سياسية

الشرع يلتقي البشير وغل ورحمانوف والذهبي والقربي ويلقي كلمة سورية في داكار

ألقى السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية­ رئيس الوفد السوري الى مؤتمر القمة الاسلامي المنعقد في العاصمة السنغالية كلمة الجمهورية العربية السورية في المؤتمر اكد فيها ان عالم اليوم يقف عند مفترق طرق خطر وحاسم ودولنا الاسلامية مهما تواضعت فان
عددها يتجاوز ربع مجموع الدول الاعضاء في الامم المتحدة اما مخزونها الاستراتيجي من الطاقة فانه يتجاوز نصف الاحتياطي العالمي ومن الواضح ان ما ينقصنا ليس الاعداد ولا الطاقات او الامكانات وانما المزيد من العزيمة ووحدة الرؤيا والهدف ولا يوجد بين دولنا الاسلامية دولة واحدة ترفض الحوار بكرامة واحترام مع الآخرين كبارا كانوا ام صغارا ومع ذلك فإن معظم الآخرين يقسموننا بين معتدل ومتشدد او بين متساهل ومتطرف، ويوزعوننا على محاور ومنابر، اما في غرفهم المغلقة فإنهم لا يتورعون عن اتهام دولنا بأي شيء وأميزنا هو الذي يتهمونه بالقليل.. وليس بالكثير من السلبيات والفحش.

وقال الشرع: ان هذا واقع محسوس وملموس لا علاقة له بالعداء لأميركا أو اسرائيل ولا ينجو منه او يخفف من حمله صديق او حليف لواحدة منهما او لكليهما ومواقع الانترنت بما تحمله من افتراءات على دولنا خير شاهد على ما نقول.

واضاف: ان جزءا كبيرا من تبعات هذا الواقع المؤسف يقع على كواهلنا وعقولنا واستمرار اللامبالاة من قبلنا تجاه تفاقم اوضاعنا وتكرار اخطائنا والثقة بأعدائنا اكثر من الثقة بشعوبنا ومستقبل اجيالنا لافتا الى أن جزءاً آخر من هذا الواقع السيئ هو اسرائيل نفسها التي تعتمدها الولايات المتحدة كمرجعية اساسية لها في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط حروبا ونزاعات وتسويات فضلا عن المتماهين عقائديا من الاميركيين الرسميين الذين لا يستمعون لاصدقائهم او لحلفائهم إلا بما يناسب اسرائيل أولا. ‏

واضاف نائب رئيس الجمهورية: اذا اقتصدنا الكلام في مراجعة مختصرة فإننا لن نعثر اليوم على دولة واحدة في منظمة المؤتمر الاسلامي لم تشجب او تستنكر تفجيرات الحادي عشر من ايلول 2001 لدرجة ان جميع حكومات الدول الاسلامية وافقت علناً ودون استثناء على مكافحة الارهاب الدولي ووقعت على مئات البيانات والوثائق والمعاهدات الاقليمية والدولية لانجاز هذا الهدف. ‏

وقال: ولكن على الرغم من كل ذلك تحولت مكافحة الارهاب الدولي خارج ارادتنا الى حرب عالمية على الاسلام ولم تتغير وجهة هذه الحرب او حدتها للأسف رغم بيانات التوضيح التي صدرت عن مختلف الجهات الدولية الرسمية وعلى أعلى المستويات. ‏

ولفت نائب رئيس الجمهورية الى ان السؤال المشروع الذي يطرح نفسه علينا في هذا الشأن.. هل من الجائز لنا كدول اسلامية ان نقبل مفاهيم الآخرين وحروبهم وظلمهم ورعونتهم ونعتبر في الوقت ذاته ان من يرفض هذه المفاهيم ويدينها انما يعزل نفسه عن المجتمع الدولي..؟ لقد اصبح في السنوات الاخيرة اي مشروع قرار تتبناه دولة واحدة في مجلس الامن نعرفها جميعا وكأنه مشروع قرار من المجتمع الدولي. ‏

وتساءل الشرع: كيف يطلبون منا ان نسير كالأعمى خلف ما يسمى المجتمع الدولي اي خلف مجلس الامن الذي نلمس عجزه الواضح عن تطبيق قراراته المتعلقة بقضية فلسطين والصراع العربي ­الاسرائيلي..؟ وهل نستطيع امام شعوبنا الاستمرار باحترام ميثاق دولي تعلن اسرائيل رفضها له مع تأكيد زعمائها اكثر من مرة انه لا يشرفهم ان تكون دولتهم قد تأسست بموجب قرار صادر عن الامم المتحدة؟! ‏

وقال نائب رئيس الجمهورية: ان العزلة التي يريدونها لدولة او اكثر من دولنا الاسلامية انما يريدونها عزلة للمسلمين عن بعضهم بعضاً ونرى مآرب تلك المعازل والجدران في غزة وبغداد وحول فلسطين والعراق تروي مأساة من اكبر مآسي العصر. ‏

وأضاف: وبمناسبة الاشارة الى اهداف الجدران والعزلة فإن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تهيب بكل اشقائها العرب والمسلمين ان يتجاوزوا الجدران المادية والنفسية القائمة بين بعضهم بعضاً مهما اشتدت عليهم وطأة الظروف.

هذه رسالة سورية باختصار الى هذا المؤتمر الاسلامي الهام مع تأكيدنا المستمر ان المطلوب ليس رفع سقف خطابنا السياسي، فسقف مواقفنا ليس مرتفعا.. بطبيعة الحال، إن المطلوب منا جميعا هو حماية سقوفنا المتواضعة من التصدع والانهيار. ‏

واكد ان سورية وكما يمكن لمؤتمركم ان يتوقع منها ستبقى وفية لمواقفها وتاريخها في كل الظروف والاحوال. ‏

وحيا في ختام كلمته السنغال هذا البلد المسلم الذي حافظ على تراث الاسلام باطلالة جميلة على شواطئ الاطلسي غير وجل من بحر الظلمات. ‏

وكانت القمة قد استأنفت أعمالها قبل ظهر أمس بمشاركة السيد فاروق الشرع. ‏

لقاءات الشرع

وقد أجرى السيد فاروق الشرع عددا من اللقاءات أمس مع رؤساء الدول والوفود المشاركة في القمة. ‏

فقد بحث السيد الشرع مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاوضاع على الساحة العربية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

ونقل الشرع للرئيس البشير تحيات السيد الرئيس بشار الأسد وحمله الرئيس البشير تحياته للرئيس الأسد. ‏

كما بحث السيد الشرع مع الرئيس التركي عبدالله غل في مقر اقامته بداكار الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وضرورة التعاون على الصعيدين الثنائي والاقليمي من اجل معالجة المشاكل التي تتعرض لها المنطقة. وقد نوه الرئيس التركي بالانجازات التي تحققت على صعيد العلاقات بين البلدين الصديقين والدول الاسلامية في المنطقة. ‏

من جهة ثانية أكد السيد علي رحمانوف رئيس جمهورية طاجكستان خلال لقائه الشرع في داكار، حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع سورية في كل المجالات وجدد دعوته للسيد الرئيس بشار الاسد لزيارة طاجكستان وحمله اطيب تحياته للرئيس الأسد.

وبحث السيد الشرع في مقر اقامته مع رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي العلاقات السورية­ الاردنية وضرورة تطويرها في المجالات كافة بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين وذلك بحضور الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والسيد صلاح الدين البشير وزير الخارجية الاردني. ‏

و بحث السيد الشرع مساء امس مع السيد ابو بكر عبد الله القربي وزير الخارجية اليمني القضايا الراهنة على الساحة العربية وأهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة. ‏

جاء ذلك خلال استقبال السيد الشرع في مقر إقامته في داكار للسيد القربي على هامش أعمال القمة الاسلامية.

المصدر
جريدة تشرين السورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى