سياسية

مصدر سوري: دمشق ترغب في علاقات إيجابية مع القاهرة

كشف مصدر سياسي سوري مطلع، النقاب عن أنّ دمشق ترغب في علاقات إيجابية ومتينة مع القاهرة، لكن مع مراعاة مصالحها وتحديات الأمن القومي العربي التي تفرضها المستجدات الإقليمية والدولية.
وأوضح المصدر السياسي السوري، الذي تحدث لـ "قدس برس" وطلب الاحتفاظ باسمه، أنّ مصر محكومة في علاقاتها مع سورية خاصة والمقاومة أو الممانعة عامة باعتبارات داخلية تخص علاقاتها مع الإخوان المسلمين، وأخرى خارجية تخصّ علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي والتزاماتها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار المصدر إلى أنّ تصريحات وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، التي نشرتها صحيفة "الحياة" اللندنية الأربعاء، والتي أعرب فيها عن رفض القاهرة للحوار مع "حماس" أو الاعتراف بحكومتها في غزة؛ "تأتي منسجمة مع التداعيات التي خلفتها حرب غزة وقبلها حرب لبنان 2006، التي تركت آثاراً غير متوقعة على إسرائيل، التي تخوِّف مصر من ظاهرة المقاومة أو الممانعة"، على حد تعبيره.
وأشار المصدر إلى أنّ موقف مصر الرافض للاعتراف بحكومة "حماس" في غزة، ناجم عن أنّ "حماس" لم تساير الرغبة المصرية للاعتراف بالجانب الإسرائيلي والقبول بالتفاوض المباشر معه والتوقيع على هدنة طويلة الأمد مقابل اعتراف أمريكي وإسرائيلي بـ "حماس".
وأضاف المصدر "لأنّ "حماس" موجودة في سورية فإنّ مصر تحمِّل مسؤولية فشلها بالتزاماتها تجاه أمريكا إلى سورية، التي قامت كما هو معروف للجميع بجهد كبير جداً في سبيل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، والدليل على ذلك أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل صرّح أنه مستعد لقبوله دولة فلسطينية على حدود 1967 مقابل هدنة طويلة الأمد". واستدرك المصدر بالقول "لكنّ سورية لا تستطيع أن تكون وصيّة على الشعب الفلسطيني ولا على اللبنانيين، وما يجري في لبنان هو شأن داخلي، ويجب أن تفهم جميع الأطراف أنّ الجغرافيا والتاريخ أمر لا يمكن تغييره، وأنّ علاقات الأخوة بين لبنان وسورية لا يمكن قطعها".
ولفت المصدر الانتباه إلى أنّ موقف مصر من "حماس" محكوم بالموقف الرسمي من جماعة الإخوان المسلمين في الداخل المصري، وقال "لا يمكن فهم الموقف المصري من "حماس" بعيداً عن الاعتبارات الداخلية وموقفها من الإخوان المسلمين، بالنسبة لسورية ليس لها أي دور ضد مصر، وهي تنظر إلى أنّ ما يجري في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان أو في العراق باعتبارها كلا مرتبطا، وتتفهم مواقف كل الأطراف وتستطيع التعامل معها على الأرض وفق علاقات الجغرافيا والتاريخ، وواضح أنّ الإخوة في مصر يحاولون عدم فهم هذه الأبعاد، علما بأنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً لا في تشاد ولا في دارفور ولا في أبيي ولا في مياه النيل، والحوار لم يرفضه أحد لكنهم دوما يأتون متخلفين". وأكد المصدر أنّ "سورية ترغب في أن تكون علاقاتها إيجابية مع مصر، لكن مع مراعاة مصالحها والأمن القومي العربي"، على حد تعبيره.
وكانت صحيفة "الحياة" اللندنية، قد نقلت في عددها الصادر الاربعاء (22/7) عن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، وصفه للعلاقة المصرية ـ السورية بأنها هادئة، وقال "هناك هدوء في الوضع المصري ـ السوري، وتجري اتصالات بين الأطراف، ونلتقي بين حين وآخر بالمسؤولين السوريين على مستويات مختلفة، ولكن لا توجد صدامات حادّة بين الجانبين. كل يسعى لبناء مواقف وتحقيق مصالح هي في النهاية مصالح عربية، ولكن ليس بالضرورة أن يحصل تنسيق كامل بين الطرفين"، على حد تعبيره.
وتابع أبو الغيط "معروف أنّ مصر لها رؤيتها وتأثيرها، وسورية لها أيضاً رؤيتها وتأثيرها. لا نصطدم. ولكن أقول إننا يجب أن نسعى في الإطار العربي إلى أن نوحّد الجهود ونكثّف الاتصالات وأن نرفع مستواها للمصالح العربية التي تمر حالياً بفترة حساسة للغاية".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى