مقالات وآراء

الرقابة الإلكترونية تشهير أو انتهاك للخصوصية ؟! بقلم نزار أبو حلب

الشبكة العنكبوتية هل خلقت كي نعلق بها تماماً كشبكة العنكبوت , أم وضعت كي تحررنا من القيود .. ؟

التبادلات الإخبارية والعلاقات الإعلامية والتجارية والعلمية هل تخدمنا إن لم يكن لدنيا الرادع في حفظ خصوصيتنا ولاسيما حيث أن الإنترنت صفحة بيضاء مفتوحة للجميع قد يملؤها أحد العابثين بالسواد القاحل عن طريق العبث بحرية الرأي و حرية الأشخاص فأين الرادع لكل من هب و دب و فتح هذا الباب , أظن أنه لا يمكن إغلاقه إلا بوجود رقيب يردع و يأمر وينهي من يحاول تجريح أو تشهير كل من ينزل بين صفحاته كي يشعر بطيب الإقامة .. 

هل ما هو مسيء مادة إخبارية دسمة مطروحة للنقاش نستطيع حلها ، أو التعليق عليها ، ولكن ما يبدو لدي أنها حالة فساد إلكتروني من خلال الاستعمال الخاطئ لهذه التقنية العظيمة ، و رخصت للكثيرين تمييعها واسترخاصها ، وحولوها إلى آلة شتيمة , أو تشهير، أو تحريض بين منافسيها الكثر ..

من يملك الممنوع والمسموح ..
كلٌ يكتب و كلٌ ينشر و لا يوجد ما هو مسموح أو محظور علينا وضع حدود نقف عندها فليست كل الأقلام تملك حبراً أخضر ( مسموح ) و لا كلها تملك حبراً أحمر ( ممنوع ) فعلينا خلق موازنة بأن يُنصّبْ المنتدى أو الموقع وعيه كاملاً ليثبت مصداقيته بالعمل الصحفي الحر و النزيه و أن يكون وعيه غير مسير لأغراض شيطانية خاوية ..

هل رقابة على الضمير الإلكتروني ..
علينا تسيير دفة التطور الإلكتروني نحو الاتجاه الصحيح لتنفيذ فعلاً ما هو مطلوب منها حيث أنها منبر الحرية ولا يجب على من لا يعرف معنى كلمة الحرية إلحاق ضرر وأذى لأشخاص , ربما كان المُستهدفون لهم هدف غير أخلاقي فعلينا الحرص على رواد هذا العالم من عبثية و همجية أصحاب العقول المقفلة و أصحاب الأقلام غير الحرة بعدم ذكر الأسماء الشخصية لدى التجريح في أي موقع إنما ذكره للتكريم فمدى الاستفادة منها كوسيلة مرتبطة بمدى فك الحصار الغير بناء من حولها، وتقديمها كتقنية حقيقة غير منقوصة ، و سجينة عدم الرقابة الحرة الموجودة بمواقعنا و منتدياتنا الكثيرة ..

وجوه الانترنت ..
الانترنت سلاح ذو حدين فهو نعمة ولكنه يتحول إلى نقمة إذا أخطأنا في تسييره لصالحنا و مصلحة تقدمنا و تطورنا فهذه التقنية هي تقنية خطيرة ، وقد تأتي في مرتبة متقدمة مثل النفط ، والأسلحة و …. و علينا استثمارها بطريقة صحيحة.. 

صحيح أن التقنية الإلكترونية لا تكلف أثماناً باهظة كما هي حال وسائل الإعلام المطبوعة ، أو المسموعة، أو المرئية و لكن قد تكلف أشخاصاً قد تم التشهير بهم الكثير , فبالتشهير أصبح اللاهون العابثون من أصحاب الأقلام العديمة الضمير فطاحل في حل عقدها، ودخول نظام غيبت به الرقابة الموقعية أو رقابة الموقع من خلال الأشخاص القائمين عليه فمتى سنمنع هذا و نتجنب الخلافات الشخصية و إثارة الفتن و الابتزاز لأغراض شخصية .. ؟ 

و لكن تبقى التقنية الإلكترونية رديفاً للوسائل الأخرى ، وليست بديلاً عنها ، وكلٌ يكمل الآخر، ولكل منها دورها في مسألة التنمية ، والتوعية .. 

سيبقى المنتدى الإلكتروني العربي محكوماً عليه بالفشل إذا ما ظلت المنتديات على ما هي عليه الآن من خلال إباحيتها و عدم منعها لتقنيات الإنترنيت المقدمة مجانياً من المتاجرة بها ولن تتقدم وتتطور هذه التقنية إذا بقيت الرقابة هكذا و خاصة المسؤولين أنفسهم على الموقع أو المنتدى ببقائهم على هذا الحال , وأتمنى أن ننهض بأنفسنا و أن يكون إيقاعنا الإلكتروني واعياً و دافعاً دائماً نحو الأمام . 

بواسطة
نزار أبو حلب
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. والله صار لازم الواحد يبق البحصة .. مو المشكلة عمي نزار بالتافهين من المواقع الالكتروني أو المنتديات لانو اي واحد بامكانو يساوي موقع ويحط اللي بدو ياه .. المشكلة عند بعض المسؤولين اللي بيسمعوا لتعليك هيك ناس .. يعني اليوم الواحد من المسؤولين بيعرف انو فلان موقع هو مسيء ومافيو ضمير , لانو بتدخل على الموقع بتشوف لافتة كبيرة مكتوب عليه محاربة الفساد ولانو حاطين هاللافتة فكل واحد لازم ينزل اسمو عندهم من المفروض انو يبلش يدفع .. بس المشلكة لمى مسؤول كبير بيعرف الوضع بيجي بناصروا .. عندها مافينا نقول غير الله يلعنون ويلعن مين بناصرهم , وفي الحقيقة باعتبار بقينة البحصة بحب اقول انو في سورية ما شفنا صحافة محترمة غير عند بعض المواقع السورية متل سيريانيوز وزهرة سورية وصدى سورية وسانا أما الباقي فـ ؟؟؟؟؟

  2. والله صاير بهالبلد كل واحد مابيعرف يحكي كلمتين بجي وبقلك انا عندي موقع ونازل طالع بالمسؤولين .. شو الشغلة شلغة مرجلة إلا شغلة احترام وتقديس الراي العام .. للاسف لسى لحتى هالايام عمنشوف مايسمى بالمتسلطين على الصحافة الاكترونية وخاصة تلك المواقع التي أساءت للبلد وشوهت سمعتنا أمام المغتربين

  3. مشكور إيها الزميل العزيز نزار أبو حلب على كل مقالاتك الغنية بكل جوانب الحياة أما بالنسبة لهذه المقالة في الماضي كنا نخاف على السلطة الرابعة من ان تصل اليها الاقلام السوداء او ان يعمها الفساد و لكننا اليوم اصبحنا نخاف على انفسنا من ان تصبح اقلامنا نحن سوداء بسبب الفساد الذي تعيشه السلطة الرابعة في الانترنت اتمنى ان تصل مقالاتك للجميع و يستطيع فهمها كل من يكتب في الانترنت

  4. بكل ود ما ذكرت عن الانترنت و الشبكة أنها أضحت بالغالب ملهاة للعناكب والطفيلين عدا بعض المواقع المحترمة و صاحبة الضمير
    كل ما هنالك أنهم يدلون بما هم به متعلمون دعوننا نجرد الانترنت من العقول الفارغة الرديئة المتلفة و نرتقي بما لدينا من مواهب وادمغة و نسمح لهم بالتعبير بحرية ولا نحارب نورهم ليضيئوا لنا بأقلامهم طريقنا و يغنونا بما لديهم من حب لنا و لك جزيل الشكر
    كاتبنا و حبيبنا الغالي نزار ابو حلب …..

  5. التلوث عبر الأنترنت نجده دائما حتى في سلطة هذه المواقع المجانية
    كما أوردت بذكرك ايها الكاتب المحترم نزار ابو حلب
    سلطتهم دفعتهم لقيادة مواقعهم حسب اهوائهم
    و بدأوا اللاهون يلهون و يلوثون حتى ضمائر الناس الحية
    يجب علينا مراعاة المواقع و داخليها بكل ما لدينا من ادوات
    و اجتثاث بذور العبث و اللهو و تشتيت الأفكار التي تودي بالكاتب
    و المفكر و الباحث إلى مقبرة العنكبوت
    شكراً لما كتبت و أبدعت فعبرت عن ما يجول بخواطرنا أخانا الغالي
    نزار ابو حلب

  6. الأخوة الكرام الذين اسهمو في التعليق على المقالة اشكركم جميعآ وانتم ابناء هذا البلد وانتم فكرها وفلسفتها وعقلكم الواعي سوف يكون درعا لحماية الفكر والعقل من فيروس الجهل والتخلف والأنانية مازال في بلدي بقعة ضوء يمكن لها ان تكبر وتشع بنورها العلم والأدب والأخلاق والمعرفة وبيدها تصحح الخطأ وباليد الثانية نحيي ونعزز مسيرة الرئيس بشار الأسد في التطور والتقدم لبناء النهضة الفكرية والثقافية والقضاء على ثقافة الأنا والأنانية

  7. يعنى بكره بيعملو لك شرطة انترنيت على الدقره والنقره ولك ليش عملت هيك الشرطة العادية مو مخلصين منها بكره بيقولو ا
    شرطة نت لحجب المواقع

زر الذهاب إلى الأعلى