اقتصاديات

المؤتمر الدولي الريادة الثقافية والعالم العربي في بيت الفن يتابع أعماله بدمشق

مؤتمر الريادة يناقش أثر الأجندات المؤسساتية والتوترات الاجتماعية في المجال الثقافي و تابع المؤتمر الدولي الريادة الثقافية والعالم العربي في بيت الفن أعماله بجلسة ثانية بعنوان الفنون والواقع الاقتصادي والاجتماعي في الوقت الراهن ..

شارك فيها الناقد السينمائي أسامة غنم وعروة النيربية منظم مهرجان سينما الواقع دوكس بوكس وبيير جنكسيون من المملكة المتحدة ونادين توما من مصر ونايف المطوع من الكويت.

وتناولت الجلسة البيئة التي يعمل من خلالها المثقفون وهيمنة الأجندات المؤسساتية والتوترات الاجتماعية وأثر هذه الظروف على الفنانين والعاملين في المجال الثقافي.

وتحدث المشاركون حول دور الجهات الحكومية والخاصة في دعم الفنون والمعوقات التي تواجه الشباب العربي في إيصال أفكارهم لقلة الجهات الراعية القادرة على احتواء مشروعاتهم الثقافية فضلا عن توفير البنى التحتية التي توفر كل مقومات العمل الثقافي الناجح من هياكل مسرحية حقيقية ومؤسسات تعليمية.

وأكد المشاركون على ضرورة توفير التمويل الوطني للمشاريع الثقافية الذي يلغي اعتبارات النجاح التجاري ويبرهن على القيمة الفنية باعتبارها القيمة الأسمى مشيرين إلى أن دمشق عاصمة للثقافة العربية كانت من أنجح التجارب في دعم وتمويل المشاريع الثقافية من خلال المنح التي قدمتها للشباب في مختلف المجالات وغيرها.

وحول واقع الثقافة العربية اليوم قال جيرييس سماوي أمين عام وزارة الثقافة الأردنية في تصريح لسانا إن ثقافتنا العربية هي ثقافة غنية ومتجذرة حيث استطاعت في هذا العصر الصعب أن تبقى الحصن المنيع الذي نلوذ به.

وأشار إلى أن حالة الإبداع في الوطن العربي حالة راقية على مستوى الفنون والآداب لا سيما في ميدان الشعر والرواية مؤكدا على ضرورة تأسيس ثقافة عربية واحدة من خلال توفير الحرية للمبدع والمثقف.

ثم تم عرض فيلمين قصيرين الأول بعنوان أفكار صامتة بحضور المخرجين أنطوان عنتابي ورالف أبو قبع وهو من إنتاج احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية والفائز بالجائزة البرونزية ضمن مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر.

أما الفيلم الثاني فهو بعنوان ماذا لو للمخرج بسام الإمام الذي عرض ضمن مشروع مسابقة النجم فليكر التابعة للمجلس الثقافي البريطاني ويهدف إخراج هذه الأفلام إلى عرض برنامج الفيديو آرت خارج القاعات السينمائية المألوفة.

يشار إلى أن مشروع الريادة الثقافية الدولية الذي بادر به المجلس الثقافي البريطاني يهدف إلى تعزيز دور الفن والثقافة في المجتمع من خلال العمل مع الرواد الثقافيين المستقبليين في أوربا والشرق الأوسط لتطوير مهاراتهم الفنية.

وكان افتتح صباح أمس برعاية الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية المؤتمر الدولي "الريادة الثقافية والعالم العربي" في بيت الفن بمشاركة أكثر من 80 رائداً من رواد الثقافة والفنون من الوطن العربي وأوروبا.

وقال الدكتور محمود السيد رئيس لجنة تمكين اللغة العربية: إن الحوار والتفاعل صار سمة من سمات العصر الحديث وبالتالي ليس بمقدور أي أمة أن تعيش في عزلة ثقافية مضيفاً أن ذلك يتطلب مرونة التفكير وفهم التنوع الثقافي وتقديره واعتماد المنهج العلمي في التفكير.

وأوضح السيد أن الثروة الحقيقية في أي مجتمع هي الإنسان الذي لن يكون فاعلاً في عملية التنمية والعطاء إن لم يمتلك الثقافة الواعية مشيراً إلى أن الوعي الثقافي يعزز القيم الإنسانية ويعالج القضايا الكبرى للإنسانية من أمية وفقر وبطالة وغيرها.

وقال السيد: إن سورية تحترم ثقافات الشعوب وتقدر الإبداعات وتؤمن بالحوار على أنه أسلوب حضاري لحل القضايا وصيانة الحقوق واحترامها واستعادتها وتعزز التعاون مع أصحاب المبادرات الإيجابية مضيفاً أن التنمية الثقافية لن تتحقق في منطقتنا مع وجود الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وذلك لأن التنمية تحتاج للاستقرار.

واعتبر السيد أن الدور الفعال للنظام الثقافي لا يتحقق دون تناغم وانسجام بينه وبين الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية محلياً وعالمياً.

بدورها قالت إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني بسورية: إن أهمية هذا المؤتمر الدولي تكمن في توفيره مساحة واسعة لنخبة من المثقفين في الوطن العربي والعالم لتبادل المعارف والتجارب والأفكار حول تطوير الريادة الثقافية مشيرة إلى أن دمشق تعطي المؤتمر بعداً إضافياً من خلال مكانتها الثقافية والحضارية.

وقالت مديرة المجلس منظم المؤتمر: إنه تم اختيار 35 رائداً قاموا بالتدريب والرصد والمتابعة للتحضير للمؤتمر مضيفة رغم أنهم مختلفو الثقافات والاختصاصات الفنية لكنهم يشتركون في المقدرة على ابتكار الأفكار والعمل على إيجاد حلول للقضايا الثقافية مشيرة إلى أن الثقافة قادرة على رسم مستقبل المجتمعات والتقريب بينها لأن باستطاعتها بناء جسور التواصل والتفاهم والحوار بين الشعوب.

وبدأت فعاليات المؤتمر الذي يستمر يومين بجلسة أولى ترأسها الناقد السوري حسان عباس حول إمكانية الوصول إلى الثقافة حيث اعتبر أن هذا العنوان من أهم مفاصل العمل الثقافي على المستوى العالمي.

وقدم عباس لمحة عن القوى الداعمة والمعيقة للعمل الثقافي والتي تتعلق بالمؤسسات الثقافية والعلاقات التي تحكم العالم والاتصالات وإمكانيات التواصل.

بدوره قدم محمد أمين مؤمن من المغرب عرضاً عن مساهمة المراكز الثقافية في النشاطات الثقافية من خلال عرضه لنشاطات مركز مولاي رشيد الثقافي في المغرب مبيناً دور المراكز الثقافية في معالجة قضايا المجتمع على تنوعها.

بينما تطرق جريس سماوي من الأردن إلى مسألة الارتقاء بالثقافة لتصبح سلوكاً ووعياً معتبراً أنه على المبدع أن يجد أسلوباً في التواصل مع المتلقي لأن الثقافة حركة ديناميكية في الاتجاه الإيجابي.

وأشار برندان كيناي من بريطانيا إلى ثلاث حالات يمكن من خلالها الولوج للثقافة هي تقدير الفن و الحالة التجارية والتنمية الفنية مؤكداً أنه كلما ازداد الولوج الثقافي ازدادت فرص المعرفة وتوسعت آفاقها.

في حين تحدث رمزي أبو رضوان من فلسطين عن تجربته كعازف فيولا وتعليمه الأطفال الموسيقا في المخيمات الفلسطينية والصعوبات التي كان يواجهها جراء الممارسات الإسرائيلية مشيراً إلى أهمية الموسيقا وتأثيرها الكبير على الأطفال في مساعدتهم على عيش طفولتهم وتعلم مفهوم الوقت.

وتمحورت المداخلات والمناقشات التي دارت بين المشاركين حول أهمية التأسيس لثقافة عربية تهتم بلغة الحوار واحترام ثقافة الآخر إضافة إلى ضرورة دعم الثقافة لتكون جزءاً من مشاريع التنمية وتخصيصها بميزانيات جيدة.

وتحدث عدد من المشاركين من الأردن وفلسطين والجزائر وتونس عن تجاربهم الشخصية في مجالات ثقافية معينة كالموسيقا والتشكيل مع التركيز على الجوانب الإيجابية والصعوبات التي اعترضتهم وكيفية تجاوزها.

المصدر
زهرة سورية / دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى