإجتماعية

التواصل بين الأزواج

تثبت معظم الدراسات المتخصصة في العلاقات الزوجية أن أهم أسباب المشاكل بين الزوجين أو عدم نجاح العلاقة بينهما تكمن في عدم التواصل السليم، حيث يجمع الطرفان دائماً أن الطرف الآخر لا يفهمه ولا يحترم رغباته ..
 
 
ولا يستطيع بناء جسر من المحادثة المثمرة في معظم الأحوال والاهم أن معظم الجدالات تنتهي بأن يقطعها أحد الطرفين دون ايجاد حلول ترضي كلا الطرفين. 

والحقيقة الواضحة أن الأنثى والذكر يختلفان في طريقة تفكيرهما وفي الطريقة التي يعبران بها عن تلك الأفكار، كما أنهما يختلفان في الطريقة والمنطق اللذين يتخذان فيها القرارات. علماً أن فهم هذه الحقيقة واحترامها (باعتبارها حقيقة ثابتة) من قبل الطرفين هو بداية بناء جسر من التواصل لحل معظم المشاكل أعلاه بسلاسة وصدق واحترام. 

فبينما نجد أن المرأة في العادة قادرة على أن تربط بين جميع المواضيع والاهتمامات والقصص في آن واحد، نجد أن الرجل يفصل بين كل قصة وبين كل اهتمام وكأن لكل موضوع غرفة في عقله لا ينتقل إليها إلا بعد إغلاق باب الغرفة الأولى. وعلى سبيل المثال نجد أنه في حال حدوث جدال بين الزوجين تقوم المرأة باستذكار قصص من الماضي لا علاقة لها بجدال اليوم، بينما نجد أن الرجل يفضل ألا تتصل به امرأته أثناء الدوام لتطلب منه احتياجات البيت، وفي كثير من الأحيان لا يقوم الرجل بذلك وهذا ليس راجعاً لإهماله، وإنما لأنه أثناء العمل يكون تركيزه محصورا بدرجة كبيرة فيما يقوم به في ذلك الوقت. وفي حين يتجه الرجل عندما يتحدث إلى ذكر الحقائق والأحداث بتجرد وبدون عواطف ودون الخوض في تفاصيل يعتبرها مملة ومستهلكة للوقت، نجد أن المرأة ميالة إلى الخوض في تفاصيل أحداث اليوم مع اضافة المؤثرات العاطفية عليها من سعادة وفكاهة وحزن وكراهية وحسد. فعلى سبيل المثال نجد أن الرجل عندما يسأل عن حفل زفاف حضره يكتفي بالقول أنه كان ممتازاً أو سيئاً في العموم دونما الخوض في أية تفاصيل، بينما نجد أن المرأة ستدخل في تفاصيل التفاصيل بداية من لباس العروس وانتهاء بزينة القاعة وكيف تصرفت النساء الأخريات في الحفل. وفي كلتا الحالتين يصاب الطرف الآخر بالاحباط، المرأة لأن الرجل لم يشبع رغبتها في الخوض في التفاصيل فتقوم بتعليق قد يبدو استفزازياً للرجل، والرجل لأن الصداع أصابه من كثرة التفاصيل، فإما أن يقاطعها وإما أن يظهر عدم الانتباه لما تقوله. 

وأخيراُ في حين أن المرأة تبدي رغباتها من خلال التلميح والإشارة، فان الرجل يستخدم كلمات مباشرة وحازمة فيما يود عمله، فإذا أرادت المرأة أن تذهب لمطعم معين نجدها تسأل رجلها: ‘هل تود أن نأكل في الخارج’ دون تحديد للمطعم (علماً أن في عقلها مطعماً معيناً) أو دون أن تطلب مباشرة. وعلى الطرف الآخر نجد ان الرجل مباشر بحيث يقول: ‘ دعينا نذهب للمطعم الفلاني اليوم’. 

هذه بعض الدلالات التي يغفل الكثير منا (رجالاً ونساءً) البحث فيها أو اعطاءها الأهمية والاحترام المطلوبين، علماً أن هذا التنوع والاختلاف متأصل فينا، بمعنى أن الحل الأفضل لبناء علاقة قوية يكمن في تفهم الاختلاف الموجود لدى الطرف الآخر أكثر من محاولة تغييره، فلا يمكن القول ان طريقة تواصل أحد الزوجين خير من’الأخرى، وإنما الهدف هو الاقتناع أن على كليهما الوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة في الحوار والتواصل تبين للطرف الثاني مدى الاهتمام والاحترام والايجابية التي يبديها الطرف الأول لبناء علاقة زوجية ناجحة 

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى