مقالات وآراء

إذا كان رب الأسرة بالطبل ضارب .. بقلم حسام الشب قدور

بكل أنوثة تُقرب الشعلة من سيجارتها, وتأخذ نفساً عميقاً , لتشعل تلك السيجارة , ومن ثم تنفخ بكل لباقة وعذوبة مخرجة من بين تلك الشفتين الجميلتين ذلك الدخان وهي واقفة أمام النافذ وبكل خجل وحياء !!

هي لا تريد أن يتعلم منها هؤلاء الأطفال؟؟ فالتدخين في المؤسسات الحكومية ممنوع وهذا هو الدليل فهي تضع رأسها في النافذة كي لا تكون ضمن حرم الصف المدرسي .

بتلك الكلمات التي تخرج بعفوية الطفولة العذبة والبعيدة كل البعد عن ذلك الدخان الأسود الذي تنفثه تلك التي لا يطلق عليها (مدرّسة ) كانت أختي الصغيرة تروي ما جرى أثناء الحصة الدراسية لأمي وكأن ما جرى أو ما قامت به المعلمة هو أمر يجب أن يكون طبيعي جداً ما دامت القدوة التي يقتدون بها قد قامت بذلك .

ولكن هل يجب علينا أن نقدم لتلك المعلمة العذر, فهي كما يقال في العامية ( خرمت على سيجارة ) !!والحق معها فهؤلاء الأطفال يحتاج المتعامل معهم إلى كثير من الصبر !!؟

ولكن السؤال هل بالفعل في مدارسنا نطبق على الأقل اسم الوزارة التابعين لها وهو ( وزارة التربية )

فهذه ليست الحالة الأولى التي تدل على أن مدارسنا لا تمت إلى التربية بشيء بل هي مجرد تلقين للطلاب كي يصلوا إلى آخر العام ويقدموا الامتحان في كل سنة وبعد العديد من السنوات الدراسية يتخرجون ويتوّظفون ويعيدون الكرة, يدخنون, يهملون , يتسابقون في الدروس الخصوصية ووسائل الربح الوفير دون الالتفات إلى أهمية تربية هذا الجيل الذي هو بأمس الحالة إلى الأخلاق والتربية في ظل عصر العولمة الذي يواجه الأمة العربية فإذا كان الأهل يربّون ويتعبون ومن ثم تأتي قدوتهم ومعلميهم فيخرّبون فماذا نفعل ..فنحن في هذا الوقت بأمس الحاجة إلى تضافر الجهود بين الأهل والمدرسة

فالمدرسة ليست مهمتها أن تعلم المناهج الدراسية فقط بل يجب أن تكون مهمتها أسمى من ذلك فيجب أن تعلم الأخلاق وأن تعلم النظافة وان تعلم هذا الطالب كيف يتعامل مع الحياة منذ الصغر ( فهم تابعين لوزارة التربية ) , فأنت تجد المدرسين لدينا منهمكين في جمع الأموال فجميعهم يريد أن يكون لديه عدد اكبر من الطلاب في دروسه الخصوصية مبتعدا في ذلك عن أقل واجباته وهي التعليم بإخلاص ..

فتلك المدرّسة التي تقوم بالتدخين أمام الفتيات الصغار ماذا نتوقع منها أن تُخرّج وهل هي في مكانها المناسب وهل الذي أشرف على تدريسها كان في المكان المناسب وعلمها الأخلاق قبل أن يعطيها العلم ؟؟

وهل تملك الضمير الذي يردعها عن فعل ذلك أمام تلك البراعم التي توشك تدنيسها بأفعالها .. فهؤلاء الفتيات في هذا السن المبكر لا يحتجن إلى العلم فقط بل إلى التربية والتبصير بأمور الحياة , فنحن دائما نقتدي بالغرب ولكن في النصف الثاني من نهارهم ونطبقه على حياتنا كلها ,فقد وصلنا في مدارسنا لحالة يرثى لها وخاصة في مدارس الفتيات ففي بعض تلك المدارس ترى أن الدخان قد أصبح أمر أساسي بل معيب أن لا تكون إحدى الفتيات تدخن و تسمع أن العديد من الطالبات لا يذهبن إلى المدرسية ويخرجن إلى بيوت عشاقهم وكأن ذلك قد أصبح من عادتنا وقيمنا التي رُبينا عليها .

والسؤال للقائمين على العملية التربوية ألم يحن الوقت لإعادة النظر في العملية التربوية لدينا من الأساس وهل تجدون أن ما نراه في مدارسنا يجب أن يكون فيها وهل تقوم وزارة التعليم العالي بإعداد جيل متميز من المدرسين أم هي الأخرى تعطيهم الشهادة فقط دون العلم !!!

أسئلة كثيرة وحديث يطول ويطول على أمل أن تجد الأذن الصاغية لإعادة النظر وفهم الواقع ومن ثم إعادة منجية العملية التربوية لدينا ..

علماً أن تلك المدرّسة هي إحدى مدرّسات التعليم الأساسي في ادلب ! وفي هذا العمر في الذات تُغرس القيم والعادات لدى الطفل ..

بواسطة
حسام الشب قدور
المصدر
زهرة سورية / ادلب

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. يسلم تمك على هالكلام القوي والحلو

    شو هالملعلمة هي تروح وتقعد بالبيت أحسنلها مشان اذا خرمت على سيجارة تشربها بعيد عن الأطفال

زر الذهاب إلى الأعلى