سياسية

واشنطن وموسكو تستكملان محادثاتهما حول معاهدة ستارت مطلع حزيران/يونيو

اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على استكمال محادثاتهما الرامية الى الحد من ترسانتيهما النوويتين مطلع حزيران/يونيو في جنيف بعدما عقدتا الثلاثاء والاربعاء جولة اولى ناجحة منهذه المحادثات.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مصدر دبلوماسي روسي قوله ان "المفاوضات (في موسكو) انتهت ونعتبرها ناجحة"، مرحبا بكون هذه المفاوضات تميزت ب"روح بناءة" ومشيرا الى انه تم تحديد موعد جديد لاستكمالها في جنيف من الاول وحتى الثالث من حزيران/يونيو.
وجرت المفاوضات يومي الثلاثاء والاربعاء بعيدا عن الاضواء في فندق تابع لوزارة الخارجية الروسية في وسط موسكو.
وتهدف هذه المفاوضات للتوصل الى اتفاق جديد لنزع السلاح النووي يحل محل معاهدة ستارت التي تنتهي صلاحيتها في كانون الاول/ديسمبر. وادت هذه المعاهدة التي وقعت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق قبل اشهر من انهياره في 1991 الى تفكيك آلاف الرؤوس النووية الروسية والاميركية على حد سواء بما يعادل ثلث ترسانتي البلدين.
ويأمل المفاوضون في تمهيد الطريق امام التوصل الى اتفاق مبدئي، بالحد المعقول، بين الطرفين قبل زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى موسكو في تموز/يوليو.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المصدر الدبلوماسي عينه ان "النتائج الاولى للعمل على معاهدة جديدة ستعلن خلال القمة الاميركية-الروسية المقررة في تموز/يوليو في موسكو".
وعلى الرغم من الرغبة المعلنة لكل من اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف في التوصل من دون تأخير الى معاهدة جديدة، الا ان عددا من المواضيع الخلافية في العمق يهدد بتعقيد هذه المفاوضات او اقله باطالة زمنها.
وتطالب روسيا خصوصا بان يتم الاخذ في الحسبان موضوع الدرع المضادة للصواريخ التي تنوي الولايات المتحدة نشر اجزاء منها في اوروبا الشرقية والتي تعتبرها موسكو مصدر خطر على امنها الاستراتيجي.
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء على ان "المبدأ العام للمعاهدة يجب ان يكون امنا متساويا لكلا الطرفين وضمانا للمساواة في المجال الاستراتيجي".
واضاف ان "هذا الامر لا يمكن حصوله ما لم يتم الاخذ في الحسبان الوضع في مجال الدفاع المضاد للصواريخ ونشر الاسلحة في الفضاء الخارجي ومخططات تركيب رؤوس غير نووية" على صواريخ استراتيجية.
وتطالب روسيا ايضا بان تشمل المعاهدة جميع الرؤوس الصاروخية سواء المعدة للاطلاق او المخزنة، بالاضافة الى وسائل اطلاقها (صواريخ، غواصات، قاذفات)، في حين تريد الولايات المتحدة حصر مجال المعاهدة بالصواريخ العملانية اي الجاهزة للاستخدام.
وفي هذا الاطار يشكك عدد من الخبراء في امكانية تحقيق تقدم سريع في هذه المفاوضات.
وكتب نيكولاي زوبين من المعهد الاميركي للامن العالمي في صحيفة روسييسكايا غازيتا الرسمية ان "المشكلة الاكبر (…) تكمن في المستوى الهائل من الحذر السياسي" بين البلدين.
واضاف "ستكون هناك حاجة الى الوقت لتجاوز هذا الحذر"، مؤكدا من جهة ثانية على ان التوصل الى اتفاق يجب ان يحصل عاجلا تحت طائلة حصول "نكسة للامن العالمي لا يمكن اصلاح اضرارها".
وقاد الوفد الاميركي الذي اجرى المفاوضات في موسكو روز غوتموللر نائبة وزيرة الخارجية المكلفة تطبيق اتفاقات مراقبة التسلح، في حين ترأس الوفد الروسي اناتولي انطونوف مدير دائرة الامن والتسلح في وزارة الخارجية.
وتسعى روسيا من خلال هذه المحادثات الى ضمان التوازن الاستراتيجي مع واشنطن. وهي تسعى ايضا الى استعادة دورها كدولة عظمى تتفاوض على قدم المساواة مع الدولة الاقوى في العالم، تماما كما كان الحال زمن الحرب الباردة.
وسيشكل التوصل الى اتفاق الدليل الفعلي الاول على عودة الحرارة الى العلاقات بين البلدين في وقت وعد فيه اوباما بفتح صفحة جديدة في هذه العلاقات بعد سنوات من التوتر الذي شابها في عهد سلفه جورج بوش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى