ثقافة وفن

الحياة تتوقف في سوريا لحظة بث باب الحارة

مثلما حدث في رمضان من العام الماضي.. يضبط السوريون مواعيدهم وأعمالهم حاليا من أجل متابعة أحداث الجزء الثالث من مسلسل ” باب الحارة ” مساء كل ليلة على شاشة mbc لدرجة أن الاهتمام الشعبي بمتابعة المسلسل فاق نسبة متابعة القمة السياسية المهمة التي عُقدت أمس

فمع بدء عرض المسلسل في الساعة العاشرة مساء بتوقيت دمشق كل يوم يقبل السوريون في المنازل ومراكز أعمالهم ومحالهم التجارية على مشاهدة باب الحارة، وأينما سار الإنسان في سوريا يشاهد الأغلبية العظمى من الناس، وقد حول جهاز التحكم الخاص بأجهزة التلفاز نحو قناة "mbc" لمشاهدة المسلسل الذي يعتقد الكثيرون أنه العمل الأكثر متابعة لدى الناس للموسم التالي على التوالي.

ومما أسهم في متابعة مشاهدة السوريين قناة "mbc" هذا العام كون القناة الأرضية السورية تعرض العمل بعد انتهاء عرضه على قناة "mbc" بنصف ساعة تماما، أي في الحادية عشرة والنصف ليلا.

هكذا يبدو السوريون شغوفين وسعداء بمتابعة هذا العمل، منذ بداية شهر رمضان المبارك وبدء العرض الجزء الثالث منه، بعد أن حقق جماهيرية كبيرة عند عرض جزئه الثاني في العام الماضي؛ إذ يعتقدون أنه يجسد لهم تاريخا عريقا لهم، فضلا عن تجسيد الحياة الدمشقية التي عاشها أجدادهم، ولم يتسنَّ لهم فرصة معايشتها إلا من خلال باب الحارة التي تعرضها لهم بأدق تفاصيلها الحياتية اليومية، ما يجعل من المسلسل توثيقا لما افتقدوه على أرض الواقع.

وكان كثير من المحللين اعتقدوا أن غياب شخصية أبو عصام ستؤثر على كم متابعة الناس لمسلسل باب الحارة، لكن حبكة العمل والكم الكثير من الأحداث الجديدة التي كرسها كاتبه مروان قاووق، وصاغها ببراعة مخرجه بسام الملا قد أسهمت في تقبل الناس لغياب وموت بطل الجزأين السابقين من العمل الفنان عباس النوري، وافتقادهم لمشاهدته في الجزء الثالث.

تفاعل شعبي له جذوره

عن تفاعل السوريين مع العمل يقول الخبير الإعلامي السوري علي أحمد إن باب الحارة بات يشكل جزءا مهما من الحياة اليومية للسوريين، فهناك إدمان حقيقي على متابعته، وكان لديهم ولع شديد بمتابعة مجريات الجزء الثالث منه، ولهذا هم يتابعونه من جديد وبقوة.

ويضيف علي أحمد "مما لا شك فيه أن قصة العمل وما يتضمنه من أحداث جديدة ومثيرة إضافة لما يحتويه من وجوه فنيه جديدة، وما بُذل فيه من خبرات فنية تجسد حال السوريين بدقة وموضوعية وبقوة في الطرح، كل هذا جعله جديرا بالاهتمام والمتابعة من قبل السوريين بل والعرب، فهو حدوتة وقصة شعبية جميلة يستمتع فيها الجميع".

وعن الجزء الثالث ومدى منافسته من قبل الأعمال البيئية الأخرى يقول علي أحمد "باب الحارة أصبح ماركة لا يمكن منافستها فتجسدت فيه كل عناصر النجاح، وفي الموسم الماضي قدمت الدراما السورية أعمالا عدة من نفس النوع لم تتابع بشكل جيد بل ذهبت أدراج الرياح، بل إن بعضها خسر ماديا وفشل فنيا".

ويتابع "هذا العام لا شك أن هناك أعمالا لا يُستهان بها ولكن باب الحارة يبقى الأفضل لدى الناس، ولدى كل المتابعين ومن يقرأ الصحافة السورية والعربية سيرى أنه منذ اليوم الأول أضحى حديث الناس نظرا لما يحدثه في الناس من تأثير يومي عليهم في شهر رمضان الكريم".

من جهتها تقول منى سليمان (ربة منزل) إنها كانت تنتظر حلول شهر رمضان بشغف لمتابعة الجزء الثالث من باب الحارة لمشاهدة العمل مع أفراد عائلتها.

وتضيف "نشعر بحميمية وألفة ونحن نتابع العمل الذي يعيدنا للحارة التي عشنا فيها في إحدى حارات دمشق القديمة في صغرنا.

وتقول لمي جابر (موظفة) "الحقيقة.. باب الحارة أنسانا الحلقة الأخيرة من مسلسل نور الذي تأثرنا به لحد كبير فأحداث العمل المتنوعة والغزيرة تشدنا إليها بقوة".

وتتابع "منذ اليوم الأول باتت أحداث العمل مجال حديث يومي للموظفات والموظفين لدينا في أماكن العمل، واصفة أحداث الجزء الثالث بأنها جميله ومشوقة جدا".

أما عبير طه (طالبة) فتقول "منذ الجزء الأول، وأنا من المتابعات مع كل أفراد عائلتي لباب الحارة، ومع أنني هذا العام على موعد مع شهادة الثانوية العامة وأحتاج للدراسة بقدر كبير لكن مسلسل باب الحارة لا يمكن مقاومته بسهولة، ولهذا فأنا أرتب نفسي من الآن ليكون وقت عرض العمل بالسبة لي وقت راحة لمشاهدة المسلسل وأحداثه التي تشدني لها.. فباب الحارة المسلسل المفضل لدينا هذا العام، ونحن نتابعه منذ أول يوم لعرضه".

وتتمنى عبير أن يتم زواج دلال دون مشكلات، وأن يتزوج معتز من يحب في العمل، وتضيف "جيل الشباب يستمتع جدا لأبناء جيلهم من المشاركين في العمل ويتفاعلون مع أدوارهم بشكل كبير".

أما محمد الريس (طبيب) فيرى أن الناس بدأت تتفاعل مع أحداث باب الحارة أكثر من تفاعلها مع أي حدث سياسي.

ويقول "اليوم (الأربعاء) تشهد دمشق قمة سياسية مهمة بين الرئيسين الأسد والفرنسي ساركوزي، ولكن الناس لا يكترثون بها بل يتابعون باب الحارة وغيرها من الأعمال الجيدة التي تستحق المتابعة؛ نظرا لحاجتهم لمثل هذه الأعمال التي تبعدهم عن واقعهم السيئ لعالم حالم، ولى منذ زمن بعيد وبقيت أحداثه مرسومة في ذاكرتهم.. يعيدهم لها فقط مسلسل باب الحارة.

يذكر أن الكثير من المحال التجارية والمطاعم والأماكن الترفيهية في دمشق قد حمل اسم العمل الشهير تيمنا بتحقيق نجاحا وشهرة كبيرة كتلك التي حققها هذا العمل السوري خلال العامين الماضيين.

كما تم مؤخرا تحويل المكان الذي صُورت فيه أحداث الجزء الثالث من باب الحارة إلى مجمع سياحي ضخم بالقرب من دمشق سمي بالقرية الشامية، وحمل جزء مهم فيه اسم باب الحارة، ويُعتقد أن جزءا كبيرا من نجاح هذا المشروع السياحي يعود لرغبة الناس بمشاهدة المكان الذي صور فيه الجزء الثالث من باب الحارة؛ حيث عمل أصحاب المكان على استقطاب شخصيات للعمل في المكان تشبه شخصيات باب الحارة كما هي في العمل الدرامي.

بواسطة
QuSaI
المصدر
mbc

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا ارى فرق بين مسلسل لميس ونور وباب الحارةالذان هاجمتهم الصحف والمجلات والاخبار ولم يكن احد راضيا عن هذين المسلسلين مع انهما خاليين من اي مشهد غير مشروع بالعكس المسلسلات السورية واللبنانية والمصرية قد تكون اباحية اكثر اما مسلسل باب الحارهفسيخلده التاريخاكيد وما حدا بيحكي عليه خايفين من العكيد ابو شهاب

زر الذهاب إلى الأعلى