سياسية

هل خطاب اوباما للمسلمين مهم فعلا؟

يلقي الرئيس الأميركي باراك اوباما خطابه المرتقب للعالم الإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة في الرابع من حزيران/يونيو في محاولة للتواصل مع المسلمين الذين نفروا من سياسات ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.
ما اهمية الخطاب وما المأمول تحقيقه؟

ظاهريا خطاب اوباما موجه لاكثر من مليار مسلم في جميع انحاء العالم ولكن من المرجح ان يركز على المسلمين في الشرق الاوسط. والعمل من اجل شرق اوسط أكثر استقرارا ورخاء يتفق مع مصالح الامن القومي والمصالح الاقتصادية طويلة الامد للولايات المتحدة. واستعادة النفوذ الاميركي في المنطقة امر حيوي في اطار مساعي اوباما لنيل مساعدة الدول التي بها اغلبية مسلمة معتدلة للولايات المتحدة في مواجهتها مع ايران بشأن برنامجها النووي.

وسيستغل الخطاب لدعم جهوده السابقة لاصلاح العلاقات مع العالم الاسلامي التي ساءت كثيرا بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان والعراق. فضلا عن اسلوب معاملة المشتبه في ضلوعهم بالارهاب في القاعدة البحرية الاميركية بخليج غوانتانامو وفي سجن ابو غريب في العراق.

لماذا يلقي خطابه في مصر؟

تقول ادارة اوباما انها اختارت مصر رغم ضعف سجلها في مجال حقوق الانسان لانها "قلب العالم الاسلامي" وان الخطاب أهم من مكان القائه. ويقول محللون ان اندونيسيا اكبر دولة اسلامية في العالم من حيث عدد السكان وحيث امضى اوباما بعض سنوات طفولته كان من الممكن أن تكون اختيارا أفضل لانها دولة ديمقراطية ولكن لا ينظر اليها على انها تمثل الدول العربية في العالم الاسلامي.

ما مخاطر القاء الخطاب في القاهرة؟

من شأن حملة حكومية ضد ساسة ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة او ضد صحفيين قبل زيارة اوباما ان تسبب حرجا للرئيس الاميركي. وفي الاسابيع الاخيرة تم القبض على عشرات من اعضاء الجماعة والافراج عنهم ولكن ليس باعداد اكبر من المعتاد. ويتوقع محللون ان تحسن الحكومة المصرية التصرف غير ان خطر اعتبار الزيارة تأييدا للرئيس المصري حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ عام 1981 لا يزال قائما. وشابت مزاعم تزوير اخر انتخابات رئاسية في مصر الى جانب القبض على المنافس الرئيسي لمبارك في هذه الانتخابات.

هل هذه المرة الاولى التي يسعى فيها للتواصل مع المسلمين؟

في خطاب تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير قال اوباما انه يسعى للتوصل لسبيل جديد للعلاقات مع العالم الاسلامي في المستقبل على "اساس المصلحة والاحترام المتبادلين". وكرر العبارة خلال زيارته لانقرة في نيسان/ابريل حيث ذكر ان العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي لا يمكن ان تعتمد فقط على محاربة الارهاب. وذكر حينئذ انه سيكشف النقاب عن خطط محددة لدعم التجارة والاستثمار والتعليم والصحة في المنطقة في الاشهر المقبلة. كما ادلى بأول حديث تلفزيوني كرئيس للولايات المتحدة لمحطة عربية وكان أحد أول قراراته عقب توليه مهام منصبه اغلاق سجن غوانتانامو.

ماذا يحتمل ان يقول؟

دحض البيت الابيض التكهنات بان اوباما قد يستغل الخطاب ليكشف النقاب عن مبادرة سلام جديدة في الشرق الاوسط الا انه ذكر انه سيتحدث عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. غير ان محللين يقولون ان ينبغي على اوباما اذا كان جادا في تحسين العلاقات مع المسلمين ان يظهر لهم جديته بشأن تبني خطة سلام. ويضيفون ان عليه تقديم أكثر من العبارات الرنانة التي اشتهر بها وان يطرح تفاصيل واضحة لما ينوي عمله لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين. والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيحذو أوباما حذو وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس التي استغلت كلمتها في القاهرة عام 2005 للدعوة لاجراء اصلاحات ديمقراطية في المنطقة. ويستبعد محللون ان يثير اوباما استياء مضيفيه ويقولون انه سيتبني لهجة أكثر تصالحية.

كيف سيرى المسلمون الخطاب؟

يحظى اوباما بشعبية في المنطقة وقوبل انتخابه بارتياح من جانب كثيرين يريدون علاقات أفضل مع الولايات المتحدة. ويتطلع معظمهم للاستماع لما سيقوله عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويقول ستيف جراند خبير العلاقات الاميركية الاسلامية "ينظر الناس في المنطقة لاوباما بقدر كبير من الامل. يتوقون لان ينجح وان يضع مسارا جديدا لهذه العلاقة."

ويعتقد كثير من المسلمين ان سياسات الرئيس السابق بوش في المنطقة اتسمت بالانحياز لاسرائيل. كما ربما يريدونه ان يتطرق لسجل الولايات المتحدة في مجال حقوق الانسان في المنطقة.

المصدر
ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى