مقالات وآراء

الإسلاميون في الأردن …. و المرأة (الأنثى الكنسروة) بقلم حسن عثمان

عندما يتم طرح موضوع الأنثى في أي مجال في مجتمعات العالم العربي عموماً، تظهر ما تُسمي نفسها جماعات إسلامية، وتُعلن غضبها، استنكارها، وووو. حيث تربط الموضوع أياً كان، بشكل مباشر وغير مباشر بالجنس،
والشهوة الجنسية الذكرية "الحيوانية" على ما يبدو من حديثهم. حيث لا يكاد يُعلن طرح ما بخصوص الارتقاء بالحالة الاجتماعية للمرأة، والتي هي حق طبيعي إنساني لها، إلا ويظهر ذلك الملتحي الشهواني المخيف ليصرخ ويولول، ويتوعد بالنار والحساب العسير، من غير حجج وبراهين منطقية وعلمية، سوى تقاليد جاهلية بالية موروثة، يدّعي ربطها بالإسلام، حيث يُمطرنا بالكثير من الأحاديث طويلة المدى.
هذا ما ظهر مُجدداُ من قبل (الجماعة الإسلامية) في الأردن، والتي انزعجت وأخذت على خاطرها من قرار وزارة التربية والتعليم الأردنية التي عملت على تعيين مدرسات إناث في المدارس الثانوية للذكور، وذلك نظراً للحاجة الماسة لهنّ، لتغطية نقص المدرسين في تلك المدارس. صراحة هذا العمل من قبل وزارة التربية، يؤكد على الحاجة الطبيعية للمجتمع لكي تمارس االمرأة دورها الطبيعي فيه، وأن لا تبقى حبيسة الغرفة "الرجل والشيخ"، وعالة على المجتمع والدولة.فبحكم وجودها في المجتمع عليها أن تشارك وتتفاعل معه، وصولاً إلى حياة طبيعية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع. إلا أنّ قادة الجماعة الإسلامية (الذكورية) ربطوا هذه الخطوة (التي تعبّر بحق عن طبيعة مجتمعاتنا، وروحية أفراده المسكونة بهؤلاء) بما أسموه "كارثة" لها أخطارها الاجتماعية والأخلاقية، التي قد تفضي إلى انهيار المجتمع ….
نقول لهؤلاء المتسترين بغطاء (الإسلامية)، أنه من الطبيعي والطبيعي جداً أن نصل إلى كارثة. ولكن هل بحثوا يوماً، عن أسباب نشوء هذه الكارثة، ومن أين أتت وكيف نمت ومن غذّاها وطوّرها ورعاها، وكيف أصبحت قنبلة موقوتة ؟ نعم قنبلة موقوتة زُرعت في مجتمعاتنا. تماماً كما يحدث في عالم الطبيعة، فأي تغيير في شروطه، سينتج عنه كارثة يختلف حجمها بحجم التغيير في ناموس الحياة، نعطيكم مثال على ذلك ظاهرة الاحتباس الحراري… والسؤال الآن هل يمكن فصل الإنسان ( ذكر وأنثى ) عن ناموس الحياة والطبيعة ؟ طبعاً لا. وهذا ما حصل معكم من خلال مشروعكم الذكوري عبر مئات السنين، هذا المشروع المتعارض بصورة كليّة مع الطبيعة الإنسانية المتمثل بعزل الذكور عن الإناث من ناحية، وتغليف الأنثى بطرق مختلفة غاية في القسوة، واللا أخلاقية من ناحية أخرى. حيث وصلت اللا إنسانية واللا أخلاقية عند البعض منكم إلى عزل وإبعاد الشقيق عن شقيقته في صورة هي من أبشع صور العنصرية الإنسانية التي لا يقبلها لا شرع ولا عقل ولا ناموس ، مما جعل ردة الفعل لديهما هو التفكير الدائم في هذه الأمور التي تفيض جنساً وغربة، وتفيض سلطة غير مبررة، وتفيض حضوراً لرجال الدين الذين يدعون العلم بكل شيء، مما يجعل كل الباقين من التابعين.
إنّ هذا العزل العنصري هو تعارض فاضح مع سنة الحياة الطبيعية الإنسانية، فالحياة الطبيعية هي تواجد الذكور والإناث مع بعضهما بعضاً ، وليس عزلهما، وإلا كان الله (تعالى) قد جعل الجنس البشري من النموذج الخنثوي، كما هو حال بعض الكائنات الحية غير البشرية. لقد ارتأى الكثير من الإسلاميين أن تكون الأنثى فقط تحت الذكر تلبية لشهوتهم الجنسية الدفينة، ارتأوا أن تكون مكنة للتفريخ البشري، ومعمل تكاثري حيوي. إنّ كل ما يريده الإسلامي (من هذا النوع) من الأنثى هو حفظها وتغليفها، وصيانتها بمواد حافظة، لتصبح أشبه بعلبة الكنسروة، الجاهزة للاستخدام والفتح السريع، تلبية للشهوة والجوع الجنسي الحيواني، الذي يشغل تفكيره خلال حياته.حيث يسعى و بشتى الوسائل الدّجلية لبقاء قطعة اللحم هذه محفوظة في هذه العلبة المظلمة، لتنتظر فرجها، وحريتها (كما يراها هو طبعاً) من خلال مفتاحه ((؟؟؟؟))، الذي بنظره هو غاية طموح و حرية الأنثى (الكنسروة).
من الطبيعي جداً أن تتطور هذه الشهوة الجنسية وتكبر في ظل هذا الحصار اللا أخلاقي، هذا الحصار الذي يبدأ مع أيام الطفولة. لقد نسي هؤلاء الذكوريون أنّ الضغط سيولد الانفجار عاجلاً أم آجلاً . وهناك أمثلة كثيرة عن الضغط والانفجارات والكوارث الناجمة عنه. إلا أنّ ذكوريتكم وتقاليدكم الدينية الموروثة ( والتي لا تمت للإسلام بصلة) أبت إلا أن تروا في دخول الأنثى للمدرسة، و توليها لمسؤوليات عديدة كالتدريس على سبيل المثال، كارثة لا بدّ من تفاديها. لقد أبت ذكوريتكم وأعرافكم البالية الاعتراف بالحقيقة الطبيعية للجنس البشري، وفضّلتم بقاء التلاميذ دون تعليم، على أن يُدرسوا من قبل الإناث. وكل هذا تلبية لثقافتكم العمياء وإرضاء ً لعقليتكم الذكورية(( التي تشع بجاهلية الصحراء)) والتي تخضع بالدرجة الأولى للشهوة الجنسية.
إنّ تربيتكم الخاطئة وتقاليدكم الموروثة البالية التي تقدمونها لأبنائكم هي التي أوصلتنا إلى هذه الكارثة التي تشيرون إليها. هذا العزل العنصري للجنس البشري، الذي تبدأ مراحله منذ الطفولة، من الطبيعي جداً أن بنتج عنه هذا الشيء الذي ترونه كارثة، ونراه معكم قنبلة موقوتة لأنّ هذا هو التشبيه الصحيح، لأنها مصنوعة بأيدي بشرية عنصرية، ومحمية بثقافة جاهلية ، والتي صراحة لا تمت لمجتمعنا وروحيته بأي صلة.
تريدون الأنثى فقط في مخدعكم، وعلى فراشكم.وتحرّضون بشكل مباشر وغير مباشر من ناحية أخرى على اقتراف ما يُسمى بجرائم الشرف ( الذي لنا معه مقال منفصل )، ألم تفكروا يوماً بخلفية هذه الجرائم؟ ((ماذا تحدثتم بشأنها؟ كيف ظهرت وأين ؟ من يدعمها ويحميها؟.)) وأيضاً الشذوذ الجنسي من الطرفين كيف ظهر ؟ وأين يُمارس بين مجتمعات العالم العربي؟ أليس كل هذا نتاج لثقافة مغايرة لناموس الطبيعة البشرية ؟ ألا تلحظون انتشار هذه الجرائم وهذا الشذوذ في المجتمعات المتزمتة المغلقة ؟ لقد ظهر هذا الشذوذ بينكم وبين كل من نادى وينادي بالعزل العنصري البشري وبالخصوص من ربطه بأسباب دينية (سواء في مجتمعنا أم في المجتمعات الغربية).

أليس من العجيب أنّ الواحد منكم ينحصر تفكير بعضوه الجنسي و قد يكون تفكيره من خلاله أيضاً عند مشاهدة الأنثى أو التطرق لموضوع مرتبط بها ؟ أليس هذا شذوذ بحد ذاته ؟ أليست ظاهرة غير طبيعية؟ لماذا ذلك؟.
إنّ هذه الحساسية التي تعانون منها، صراحة لا توجد بهذا الشكل في المجتمع الحيواني. هل باتت الحيوانات قادرة على ضبط شهوتها أكثر من الإنسان الراقي العاقل ؟ هل الحيوانات تعي قيمة أعضاءها الجنسية أكثر من الإنسان الواعي المثقف ؟ هل أصبح المجتمع الحيواني أكثر رقياً من المجتمع الإنساني؟
أليس مثيراً للدهشة أن نؤكد أنّ قيام المعلمات بالتدريس هو ما يُسبب للبلد كوارث ، ويُدفعه ثمناً غالياً ؟!؟! أليس غريباً هذا الكلام ؟. إنّ هذه الفلسفة الذكورية، والقراءة الخاطئة للطبيعة الإنسانية، وللديانة السماوية، هو الذي سيجلب الويلات والكوارث للبلاد، وسندفع الثمن نتيجة لعقليتكم المحصورة في دائرة لا تقدرون على الخروج منها، ولا تجيدون الحركة خارجها، ولا تقدرون حتى على التفكير بعد حدودها. هنا الكارثة، وهنا الطامة الكبرى.
(( طبعاً، لن يفهم من تكلمت عنهم من طرح هذا المقال، سوى أنها دعوى لخلع الحياء وممارسة البغاء في الشوارع .. ولو على درجات .. وهو أمر يؤكد ما ذهبنا إليه في طبيعة تفكيرهم بالمرأة …..))

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى