سياسية

وزراء إعلام دول عدم الانحياز يدعون إلى تعزيز التعاون بين بلدان المنظمة

دعا المؤتمر السابع لوزراء إعلام دول عدم الإنحياز في البيان الختامي لاجتماعاته في جزيرة مرغريتا بجمهورية فنزويلا البوليفارية بمشاركة الدكتور محسن بلال وزير الإعلام إلى العمل والتحرك وفق استراتيجيات محددة تعزز التعاون بين بلدان عدم الانحياز .

وأكد وزراء إعلام دول عدم الانحياز في بيانهم ضرورة الاستئصال العاجل للاختلالات الناجمة عن تواصل نشر المعلومات التمييزية والمشوهة عن الأحداث التي تقع في البلدان النامية والتي لاتزال تضع السواد الأعظم من البشرية في موقع ليس في مصلحته.

ولفت المشاركون إلى أن الاتصالات الأيسر كلفة يوماً بعد يوم والوصول السهل إلى خدمات الإنترنت وفرت للبلدان الأعضاء فرصة غير مسبوقة من أجل الارتقاء المتبادل بالعلاقات الإعلامية بين هذه البلدان داعين الدول الأعضاء إلى استغلال قفزات التكنولوجيا في المعلومات والاتصالات لتعزيز هذه العلاقات.

الاستخدام الفاعل لوسائل الإعلام يتيح الترويج للأهداف الإنمائية ويساهم بتحقيق التنمية الاجتماعية  

وشدد الوزراء على ضرورة الاستخدام الفاعل لوسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل الترويج للأهداف الإنمائية للألفية الجديدة للمساهمة في القضاء على الفقر والجوع والترويج للمساواة بين الجنسين ومكافحة الإيدز ورفع شأن المرأة وحثوا على قيام تحالف عالمي للتنمية يسعى للوصول إلى عالم أكثر ازدهاراً وسلماً وعدالة.

واتفق الوزراء في بيانهم على ان تعمل البلدان الاعضاء وتبذل الجهود للترويج لإدراج تراثها ضمن استراتيجياتها الخاصة المتعلقة بتكنولوجيا الإعلام والاتصالات معربين عن قلقهم للفجوة الرقمية المتزايدة بين البلدان المتقدمة والنامية ودعوا إلى اتخاذ الإجراءات الملائمة لتضييق هذه الفجوة.

وأدان المشاركون بشدة فرض إجراءات قسرية ومن جانب واحد تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتمنع تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسكان الدول النامية وتكبح مشاركتها في سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتستثنيها وتمنعها وخاصة فيما يتعلق بالنفاذ إلى برامج وأجهزة وشبكات الكمبيوتر بما فيها خدمات الإنترنت وتطويرها واستخدامها.

ورحب الوزراء بالجهد الكبير الذي تقوم به بعض البلدان الأعضاء وغيرها من البلدان النامية لتطوير شبكاتها للإعلام والاتصالات ومن ذلك محطة "تيلي سور" التلفزيونية كوسيلة للترويج لصوت موضوعي واحد للبلدان الجنوبية.

وجدد الوزراء نداءهم لإجراء استثمارات أكبر في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الملائمة بما يتفق مع القدرة والوضع المحددين لكل بلد في النشاط الهادف لدفع مصالح البلدان ذات الصلة وكذلك مصالح البلدان الأعضاء بشكل عام.

واتفق الوزراء على ضرورة تشجيع الأخصائيين من القطاع الخاص في وسائل الإعلام والاتصال على تكميل جهود الهيئات الحكومية في مجال الإعلام والاتصال في إطار المسؤولية الاجتماعية وجددوا التزامهم واهتمامهم المشترك بإقامة مجتمع معلومات يركز على الأفراد ويكون تدريجياً وموجهاً نحو التنمية ومواصلة وتعزيز آليات تنسيق المواقف في هيئات أخرى تابعة للمنظمة وبشكل خاص منها البرنامج الدولي لتنمية الاتصالات.

وجدد الوزراء دعمهم لالتزام تونس وبرنامج تونس لمجتمع الإعلام عام 2005 وبشكل خاص قراراته المتعلقة بالتنمية مؤكدين أهمية المشاركة من جانب تمثيل متساو وفاعل عن البلدان النامية في تطبيق نتائج القمة العالمية حول مجتمع المعلومات بما فيها المنتدى الخاص بإدارة الإنترنت وزيادة التعاون.

كما أكدوا على القرارات المتعلقة بإقامة وتعزيز بيئة ملائمة بالتقدم المستدام للبنية التحتية ووسائط الإعلام والاتصالات العالمية واتفقوا على تقليص اعتماد البلدان الأعضاء في مجال المعلومات على البلدان الصناعية وذلك من خلال بدء ودعم نشاطات تعاون من شأنها تعزيز النظام الجديد من خلال رؤى جديدة وديناميكية للبرمجة وللمضمون ولإقامة شبكات في أنظمة وسائط إعلام البلدان الأعضاء وغيرها من البلدان النامية.

كما استعرض الوزراء تأثيرات النظام الاقتصادي العالمي اللامتساوي الذي يعرقل بشدة قدرة البلدان الأعضاء على الاستغلال الأمثل لقدراتها الكامنة سعياً لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية وأعلنوا أن الاختلالات واللامساواة التي تلاحظ في التجارة العالمية وعبء الديون مازالت تشكل عائقاً هائلاً أمام التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحقيقي في البلدان النامية من العالم وحثوا على تحرك دولي عاجل ودائم يستهدف توفير الشروط اللازمة التي تسمح لكل بلد بتطوير قدراته الكامنة الذاتية وضمان تعايش عالمي سلمي وحقيقي.

ودعا الوزراء إلى زيادة الاستثمارات في مجال الرأسمال البشري والموارد المادية في مجال المعلومات والاتصالات وشددوا على الحاجة للتأهيل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف التمتع بمهنيين قادرين على تحسين مستوى وجودة هذين القطاعين وتسهيل نشر المعلومات والاتصالات بهدف مواجهة المشكلات الأكبر تلقائياً وركزوا على أهمية اتخاذ إجراءات فعالة من أجل وضع حد لهجرة هؤلاء المهنيين وسرقة العقول من قبل القوى الصناعية ما ينعكس سلباً على الاستراتيجيات الرامية لتطوير البشرية في البلدان النامية.

واقترح الوزراء تنظيم برامج تأهيل للصحفيين وذلك سعياً للارتقاء بالمعارف المتخصصة لديهم في شؤون ذات اهتمام مشترك وذات خصوصية بالبلدان الأعضاء في حركة بلدان عدم الانحياز والترويج لوجهاتها السياحية وركزوا على ضرورة أن تكون استراتيجيات المعلومات والاتصالات راسخة بعمق في العمليات التاريخية والثقافية ووجهوا نداء عاجلاً لوسائط الإعلام في البلدان المتقدمة لكي تحترم آراؤهم ونماذجهم وآفاقهم آراء ونماذج وآفاق البلدان النامية وذلك بهدف ضمان استمرار الحوار بين الحضارات.

ورحب الوزراء بهذا الشأن بجهود تحالف الحضارات الرامية لمواجهة التحديات المترتبة على تحسين التفاهم بين الثقافات والأديان وعبروا عن قلقهم من افتعال حملات تشويهية ذهبت البلدان النامية ضحية لها بسبب تحقيقات صحفية مشوهة لوسائل إعلام غربية وأصروا من جديد على الحاجة لأن تعمل الآليات المكلفة نشر الأنباء والمعلومات بين البلدان الأعضاء لمقاومة هذا التهديد وعبروا عن قلقهم العميق من الحملات الرامية لتشويه الأديان.

وأقر الوزراء بالدور الذي تلعبه منظمة البث الإذاعي لبلدان عدم الانحياز كمحاولة لنشر المعلومات بين البلدان الأعضاء في الحركة مركزين على الحاجة لتحسين عملها واتفقوا على أن تبقى شبكة الأنباء الخاصة بحركة بلدان عدم الانحياز "ان ان ان" على هيكليتها ومقرها الحاليين في كوالالمبور منوهين بدعم ماليزيا لهذه الشبكة منذ بدايتها عام 2003.

واعترض الوزراء على استخدام الإعلام كأداة دعائية عدائية للبلدان النامية تستهدف زعزعة حكوماتها مطالبين بالوقف الفوري للعدوان الإذاعي الإلكتروني على البلدان الاعضاء في الحركة بصفته ممارسة تنتهك مبادىء القانون الدولي مؤكدين أنه لا بد من ضمان طيف من الترددات الإذاعية والإلكترونية للمصلحة العامة وتتفق مع مبادىء الشرعية ومع قرار المؤتمر الدولي السابق حول الاتصالات الإذاعية للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية بهذا الخصوص.

وعبروا عن دعمهم الكامل للقوانين الإذاعية للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية في هذا الشأن مذكرين بأن هذه القوانين تشكل التزاماً دولياً يرمي إلى إحلال الوئام في الاستخدام السلمي للطيف الإذاعي الإلكتروني بين البلدان.

وحث الوزراء وسائط الإعلام على احترام أعراف السلوك والخلقية المعنية القائمة لتصبح هذه الوسائط أداة لتشجيع السلام والتفاهم بين الشعوب مؤكدين أن من واجب حركة بلدان عدم الانحياز أن تروج لاستخدام أعراف سلوكية وخلقية دولية لوسائل الإعلام بما ينسجم مع أهداف ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة ومبادىء القانون الدولي.

وعبر الوزراء عن عزمهم الترويج لاستراتيجيات من أجل استخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات والنفاذ إليها وتوجيهها للأطفال والفتيان بما يحقق الفائدة وينبه إلى الجنايات المعلوماتية التي تهدد حقوقهم وسلامتهم وأمنهم وذلك من خلال الصور الإباحية والاستغلال الجنسي لهذا القطاع الهش من المواطنين.

وجدد الوزراء إدانتهم العميقة لكل الأعمال الإرهابية بكل أشكالها ومظاهرها وفقا للموقف المعتمد من قبل حركة بلدان عدم الانحياز في قمتها الرابعة عشرة المنعقدة في هافانا مؤكدين على الدور ما فوق العادي لوسائط الإعلام في دعم الجهود الدولية الرامية لمحاربة الإرهاب ومعربين عن أسفهم للاتجاه المتواصل عند بعض وسائل الإعلام الغربية في تحديد نماذج وسمات مرتكبي أعمال إرهابية على أنها لمسلمين.

وأكدوا ضرورة تكثيف استقلالية القرار والالتزام بالتعاون جنوب جنوب من أجل تحقيق أعلى مستوى من النشاطات واتفقوا على إقرار برنامج عمل جزيرة مرغريتا حول الترويج لصوت موضوعي للجنوب أمام التيارات الراهنة في أوساط المعلومات والاتصالات.

واتفق الوزراء على تفعيل عمل منظمة البث الإذاعي لبلدان عدم الانحياز بما في ذلك توسيعها وزيادة وظائفها كشبكة لوسائط حركة بلدان عدم الانحياز واستطلاع القدرة على إقامة شبكة وسائط اتصال حركة بلدان عدم الانحياز بما في ذلك تحديد الموارد الفنية والمالية اللازمة.

وحول شبكة أنباء حركة بلدان عدم الانحياز تم الاتفاق على اعتماد تمثيل إقليمي داخل هيئة تحرير شبكة أنباء حركة بلدان عدم الانحياز في فنزويلا باعتبار أنها ستشغل رئاسة مؤتمر وزراء إعلام بلدان عدم الانحياز خلال السنوات الثلاث المقبلة على أن يكون التمثيل الإقليمي في قلب هيئة التحرير حسب مبدأ التناوب وستظل ماليزيا تشغل رئاسة الهيئة.

كما اعتمد الوزراء قراراً بالحفاظ على تدفق متواصل للمعلومات باتجاه شبكة وسائط الاتصال الخاصة بحركة بلدان عدم الانحياز.

وحول الترويج لـ تيلي شو تلفزيون الجنوب تم الاتفاق على استخدام تيلي شو كوسيلة للترويج لصوت موضوعي لبلدان الجنوب من خلال عرض نظرة موضوعية حول نمط حياة بلدان حركة عدم الانحياز عن البرامج التي يعرضها التلفزيون وتصوير وبث برامج متعددة لسلسلة من التحقيقات عن نشوء وتطور حركة بلدان عدم الانحياز ومؤسسيها وقممها وغيرها من المنعطفات في تاريخ الحركة إضافة إلى وضع برنامج تاريخي وثقافي في كل واحد من بلدان الحركة يظهر فيه التعدد الثقافي لأعضاء حركة بلدان عدم الانحياز.

واتفق الوزراء على العمل بشكل وطيد مع الأسرة الدولية في سبيل رفع مستوى تحويل التكنولوجيا بما فيها تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتبني سياسات وبرامج تسمح للدول النامية بوضع التكنولوجيا في خدمة التنمية من خلال التعاون الفني وتوفير القدرات العلمية التقنية لردم الهوة الرقمية والهوة القائمة من حيث التطور.

كما أكد الوزراء ضرورة الارتقاء بالآليات متعددة الأطراف لمساعدة جميع البلدان لتطوير هياكل لتكنولوجيا الإعلام والاتصال وتوفير خدمات لهذه التكنولوجيات تكون قابلة للنفاذ وقادرة على المنافسة على المستويين الوطني والدولي.

وتم الاتفاق على رفع مستوى التعاون بهدف الترويج لنظام عالمي جديد للإعلام عبر الشروع بمبادرات جديدة وإجراء تمعن حول الأعراف والقيم بالنسبة للمجتمع الناشىء للمعلومات والمعارف والاستثمار في تأهيل موارد بشرية والارتقاء بالتكنولوجيات في مجال الإعلام والاتصال سعياً لمواجهة تحديات عالم معولم.

واتفق الوزراء على تنظيم برامج تأهيل سواء في المؤسسات التعليمية أو في كليات الصحافة والعمل على الوقف الفوري لسوء استخدام وسائل الإعلام من أجل حفز وإطلاق حملات منسقة ضد أعضاء حركة بلدان عدم الانحياز إضافة إلى مواصلة تعزيز تعاضد جهود حركة بلدان عدم الانحياز المتعلقة بالإعلام والاتصال في قلب منظمة الأمم المتحدة بما في ذلك منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة وعلى هذا الصعيد أخذ الوزراء علماً برسالة كتلة حركة بلدان عدم الانحياز في منظمة اليونسكو المرسلة إلى المؤتمر السابع لوزراء إعلام بلدان عدم الانحياز.

بواسطة
سي _السيد
المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى