ثقافة وفن

وكانت النهاية… بقلم شادن عيون المها‏

اتصلت بي قبل يومين من المناسبة و دعتني لحضور حفل زفاف أحد معارفها ، ألتقينا و عند دخولنا و جدنا العروس تتمايل فرحة مبتهجة بليلة العمر، سرنا ببطئ نبحث عن مكان للجلوس فيه ..

تأملت صديقتي هذه العروس لبضع لحظات ثم لحقت بي ، و جلست في المكان الذي اخترته .. لم يشعر بوجودنا أحد باستثناء فتاة جاءت مرحبة بنا و همست في اذن صديقتي بكلمات قليلة لم أسمعها …

لم نشعر بالوقت الذي مر سريعاً .. فقد أخذتنا الأحلام و الأفكار خارج حدود الصالة , لكنها لم تمنع صديقتي من أن ترمق إحداهنّ بنظرات لم أوليها أية أهمية .. ولم أفهمها أصلاً …

وبعد مرور ما يقارب الساعتين أعلنوا وصول الأمير فتأهبت تلك الأميرة لاستقبال فارسها الذي اختارها دون الفتيات جميعاً ليتوجها ملكة على مدينته و يعلنها حبه الأخير ..

دخل الأمير و علت الزغاريد و الموسيقى و الصيحات وقبََّل أميرته التي تصغره بكثير و تقاربه في الطول ..و لكن هذه الملامح ليست غريبة … أذكر أني رأيتها …. لكن أين …؟؟؟
و فجأة شعرت بأن قلبي توقف عن الخفقان .. هل يعقل هذا ؟؟؟؟ هل أنا في حلم أم ماذا .. ؟؟
إنه حبيبها .. نعم حبيب صديقتي التي تجلس بقربي … 

شعرت أنني أرغب في البكاء عوضاً عنها .. شعرت أنني أرغب في أن أنزع الألم من قلبها .. تمنيت اللا معقول في هذه اللحظة…. كانت شبه قوية … أخفت الدموع و تظاهرت بالقوة .. لكن أنا لم استطع منع نفسي من الهذيان في تلك اللحظة…
كيف استطيع و أنا من شهدت مولد هذه القصة و شهدت أحداثها الحلوة و المرة , و المآسي ..

لن أنسى ذلك اليوم الذي جلسنا فيه أنا وهي في أحد المقاهي نحتسي القهوة لتلمحه جالساً بالقرب منها يملؤه الغرور و الكبرياء … لن أنسى كيف حولته بحنانها و أنوثتها من مجرد شاب عابث لاهن إلى عاشق مجنون متيم …

لن أنسى كيف جاءتني باكية و قالت إن كل شيء انتهى .. نعم .. انتهى لأنها لا تصغره إلا بثلاث سنوات و تقصر عنه بعشرات السنتيمترات ..

هذه هي الأسباب الوجيهة التي منعت الأم من القبول بها كزوجة لابنها ..عرفت الآن لماذا كانت ترقب هذه المرأة فهي أمه.. التي رفضتها حتى دون أن تراها .. وعرفت سر هذه النظرة الحزينة للعروس .. فهذه الجميلة هي من سلبتها حبيبها و سرقت حلمها الذي حلمت به طويلاً ..

و عرفت لما لم يشعر بوجودنا أحد فلا مكان لنا هنا .. و عرفت من هي تلك الفتاة التي رحبت بنا … إنها من أحضرت لها دعوة الحفل …لكن الذي لم استطع تفسيره لماذ حضرت هذا المأتم ؟؟
هل هو الحب و تمني السعادة لمن أحبته ؟؟؟ .. هل هو الجنون ؟؟ .. أم هو العجز و اليأس فاستسلمت و اكتفت بحضور حفل زفافها كمدعوة لا كأميرة ؟؟

حضرت حفل زفافه و ودعته من بعيد دون أن يعلم بوجودها فهي لم ترغب في أن تعكر عليه ليلة العمر بتذكر ماض لم يعد لتذكره أي معنى …لم ترغب أن تقف أمامه وهي الماضي مع الحاضر والمستقبل الذي بين يديه …

انتهى الحفل ..
وعادت إلى منزلها وحيدة تحمل الألم .. و عاد هو إلى منزله يحمل عروسه .. 

انتهت القصة …
لكن الأماكن باقية … وستشهد على حب لم تكتب له نهاية إلا تلك الليلة

بواسطة
شادن عيون المها
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. فعلآانها قصة من الواقع الذي نعيشه وتخدع فيه اغلب البنات بمشوع الحب وكم يكون خاسآ مع هيك شباب مابيستاهلو معنى الحب ولايعرفون منه الا اللهو والضحك والتلاعب بمشاعر البنات الله على الظالم

  2. شادن حبيبتى روايتك صحيحة وياريت هالبنات بئا يعئلو ويفهمو الحب موتسلايه لك يفهمو كذب الشباب اغلبهم تايه ومامعو اجرة سرفيس وركد ورا البنات بيبيعن كلام وتلطيش وهاالبنات عينى عليهم بس ائلها بحبك بتنس وبتنجر ورا الكلام شوفو بهائصة حب واشلون انتهت الى المصلحة لاحب ولازفت بهالأيام

  3. والله الشوفات اللي عمنشوفا هل الايام مومعقولة اغلب البناتكم كلمة حلوة بءنع وبتءول العريس طب يلا نكمشو بيكون موعريس قاق بيمضي معا وئتو وبالأخيربيطلع قاق

زر الذهاب إلى الأعلى