مقالات وآراء

أين المفتي عادل إمام من الكارثة في سيول سيناء ؟؟؟ .. بقلم حسان اسماعيل

من تشدق بكلمات أطلقها على المقاومة ليرضي أسياده في إسرائيل أين هو الآن من سيول سيناء وجمهوره يغرق به , إذا كان الفن بحد ذاته رسالة سامية فان الأسمى أن يرتقي هذا الفن بصاحبه ..

يرتقي ليكون مثالاً ايجابياً في المجتمع الذي هو أحد أفراده ، ولا تخلو الساحة الفنية العربية من فنانين عظماء استطاعوا أن يكونوا نماذج مشرفة لبلدانهم ولامتهم العربية والإسلامية بحيث جندوا مواهبهم الفنية لخدمة قضايا أمتهم .. 

ومثالاً على ذلك لا حصرا الفنان القدير " دريد لحام " الذي قدم العديد من الأعمال الفنية الراقية ذات الأبعاد الإنسانية الاجتماعية الهامة ، بالإضافة لدوره الإنساني والعربي وحرصه على أن يكون إنسانا فاعلاً في مجتمعه ومناصراً لقضايا أمته حيث لم يتواني في القيام بالتوجه إلى قطاع غزة بصحبة زوجته وعدد من الفنانين السوريين ليشارك في كسر الحصار الصهيوني ويشارك بحضور افتتاح عملا فنيا مسرحياً وطنيا بالقطاع ثم عاد مجدداً ليدعم صمود هذا الشعب القابض على جمر أرضه ووطنه وليؤكد أن رسالة الفن اسمي وأعظم من السعي للشهرة الزائفة الزائلة وان الفنان الحقيقي يسمو ويكبر في قلب جمهوره عندما يتعامل معه بتواضع جم ويشاركه آماله وآلامه وقضاياه .. 

ورغم ما لاقاه الفنان القدير دريد لحام من معاناة على الحدود المصرية الفلسطينية إلا انه واصل رحلة التحدي وظل لعدة أيام يسافر ما بين القاهرة ومعبر رفح بمسافة تبلغ نحو 350 كم لينهي إجراءات دخوله إلى غزة بنفسه بعد أن وضعت أمامه العراقيل والإجراءات الروتينية لإثنائه عن دخول غزة .. 

ويومها قالي لي " قمت بتجسيد معاناة المواطن العربي من خلال فيلم الحدود واليوم أنا أخوض هذه الشخصية على الواقع ،وأنا سعي بذلك ولن أيأس ولن أعود إلى سوريه دون زيارة غزة" وقد كان له ما كان واستطاع عن يرسم المزيد من الابتسامات فوق شفاه الشعب الفلسطيني في غزة من خلال حضوره لعرض مسرحي وطني وزيارة متضرري الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة ومصافحة الأطفال 

المشوهين والذين فقدوا إطرافهم وجزاءا من أجسادهم وزرف دموع الألم عند مطالعته للدمار الذي أصاب وجهة غزة بفعل آلة الدمار الصهيونية .. 

يقوم هذا الفنان القدير بهذا الدور الإنساني وهو الذي قطع المسافات وركب الطائرات ليصل إلى هدفه رغم العوائق والمنغصات في حين نرى فنان عربي آخر نال من الشهرة والتأثير حد المرض ولذا فقد بات لقب فنان قدير أو كبير لا يستهويه واستأثر بلقب " الزعيم " وأقحم نفسه في السياسة وأصبحت آراءه السياسية لا تقل شهره عن إعماله الفنية ..

عندما يتحدث عن جمهوره وهو في ساعة " مزاج " فانه يتحدث عنه بكل ود ومحبة وإجلال حتى تظن أنه سيخصص جزءًا من ثروته له فهو ينسب للجمهور كل الفضل عليه فيما وصل إليه من نجاح أفلامه ومسلسلاته وبالطبع يدين هذا النجم – الزعيم بزيادة أرصدته في البنوك عبر سنوات عمله إلي الجمهور .. 

فقراءه قبل أغنيائه ، فالجمهور الفقير هو أول من اقتطع من ماله المحدود جنيهات لمشاهدة آخر أفلامه أو لحضور إحدى مسرحياته وهذا الجمهور نفسه هو الذي لا يجد واحدًا من نوعية هذا النجم الذي يهوى الزعامة إلي جواره ساعة الكوارث .. 

وعلى سبيل المثال فان جماهير سيناء الذين أغرقتهم السيول الأخيرة لم ينتظروا زيارة المسئولين لتفقد أحوالهم فقط بل احتاجوا إلي تعاطف الجميع ومنهم النجوم وهو أمر واجب وقد تأخر فيه النجوم كثيراً جداً ، وهم الذين لا يعدمون وسائل التخاطب مع الإعلام متى رغبوا ولكم في أحداث مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر عبرة يا أولي الألباب ، فلا يوجد ممثل في مصر لم يدل بدلوه فيها، وربما يكون النجم "عادل إمام" أو الزعيم وهو اللقب الذي يحلو له أن ينادي به أو علي الأقل لا يعترض عليه ولا ينفيه هو أكثر المقصرين وهو الذي لا يفوته واجب مجاملة النظام والدفاع عن مواقفه السياسية والقيام بالوقفات الاحتجاجية والتضامن من أجله وهو الذي يسارع إلي مهاجمة كل أعداء الحكومة والنظام بداية من حزب الله مروراً بالإخوان المسلمين وصولا إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وهو الذي يردد نفس كلام أعضاء الحزب الوطني بمناسبة وبغير مناسبة ويدافع عن التوريث ويهاجم التظاهر من أجل فلسطين وهو الذي اختار أن يقف في الجانب الآخر من الرأي العام للشارع المصري وهو الذي يطالب بحقه دائماً في التعبير عن رأيه السياسي بحرية ولكنه ينسي أن يقوم بدوره كفنان في الوقوف إلي جانب جمهوره في كارثة قومية مثل كارثة السيول، دوره كفنان وقف الجمهور إلي جانبه طوال مشواره خلال أكثر من 30 عاماً .. 

ودوره كمواطن مشهور يتكلم في السياسة أكثر مما يتكلم في الفن أحياناً ، ودوره كسفير للأمم المتحدة .. 

لقد قام نجوم غربيين مثل "جورج كلوني" و"مادونا" و"براد بيت" و"أنجلينا جولي" و"بينولوبي كروز" وهم ليسوا مواطنين من هاييتي بالتبرع بجزء من ملايينهم إلي جهود الإنقاذ والصليب الأحمر الهاييتي بينما لم نسمع عن فنان تبرع ببطانية قديمة لمواطن "سيناوي" وفي أوج مهرجان كبير مثل "الجولدن جلوب" وقف معظم نجوم هوليوود علي السجادة الحمراء يدعون المجتمع الدولي وزملاءهم من النجوم إلي التبرع من أجل جهود الإغاثة وقد مرت أيام طويلة وباردة وسمجة ولم نسمع من هذا الزعيم المزعوم "عادل إمام" ولو كلمة مواساة أو عزاء ولم نسمع عن شيك تبرع به يحمل رقم يوازي فضل الجمهور عليه .. 

كان المطر يهطل في أمريكا علي سجادة" الجولدن جلوب "الحمراء عندما وقفت "بينلوبي كروز" لتقول إن هذه الأمطار تذكرها بأن هناك ضحايا ومشردين في هاييتي لا يجب أن ننساهم وسط فرحتنا بالجوائز والمسابقة! فماذا ينتظر النجم – الزعيم أكثر من كارثة السيول التي أصابت سيناء حتى نسمع صوته المعبر عن التعاطف؟ وماذا ينتظر حتى يبادر بتقديم بعضا من ملايينه التي نفضها من جيوب الشعب لصالح المضارين من السيول الذين يبيتون في الشوارع في هذا البرد القارص ؟ .. 

لماذا لم يهرع " الزعيم "لتفقد هذه المنطقة المنكوبة وإقامة المؤتمرات الصحافية في قلب القرى المنكوبة والإعلان عن تبرعه الشخصي ببعض ملايينه ورد بعض الجميل للجمهور ودعوة الآخرين من النجوم ورجال الأعمال إلي التبرع إلي أهالي هذه القرى والمدن الذين هدمت بيوتهم وتشردوا وهلك بعض أقاربهم وأصبحوا يواجهون الآن البرد القارص إضافة إلي الفقر الدائم والظلم المقيم ، لا يري منه هؤلاء المنكوبين خطبا منبرية أكل عليها الزمن وشرب ولا قصائد عصماء في حب مصر ولا كلمات مزوقة أمام ميكروفون قناة فضائية بل يريدون أن يساندهم ويقف إلى جوارهم مثلما وقفوا إلى جانبه وقدموا جنيهاتهم القليلة ليدعموه ولذا فإنه مطالب اليوم بتقديم الدور الحقيقي لمن اختار أن 

يكون زعيما على رأس الفن المصري أن يدرك دوره التنويري والثقافي والسياسي والتحرك وبسرعة والتواجد وسط الجمهور المنكوب في أزمته ، ولكنه لم ولن يفعل لأنه لا يخرج عن كونه شخص يجيد فن التمثيل بمهارة على خشبة المسرح كما على ارض الواقع ، اثبت فشله وتخاذله في القيام بأي عمل إنساني حقيقي ( وليس تمثيل ) من أجل مواطني مصر، فقد سمعنا وعرفنا وحفظنا تصريحاته المكررة عن التوريث وحماس والجدار العازل، ولكن لم يرى احد حتى الآن مواقفه نحو الناس العاديين والجمهور البسيط المطحون الغارق في مياه السيول .. 

واليوم فقد مل الجميع من رغبة الزعيم في ممارسة حقه في التعبير، دون أن يدفع ثمنًا ويمارس دوره تجاه جمهور سبق أن حمله علي الأعناق ونصبه زعيمًا علي رأس الهرم الفني في مصر .. 

اليوم وشعب سيناء المنكوب يتنقل ما بين الوحل وبرك السيول ، بحثا عن يد مخلصه تمتد نحوه بالعون والمساعدة ولو بالكلمة ، نجد الزعيم يواصل خطبه المنبرية منافقا ومتزلقاً ومتحذلقاً بآرائه السياسة التي تؤكد أن " الهلفوت " مهما علا نجمه فانه سيهوي لحظة ما قد بدت قريبة جدا ، وان رصيد محبته في قلوبهم قد باتت على النقيض تماما بعد أن خذلهم خذلانا فاقعا وتخلى بنذالة شديدة عنهم ،ليثبت انه فعلا وبلا منازع " زعيم " ولكنه – بلا أسف – " زعيما " من ورق ..

بواسطة
حسان عبد اللطيف إسماعيل
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. نجد الزعيم يواصل خطبه المنبرية منافقا ومتزلقاً ومتحذلقاًيجيد فن التمثيل بمهارة والتحرك وبسرعة بنذالة شديدة اثبت فشله وتخاذله
    انه مجنونبحقارة يتكلم في السياسة أكثر من السياسين وتكلم بخيانة اكثر من الخونة انها جنون العظمة بس والله لابق الو يصير زعيم للصهونية العربية

  2. مشكور استاذ حسان على المقال
    مقارنتك لهذا الأفاق مع فناني الغرب بمكانها
    اين العظيم دريد لحام العربي السوري الأصيل من ذاك المهرج
    لن اقول الفرعوني لأن الفراعنة أصحاب حضارة وهذا المتحزلق لا يعرف الانسانية ولاالحضارة فقط يجيد السخرية والعبث بمشاعر الفقراء والجهلة على مسرحه الهزلي الرخيص ليجمع مابيجيوبهم

زر الذهاب إلى الأعلى