ثقافة وفن

فيروز غنّت

فــــــــــيروز غنَّت و ماج الكون جذلانا

لما تـــــضوّعَ عَرفُ الحـــرفِ ألـــــوانا

فيروزُ رَندحَتِ الأشــــعارَ مــُـطرِبــــــةً
شَغَفَ الجُموعِ فأَنســـَــتها الذي كانــــا

ردّت لــــــكلِّ فصــــولِ العامِ رونـــقهـا
حــــتى اســـــــتحال جميعُ العامِ نيسانا

غــــنت صـــــــباحَ بلادي للهوى طرباً
لـــلحبِّ للعشــــــقِ للإيمانِ ســــــيَّانــا

غــــنّت لـــــكلِّ بــــــلادِ الـعُربِ قاطبةً
عــــجباً تــُـوحِّدُ أرضَ العُربِ ألحانـــا

قـــــامت تـــــدغدغ في أجوافنا حمماً
مـــن الحماســــــةِ كي تزدادَ نيرانــــا

حـــــــيناً تــــعودُ لتُلقي في مسامعنـــا
ذكـــــرَ المـــحبةِ فياضــاً و ريـــَّــانـــا

و تســــتفيضُ من الأشـــــعارِ مازجةً
كـــــل الـجمال ترانيماً و ألــــــحانــــا

ريـــحاً تـــهادت على أوتـارهـــا دُررٌ
من القصيدِ ففاض القلبُ أشــــجانـــا

مــــاذا أقول بـــصوتٍ كان دَيــدنـــُـهُ
عشــــقَ البلادِ و حبّاً صــــارَ إيمانـا

ماذا أقول؟إذا بـــانــت ســــفينتُهــــا
اصطفَّت قلوبُ جميعِ الناسِ شُطآنا!

يا درةَ المجدِ أنتِ المجدُ في وطني
و أنـــت من وهبَ الأمجادَ لبنانــــا

فـلـو أُريدَ لـــــه أن يـمَّحي أبـــــداً
لــــما خُلِقــــــتِ و لا خلَّدتِ ذِكرانا

لو أنَّ كــــلَّ بــلادِ الأرضِ قد فَنيَت
يبقى صَــــداكِ ترانيماً و إنســـــانا

يــحكي حكايةَ أرضِ الأرزِ من أزلٍ
حتى يُضـــيفَ على الأيــــامِ أزمانا

فيروزُ أنتِ رحيقُ الحبِّ في دمنــا
حيناً يغرِّدُ كالأطـــــيارِ ســــــكرانا

فدتكِ بـيروتُ يا أُمَّاً لها ســـــكنت
بين الضلوعِ ليغفو القلبُ نــشوانا

فدتــكِ أعمدةٌ في بعلبكَّ ســـَــــمَت
من فرطِ هيبتِها حتى عَلَت شـــانا

فدتكِ قمَّةُ طَودِ الشيخِ من عَلِهـــا
كلُّ الجبالِ تميدُ لديكِ وِديــــانـــــا

فدتكِ أرضُ جنوبِ العزِّ في بلدي
فيها يخلِّد ذكرَ المجدِ ما كانـــــــا

فدتكِ زهرةُ قدسِ الروحِ ملهمـةً
روحَ المسيحِ سلامَ محمدَ الآنــا

فدتكِ كلُّ بلادِ الشــامِ لو تَسَــلي
و لو أردتِ لأســــــــكنَّاك مُقلانا

بواسطة
علي مشيك
المصدر
زهرة سورية / بعلبك - لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى