مقالات وآراء

حُسني مُبارك : خط الدفاع الأول عن اليهود …

لن ندخل في الجدل القائم حول الاتهامات الموجهة لحزب الله من قبل السلطات المصرية. لكن يمكننا أن نقول ونؤكد, كما أكدنا بمقالات سابقة من خلال شواهد وأدلة, على غوص النظام المصري عميقاً بالخدمة اليهودية,
و نستطيع أن نقول أيضاً أنّ نظام السلطة منذ عهد السادات وصولاً لمبارك انتهج نهجاً واضحاً لا ريب فيه بالدفاع عن اليهود، والابتعاد عن قضايا الشعب المصري خاصة، والعالم العربي بشكل عام, وإن ادّعى هذا النظام غير ذلك. فهنيئاً لليهود هذا النظام المتفاني بالدفاع عنهم. وهذا التفاني نلاحظه واضحاً رغم كل ما يلحقه اليهود بهذا النظام من الإهانات والشتائم السياسية بين فترة وأخرى حالهم حال (رئيس المخفر) محمود عباس.
حقيقة لا نطلب من مبارك أن يلتفت لمشاكل العالم العربي بقدر ما نطلب منه وحكومته أن تتركنا وشأننا, أو بعبارة أخرى إن كان هذا النظام يمتلك شيئاً من الكرامة, أو شيئاً من العروبة التي ينادي بها، أو قليلاً من الإسلام المستتر خلفه أن يقف على الأقل حيادياً في صراعنا مع اليهود وأذنابه. هذا كل ما نطلبه ولا نريد منه أكثر من ذلك.
ما أريد ذكره في هذا المقال هو الإشارة إلى الإستراتيجية التي يتبعها النظام المصري لحماية أمنه القومي وكيف علينا أن نتفهم إستراتيجيته و عروبته في مهاجمة حزب الله وحماية اليهود المجرمين !!؟؟.
وذلك بما يحاول النظام في مصر إظهاره بأنّ هناك تهديداً للأمن القومي المصري من قبل حزب الله.
و نريد أن نسأل فقط النظام المصري:
هل حافظ، أو على الأقل هل كان مهتماً بأمنه القومي في قضية الجاسوس عزام عزام بعد أن أفرجت عنه سلطات مصر دون عقوبة ؟ ( وكلنا يعرف ما هي عقوبة الجاسوس), أم علينا أن نفهم, (كما يحاول النظام المصري أن يُفهمنا ويُقنعنا في كثير من الأمور), أنّ الجاسوسية اليهودية مشرّعة ضمن معاهدة الذل المبرمة معهم !.
ونسأل أيضاً :
– هل التغلغل اليهودي في مصر هو في مصلحة الأمن القومي المصري ؟.
– هل اتفاقية الغاز المخزية والمهينة بحق الشعب المصري هي في مصلحة الاقتصاد القومي المصري ؟.
– هل إقامة النصب التذكارية في سيناء لقوات الجيش اليهودي ( ولن نقول المجرمة بحق الفلسطينيين) المجرمة بحق الجيش المصري تصبّ في رفع معنويات الجيش المصري والاعتزاز بالكرامة المصرية ؟.
– هل السماح لليهود بأخذ الآثار من سيناء ( وليس هناك سرقة كما يدّعي النظام المصري، وإنما تسهيل لهذا الأمر) هو للحفاظ على التاريخ المصري؟.
– هل محاصرة قطاع غزة كل هذه المدة وحرمانه من أبسط مقومات الحياة البسيطة، هي أيضاً للحفاظ على الأمن القومي المصري؟.
– هل محاولة التقريب والتقارب بين الطلبة المصريين واليهود داخل وخارج مصر بصورة مباشرة وغير مباشرة هو لمصلحة الأمن القومي المصري؟.
– وهل كل ما ذكرناه أعلاه، وما نسينا أن نذكره يصب في مصلحة الأمن القومي المصري، أم في من صلب معاهدة السلام المخزية بحق الشعب المصري ؟؟.
إنّ النظام المصري يحاول أن يحمي نفسه من أي سؤال يوجه إليه على أنّه ملتزم بمعاهدة السلام, وأنه من الشهامة حيث لا يمكنه نقض هذه المعاهدة ولو أوصلت الشعب المصري لأقصى درجات الذل والعبودية، لأن كلام الرجال يلزمهم.
لا أدري … ولكن أصبحنا نشاهد أنّ أمن مصر القومي من وجهة نظر النظام المصري هو أمن الكيان اليهودي. لأنّ ما نشاهده و ما يدّعيه النظام المصري من حمايته لأمنه المزعوم يصب دوماً لمصلحة الكيان اليهودي وبنسبة ألف بالمائة.
نعم هذا ما نلمسه من كيفية تعامل النظام المصري مع الجاسوسية اليهودية ومن ناحية أخرى ضرب المقاومة الفلسطينية وتعزيز بناء الدولة اليهودية بالإضافة للامتيازات المتاحة لليهود الأحباب لنهب الاقتصاد القومي المصري.
وإذا أمعنا النظر بسياسة النظام المصري في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بمحاصرة أخوتنا الفلسطينيين ودعم مجموعة داخل فلسطين المحتلة تركت طريق النضال واعترفت باليهود دولة وحاربت أخوتها المقاومين، و كذلك ما نشاهده وشاهدناه من دعم مصري لليهود أدى إلى ارتكاب جريمة غزة. نعم إذا أمعنا النظر بكل ذلك وبكل عمل النظام المصري الصادق والمتفاني في منع أية محاولة لإعمار ودعم غزة, وأية محاولة للمقاومة ضد اليهود, بالإضافة لما يقدمه لليهود من امتيازات في مصر على حساب الشعب المصري وما أعطى لهم من شرعية ومباركة على أرض فلسطين من خلال المباركات والتهاني المستمرة بذكرى اغتصاب فلسطين أو بمناسبة تشكيل حكومات جديدة، يدفعنا للقول بأنّ النظام المصري وعلى رأسه محمد حُسني مبارك يُشكل بامتياز خط الدّفاع الأول عن اليهود، ويعمل بكل ما فيه للحفاظ على الأمن القومي في مصر من الغزاة الفلسطينيين واللبنانيين، و في أحيان أخرى من الغزاة المصريين…؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!.

بواسطة
حسن عثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى