المنوعات

الإباحية فى مصر بين قرار المنع وفوضى مقاهي الإنترنت

منذ حوالى شهر تقريبا قضت محكمة القضاء الإداري في مصر بإلزام الحكومة بحجب المواقع الإباحية على الإنترنت¡ مشددة على أنها تحافظ بذلك على الطابع الأصيل للأسرة المصرية
وفي حيثيات الحكم قالت المحكمة: "إن شبكة الإنترنت تضم مواقع إباحية تنفث سمومها في نشر الرذيلة بين طوائف المجتمع المصري بالصوت والصورة¡ بما يهدم كل العقائد الدينية الراسخة والقيم الأخلاقية والآداب العامة".

وتابعت: "ما يعرض على هذه المواقع يعد أبرز صور الإخلال بالمصالح العليا للدولة والأمن القومي الإجتماعي¡ ومن ثم كان لزاما على الإدارة إتخاذ كل الوسائل اللازمة لحجب هذه المواقع عن المواطن المصري". وأردفت: "ولذلك يضحي القرار السلبي بالإمتناع عن ذلك إعتداءً صارخا على أحكام الدستور والقانون"¡ مؤكدة أن "الحريات والحقوق العامة ليست مطلقة¡ وإنما مقيدة بالحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة التي هي أساس المجتمع¡ والتي قوامها الدين والأخلاق".

وكان محامى يدعى نزار غالب قد تقدم بدعوى إلى المحكمة لحجب المواقع الاباحية فى خطوة من جانبه لمكافحة الرذيلة والفحشاء على الانترنت¡ فى وقت تكاثرت فيه الشكاوى من الآباء والأمهات من تعرض أبنائهم لهذه المواقع. ولم تحدد المحكمة مواقع بعينها يسري عليها الحكم. وبالرغم من ان أحكام القضاء الإداري واجبة النفاذ فور صدورها إلا ان الخبراء والشباب لهم رأى أخر.

سامح فوزى طالب فى السنة الأخيرة من الدبلوم الصناعي عبر عن رأيه فى قرار المحكمة¡ ثم رد ساخرا :" الحاجات دى مش موجودة بس على النت¡ بل على المحمول وقنوات التليفزيون¡ وتباع أيضا فى الشوارع فى هيئة سيدي هات¡ وفى السايبرات¡ قوللى ازاى يقدروا يمنعوها" . ويعترف سامح انه يدخل هذه المواقع "هو فيه احد لا يدخل على هذه المواقع¡ حتى البنات كمان بتدخل "¡ ولا يرى ان فى هذا عيبا او شيئا يتنافى مع الأخلاق والقيم¡ "كل ما فى الحكاية انها ثقافة لابد منها¡ هو الجنس ده مش سبب وجودنا كلنا ¿ !!".

ولم تندهش ياسمين 17 سنة عندما سئلت اسؤال : هل سبق لك الدخول على مواقع "مش كويسة"¿

ردت ياسمين بالإيجاب دون لف ودوران. وأضافت : "التطفل يدفعني أحيانا الى الدخول على هذه المواقع¡ وانا أرى ان هذا الأمر عادى¡ وكل صاحباتي يفعلن ذلك فى الخفاء فى البيت او علنا فى مقاهى الانترنت ".

وتعانى مقاهى الانترنت فى مصر من الفوضى¡ حيث تعمل غالبيها بشكل غير مقنن¡ وبينما يتشدد البعض مع الرواد الذين يدخلون على هذه المواقع ويصل الأمر أحيانا الى منعهم وطردهم بلا عودة من المقهى¡ يترك البعض الآخر الحبل على الغارب للرواد وأحيانا يعاونوهم من اجل تلبية رغباتهم .

يقول سمير 13 سنة " ما لا استطيع ان افعله فى البيت¡ افعله فى السايبر "¡ ويحتفظ سمير بقائمة من مقاهى الانترنت بالقرب من مكان سكنه فى حى فيصل تفتح أبوابها للناس وتتركهم لرغباتهم . ويشير الى انه يذهب إليها يتصفح ما يريد من مواقع ويشاهد فيديوهات ويحمل ما يرغب على محموله¡ ولا يفعل معه صاحب المقهى شيئا "لأنه يعطيه الحساب بزيادة "على حد قوله

لكن عمرو فهيم صاحب "نت كافيه" فى نفس الحى الذى يسكن فيه سمير معروف عنه الشده مع الزبائن الذين يحاولون الدخول على هذه المواقع ولذلك لا يفكر سمير او غيره ممن يشاركونه نفس الرغبات الذهاب اليه وخاصة عندما يكون فى ذهنهم مشاهدة مواقع من هذا القبيل . يقول سمير " لا انسي اليوم الذى طردنى فيه عندما انتبه الى ما كنت افعله حيينها ". ويشير سمير الى انه كان يشاهد موقع جديد¡ لم يتمكن من مشاهدته فى المنزل خوفا ان يراه والداه فقرر ان يشاهده فى السايبر " ومن ساعة ما حصل ذلك ولم اقترب من المقهى مرة اخرى " بحسب قوله.

ويلجأ الكثيرون الى مقاهى الانترنت كمتنفس اباحى فى حال وجود رقابة مشدده من قبل الأسرة او الأهل على الأبناء اثناء جلوسهم على الكمبيوتر .لكن غياب وعى الأهل هو السائد¡ حيث تؤكد دراسة حديثه أن 60% من الآباء لا يعرفون ما يفعله أبناؤهم عند استخدامهم للإنترنت و%40 منهم لا يعرفون كيفية استخدامه و68% لا يوجههم والديهم أثناء استخدامهم للإنترنت مقابل %88 يتعرضون لمخاطر أخلاقية على الشبكة الإلكترونية. ويلجأ المصريون إلى هذه المواقع لأسباب مختلفة على حد قول الدراسة¡ حيث اشار 34% لانخفاض القيم الدينية و%17 لتدنى الظروف الاجتماعية و%10 لانعدام القدوة لدى الشباب و%6.7 لعدم وجود تثقيف جنسى داخل المدارس.

ولا تتوقف الإباحية على فئة تعليمية او عمرية دون غيرها¡ فالكبار والمثقفون والمتزوجون ايضا يشاركون المراهقون فى هذا الجانب. فبالرغم من ان عمره تجاوز ال 40 عاما ومتزوج وله ثلاثة أولاد الا ان "محمود عبد الحفيظ " يحتفظ بقائمة مواقع جنسية اجنبية وعربية فى حافظته¡ ولا يتردد فى تنزيل بعض المشاهد على تليفونه المحمول¡

يقول محمود "زوجتى ظبطتنى اكثر من مرة وأنا أتصفح البعض من هذه المواقع¡ وقد وصلت العلاقة بيننا فى احدى المرات الى طريق مسدود¡ قاب قوسين من الانفصال¡ ورغم وعودي لها بعدم تكرار ذلك إلا اننى لم استطع مقاومة رغباتي فى الدخول على هذه المواقع الإباحية ". ويعتقد محمود ان قرار الحجب لن يترجم على ارض الواقع¡ مشيرا الى توفر الكثير من البرامج لحجب هذه المواقع لكن المحترفون لهم راى اخر.

وبخبرته المهنية يرى حاتم محمود مهندس شبكات أن تفعيل قرار الحجب يحتاج وقتا لوضع السياسات وسن القوانين وتحديد ما نريد منعه¡ إضافة إلى توافر تقنيات عالية للسيطرة شبه الكاملة على المحتوى الواضح والخفى. ويقول رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عمر بدوي "ليس عندنا التقنية التي نستطيع أن نحجب بها المواقع الإباحية¡ ليس هناك تقنية في العالم تستطيع ذلك".وأضاف: "يستطيع المتصفح أن يتجنب هذه المواقع مثلما يستطيع مشاهد التلفزيون تجنب قنوات معينة".

ويبدو تنفيذ قرار الحجب اكثر صعوبة بعد سنتين حيث عصر"الثرى كونفنشين" أو 3 convention أى معاهدة أو تزاوج بين شبكة الإنترنت مع الاتصالات والأقمار الصناعية وهنا لن تتمكن الحكومة من السيطرة على المحتوى. ولذا يؤكد خبراء على ضرورة ان يأخذ الحل أبعادا أخرى¡ و يتابع الأهالى أبناءهم ويتم تفعيل دور المؤسسات الدينية والإعلامية لنشر المزيد من الثقافة والوعى.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب علينا كمصرين ان ناخذ خطوه قويه وجريئه لمنع هذه المواقع فهى طاعون يهدد العالم والبلاد العربيه خاصه لانها بلاد الدين والحضاره ولايجوز وجود هذه الموااقع فى بلاد العرب

زر الذهاب إلى الأعلى