سياسية

جنبلاط يلمح إلى انفصاله عن 14 شباط ويستذكر العروبة وفلسطين.

فجر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ما وصفه محللون بأنه “مفاجأة سياسية” مشيرين انه المح إلى ابتعاده عن فريق 14 شباط باتجاه المقاومة اللبنانية (حزب الله) الذي كان جنبلاط عاداه من قبل، وذكرت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم الاثنين أن حوار جنبلاط
قناة الجديد أمس "كرس تمايزه عن فريق ١٤ آذار من خلال خطاب سياسي متكامل، سمته النقد الذاتي واستعادة للثوابت الوطنية والقومية عبر بوابة فلسطين والعروبة، وواقعية سياسية في مقاربة العلاقة اللبنانية السورية، ومرونة في مخاطبة حزب الله، وانتقادات توزعت بين المبطن والمعلن لقوى ١٤ آذار"، فبعدما صرح جنبلاط قبل عامين أن إسرائيل ليست عدواً، اعترف أمس أن "ضغوط المرحلة الماضية وضربات الدم المتتالية جعلتنا نخرج عن ثوابتنا وننسى فلسطين والعروبة"، مشددا على وجوب العودة الى هذه الثوابت "حتى لا نصبح انعزاليين وهذا ما تريده الصهيونية الساعية الى تفتيت المنطقة"، وكشف عن انه عوتب من بعض حلفائه على ذكره للمقاومة في عبيه.

جنبلاط، وبعدما كان أطلق التصريحات المعادية ضد حزب الله، اعتبر أمس أن الطلاق مع المقاومة مستحيل "ولا بد من أن نلتقي"، ودعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى توجيه تحية الى بيروت وليس الاعتذار منها، وفي موقف صنفه محللون على أنه متمايز بشكل واضح عن موقف فريق 14 آذار اعتبر جنبلاط أن لا مشكلة في إجراء الانتخابات مع وجود السلاح بحوزة »حزب الله«، وأيد جنبلاط ما ورد في خطاب القسم للرئيس سليمان حول سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، ودعا الى صيغة كلامية وسياسية ترضي جميع الاطراف في البيان الوزاري على قاعدة عدم استبعاد دور الدولة، مع بقاء دور المقاومة، كما انتقد بشدة "أولئك الذين حملوني لوحدي مسؤولية صدور القرارين الشهيرين"، في إشارة إلى القرارين الذي كان جنبلاط حرض الحكومة اللبنانية السابقة على اصدارهما في ايار مايو الماضي حول نزع شبكة اتصالات حزب الله وإقالة رئيس الجهاز الامني في مطار رفيق الحريري ببيروت.

جنبلاط اعترف أنه كان من الذين أساؤوا إلى بيروت، مذكراً انه عاد وقال كلاماً ينسي الجراح حتى يفتح صفحة جديدة، مشدداً على ضرورة أن يفعل نصرالله المثل، وقال:" كل منا لديه عبارات في مراحل معينة تغلق أبواب الحوار، مستحيل الطلاق مع "حزب الله" لكن المفروض صياغة حوار بين الحزب والدولة من أجل قيام هذه الأخيرة خارج مصالح ايران"، وطالب "بالحياد الايجابي استنادا الى روحية اتفاق الطائف"، كما طالب ببناء علاقات مميزة مع سوريا وفق ما جاء في الطائف، وقال "ودعوا أدبياتي جانبا، لان مصلحة البلدين أهم"، كاشفاً في الوقت نفسه انه عندما ذهب إلى الولايات المتحدة، طلب آنذاك بعقوبات على النظام السوري، وكان جواب وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس دبلوماسي بتغير سلوكية النظام"، وللمرة الأولى انتقد جنبلاط السياسة الاميركية في فلسطين.

يذكر ان جنبلاط، الذي يؤكد محللون أنه يغير مواقفه مع تغير الظروف الدولية، أطلق تصريحاته الأخيرة بعدما اترفت الأطراف السياسية اللبنانية والإسرائيلية بانتصار حزب الله بصفقة تبادل الأسرى التي اطلق بموجبها سراح أربعة أسرى لبنانيين بينهم عميد أسرى العرب سمير القنطار إضافة لإعادة رفات 199 شهيدا عربيا، مقابل تسليم حزب الله لإسرائيل جثتي جنديين إسرائيليين، كما جاء موقف جنبلاط الجديد بعد زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، لباريس التي أجمعت تقارير صحفية على أن الأسد كان الرابح الأكبر في قمة المتوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى