صدى الناس

مذكرات سكران .. هل تعتقدون أننا سنقف يوماً ؟

إن أردت أن ترى مستقبل شعب ، شاهد شبابه .. فهم سيكونون الشعب في يوم من الأيام , وبما أنني من أحد هؤلاء الشباب، فإني أرى المستقبل مظلماَ ..
بل وحتى بؤرة الضوء التي تلوح لي بعض الاحيان، ارى في داخلها الوضع نفسه، كأنها تقول لي ( إن تغيّر شيء، فلا تتوقع انه سيكون للأفضل !) ..

دفعني الى هذه الكلمات حادثة بسيطة ، فقد استيقظت متأخراً كعادتي وتوجهت الى عملي ماراً في شوارع مدينتي الهادئة والتي باتت خالية حتى من أصوات القطط .. قد تسأل نفسك سر القطط وما آلت اليها .. سأكتب عنها في المرة القادمة ..
أمشي ممتلئ بالأفكار وهامساً بيني وبين نفسي متذكرا بعض لحظاتي التي قد لاتوصف منتبهاً حيناً وشارداً أحياناً أخرى، وها أنا أمشي مبتسماً تارة وعابساً تارة اخرى …
وصلت مركز المدينة ، وتقدمت صوب محلي الصغير مجهزاً مفاتيحي !
لكن هناك شيئ ما غير طبيعي !! أشاهد اناساً عابسين ساكتين ينظرون الي بعيون كئيبة ، اكلم نفسي وانا اقرأ تلك العيون الحزينة ، أنا لم اكلم احداً منذ (10) ايام ! لما كل هذه النظرات وكل هذه المحاكات الصامتة …… يا الهي .. ! هل من المعقول ان فعل سفن بهم شيئاً .. ؟ ولكن ماهو هذا الشي الذي فعله سفن بهم حتى منعهم من فتح محلاتهم .. ؟؟
ليست الكهرباء طبعاً لانها تحصل وتقطع باستمرار .. ولان معروف لا يصرف من الكهرباء شيئاً ولا يملك غير ضوء توفير طاقة واحد وهو أول من بارك وشكر لهذا الإختراع جعلني افكر بانقطاع الكهرباء طبعاً ..
هنا أسرع أحدهم متلهفاً سابقاً الكل بإيصال الخبر …. قال لقد أغلقوا محلاتنا ، وحتى محلك المغلق منذ أيام لم ييسلم من أصحاب القمصان البيضاء فقد وضعوا عليه هذه الحمرة الجميلة وخيط القنب الهندي الأصلي وكنت احاول الاتصال بك بيد اني تفاجأت ….. رصيدي لا يسمح لي باتمام الاتصال وهكذا …….
أريد أن افهم سر هذا العمل ؟
من ولماذا ؟
الكل لا يعلمون شيئاً .. قالوا بالإجماع ان جهات كبرى وراء إغلاقها ولكننا نجهل الأسباب .. ووصل العدد الى أكثر من 112 محل خاص لاجهزة الكمبيوتر
وبعد المحاولات والمراجعات والنفي والمراسلات والواسطات والمكالمات والكثير الكثير من الأفكار و ووووو .
انها بحجة الترخيص وعليكم بها وإلا ستبقى المحال مغلقة ..
قال لي أحد الموظفين إن كنت تود فتح المحل ماعليك سوى تغير مهنتك !!
من لهفتي وفرحتي العظمى قلت ( إيدي بزنارك بدي حل )
ولكن أي مهنة سأختارها ؟
تكتب (استدعى )كتاب صغير بغية تحويل مهنتك لبيع البسة نسائية مثلاً !
ماذا أرد عليه ؟
طبعاً لاشئ .. فإني أخشى هذه المرة أن يقوم بتشميع فمي وهذا قد يرضيه وربما أكثر ..
لماذا لم يتم تنبيه أصحاب المحلات بهذا الاقتراح قبل أيام ؟
أو لم تحن الساعة لنفكر قليلاً بمصير البشر واحترام قواعد السلوك قبل البدأ بأي تنفيذ لفكرة فاسدة وإجتهاد شخصي كما حصل في سوق الحبوب وقد تراجعوا وأزالوا التشميع بعد ثلاثة ايام من تنفيذها ؟
وما أنا فيه قد جرى وها أنا أتقدم
من يقول اننا بخير، فهو اما اعمى، او يتظاهر بالعمى.
(صحوت متأخراً اليوم مع صداع عنيف، اعتقد انني اكثرت من الشرب البارحه).
هل لا زلت بخير؟
قد لا تعجبكم كلمات هذا السكران ، أتمنى أن ابتعد عن الشرب قليلا وأكون مثل الكثير من المثقفين وأصحاب القرار

بواسطة
عبد الله يوسف رمضان

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. بصراحة موضوع جميل جدا ً ولازم يوضع بأول صفحة من صفحات المواضيع وانا عن نفسي بعطيه 9 ونص من عشرة هههه شكرا ً وتسلم ايدك يا استاذ عبد الله يوسف رمضان

  2. اذا هيك السكر بدو يخليك تحكي الحىء والواقع فالافضل انو كلنا نسكر وانت مو بحاجه تبتعد عن السكر لتكون مثقف كتابتك بتدل على انو انت انسان مثقف وكل انسان عندو ثقافه خاصه في بيعبر عنها بطريقتو الخاصه…………….احلى قاااااااااهر

  3. ذكريات سكران هذه اللذكريات قد جعلتني مشوشا غير قادر على فهم بلورة الحياة وطبيعتها , حعلتني اصغي الى نبضات قلبي وهي تصرخ من شرايينها: تقول بؤس هذه الحياة الغامضه التي ملأتها البشر بالحقد والكراهيه والهامشيه والهدف منها التدمير والخراب , فبات كل شخصا ينظر الى صاحيه نظرات الؤم التي تقطع التفائل من قلبه وتمزق له الامل وتجعله انسانا حزينا وحيدا عاجزا , سأله نفسها اهذا حكما مثبتا علينا من احكام القدر الذي يحمل المعاني والعبر , اهو حكما مقدر علينا منذ الولاده الى الاجل ؟

    واستيقظت من يقظتي واذ بدمعة سكرانه سارت على خدي …

    شكرا ايها القاهر تعبيرك مثلك .

  4. “إن فلسفتنا تقضي أن نحيا لساعتنا هذه نذم ونلعن المتغيرات ونأمل في طموحات محرمة بعيدا عن بيئة الإنسان , لأننا نشعر إن الإنسانية قد انتحرت في غابر الزمان وتركت إرثها إلى تجار الرقيق , لذا يا سيدي ترانا رقيقا وعبيدا وإن اختلفت الولاة فنحن مسيرون بين عوالم مختلفة القوى ولا يمكنك أن تجزم أن القدر سيستجيب إلى الفقراء ومسلوبي الإرادة , وعليه توصلنا إلى الرغبة في العيش بعالم اللامبالاة” الله يعطيك العافيه ويا ريت كلنا نسكر لحتا نحكي الواقع

  5. الي بقرا هالخبر رح تتغير فكرتو للسكرانين طبعا مو كل السكرانين مو منيحين في عالم بتسكر لحتى تنسى…انشاء الله يتبدل الواقع الي ذكرو وبعدا ما رح نشوف حدا سكران

زر الذهاب إلى الأعلى