مقالات وآراء

كيف تصبح غنياً؟ …الطرق الشريفة وغير الشريفة للثراء

طرق متنوعة يتبعها الحالمون بتنمية وزيادة ثرواتهم، منها ما هو شريف وإنساني يعمل على تحسين دخل ومردود الإنسان فيقوده إلى الثراء،
بينما يطرق بعضهم أبواباً أخرى فيها الغش والخداع من خلال السرقة والاستغلال، أو التسول، وقد يمتد طغيانهم إلى الأموال العامة، في وقت يفكر آخرون بأساليب قد لا تخطر على بال الكثيرين، كل ذلك لأجل الصعود السريع، متناسين أنه قد ينتظرهم سقوط مفاجئ، عاجلاً أم آجلاً.

الطريق القويم يسهم في تحقيق ذلك
في عيني محدثي (وليد) قرأت الصدق والجدية والمثابرة، فهو بارع بعزف أنشودة العمل الدؤوب في واحات الصبر بعيداً عن الغرور.. إنه يريد أن يقول لي: (بإمكانك أن تغدو ثرياً إذا وظفت عقلك ومهاراتك بكل ما هو حلال، لا بأس إذا كان بحوزتك رأسمال فهو يعينك على تجاوز الكثير من الصعاب ويسهل لك أشياء عديدة).

لا يهمني السبيل الذي أتبعه
من الواضح أن (جمال) لديه الاستعداد الكامل لفعل كل شيء من أجل جمع المال ليغدو ثرياً، فبرأيه كل الطرق والأساليب مباحة، فقد قال لي صراحة: لدي الكثير من الأفكار المعتمدة على اللغات والحاسب وفق إحدى التقنيات، لا أستطيع أن أبوح لك بتفاصيلها ليكون لي السبق، إناه تشكل لي براءة اختراع أو اكتشاف!!

التقرب من المسؤولين والعمل وراء الكواليس
هذه هي طريقة (نزار) المفضلة، فهو على اقتناع بأنها تقربة من المسؤولين للاستفادة من مناصبهم، ما جعله يعمل لحسابهم لكن بعيداً عن الأضواء، فهم مستفيدون، وهو أيضاً مستفيد. اللافت إشارته إلى أنه كلما تعرف على مسؤول أكبر من سابقه يعني له ذلك المزيد من الأرباح وتنامي ثروته.

حتى أغدو ثرياً لابد لي من أن أكون مسؤولاً
أراد (معتز) من عباراته أن يؤكد رغبته بأن يعمل غيره وراء الكواليس، كل ذلك تهرباً من المسؤولية، منوهاً إلى أن حصته سوف تأتيه وهو مرتاح، موضحاً أنه لن يصرف شيئاً من مرتبه والكل سيكون بخدمته بدءاً من إيصال أولاده إلى المدرسة وتأمين حاجات منزله عن طريق لجان المشتريات وانتهاءً بالسهرات العامرة والليالي الحمراء قبل توقيع العقود أو فض عروض الأسعار، الأهم برأيه هو التدرج في المناصب حتى يزداد خبرة ومعرفة ودراية، متمنياً ألا يغدو من الأثرياء الكبار في يوم وليلة لأن ذلك قد يسبب له المشاكل وربما يخضعه للمساءلة.

بدايتي من خلال مصاحبة الأثرياء
هذا الطريق برأي (جودت) اختصر له مراحل كثيرة، فهو على يقين بأنه جعله قريباً من رجال المال والأعمال، وقد أضحكني عندما باح لي عن بدايته، إذ صرح بأنه كان يدفع مبالغ طائلة ليجلس مع أحد الأثرياء في مكان عام ولو لعدة دقائق، فالجلسة بمثابة فخ ينصبه لمن يراه فيظن أنه كبير مثل جليسه، كان يدعو الأثرياء إلى ولائم ويقدم لهم ولنسائهم الهدايا النفيسة، كل ذلك حتى يشعر الآخرين بأنه قريب من أجواء هؤلاء الكبار، لا بل واحد منهم فتنهال عليه الصفقات وتسهل عملية توقيع عقود البيع والشراء في داخل البلاد وخارجها.

الدعارة وأشياء أخرى
تأتي الدعارة في مقدمة ما ذكرته لي (فاتن) إذ أكدت أن سوقها مزدهر ومضمون على مدار العام، وأن مَنْ يعمل فيها لا يعرف البطالة أبداً، كانت تنظر إلى سيارتها الفارهة وهي تقول: لولا الدعارة وأشياء أخرى في أوساط المجتمع المخملي لما اشتريتها، ولما امتلكت المزارع والمنشآت والفيلات والأرصدة في البنوك وغيرها.

عليّ أن أنجز الكثير من الأبحاث لأغدو ثرياً
هذا ما قاله لي أستاذ جامعي طلب عدم ذكر اسمه، إنه يعني ما أنجزه من أبحاث بشكل تفوق فيه على أمهر الباحثين في العالم وأكثرهم خبرة، كل ذلك في زمن قياسي ما أثار العديد من التساؤلات والشكوك عند الكثيرين حول مصداقيتها، بينما يؤكد أنه يهدف من وراء أبحاثه المزعومة إلى تحقيق حلمه المنشود بالإيفاد الخارجي لمهمة البحث العلمي أو كما يسميها البعض (رحلة المليون أو الملايين).

لن أغدو ثرياً إلا من خلال تأسيسي شركات وهمية
أضاف (سمير) إلى تلك الكلمات عبارات أخرى تتعلق بالاستفادة من القوانين والأنظمة.. على سبيل المثال اشترى يوماً أعداداً كبيرة من الأغنام بسعر زهيد، وقتها كان هناك قرار يقضي بعدم السماح بتصديرها، لكنه استطاع وآخرون الحصول على قرار يقضي بالسماح بذلك، ذكّرني أيضاً بموضوع ارتفاع أسعار البنزين الأخير والمفاجئ، مؤكداً أنه كان على دراية مسبقة به، فقلت له: بالتأكيد ملأت عشرات الصهاريج. قهقهة مردداً: لا.. لا فقاطعته بقولي: لعلك تقصد المئات منها.

الشهرة أولاً
إنها الشرط الأساسي لتحقيق الثروة الكبيرة برأي (وداد) فهي تسعى إليها بشتى الطرق رغم أنها فنانة مغمورة.. لقد أرادت من كلامها أن يسلك الطامحون إلى الثروة طريقها ومهما كان الثمن، فهؤلاء سواء كانوا فنانين ورسامين أم كتّاباً وغيرهم سيحصدون الجوائز وسيقلدون أرفع الأوسمة حتى إذا كانت أعمالهم هابطة لأن اللجان المختصة في الغالب تتعامل مع أسماء، كل ذلك سيقودهم إلى جمع الثروة والشهرة بآن واحد.

التهريب والمتاجرة بالآثار والذهب والعملات
حقاً لقد فاجأني (رمزي) يذكر اسم مسؤول كبير بدأ والده حارساً لموقع أثري قيد التنقيب، تطور معه الأمر إلى أن أخذ ينقب سراً بنفسه فجمع ثروة مكنت ابنه من الوصول السريع، التفت بعدها نحوي قائلاً ألا تخشى أيها الصحفي أن يقرأ هذه الفقرة المعني بها فيشن عليك وعلى صحيفتك حرباً هوجاء قد تطيح بك وبها أيضاً؟

البعض يلجأ بكل أسف للنصب والاحتيال
هكذا بدأ المختص بالحاسوب وبرامجه إجابته حالما طرحت عليه سؤالي (محور هذه المادة) وأضاف: أما أنا فاهتم بالدخول إلى شبكة المعلومات لأحد الأقمار الصناعية كي أبعده عن مساره ولا أعيده إليه إلا مقابل فدية مالية ضخمة، لقد بدا لي أنه نسي أو تجاهل ما قاله في بداية حديثه.

السفر إلى الخارج
لا أظن أني أستطيع في بلدي أن أجمع ثروة، هذا ما قالته لي (خنساء) فالبلد برأيها مقبرة للمبدعين والفرص فيه محدودة وتكاد تقتصر على أشخاص معينين، إنها ترى في السفر إلى الخارج الحل الأمثل لها كي تجمع ثروة تمهد لها الطريق لتغدو ثرية يوماً ما.

المغامرة والبراعة بتوظيف الأموال
لقد حرصت (شيماء) على أن تفكر بما هو مدروس ومضمون النتائج، فتوظف أموالها بأعمال إنتاجية حصراً، كل ذلك –برأيها- يساعدها على جمع ثروة مناسبة، أشارت أيضاً إلى أهمية معرفة احتياجات السوق من منتجات معينة وفق مواصفات محددة، أفصحت أيضاً عن تحويل قسم من ودائعها في البنك إلى بعض العملات المرشحة للصعود كي تستفيد من فرق السعر.

الاستفادة من ثقة الآخرين
استطاع (بلال) أن يجمع ثروة كبيرة.. لقد ذكر لي أنه طلب منه كمية كبيرة من السمن البلدي، ولأن الكثير من الفلاحين على ثقة به فقد استعملها وقام بالاتصال معهم وعرض عليهم سعراً ظنوا أنه مرتفع، لكن تبين لهم أنه أخفض بكثير من سعر السوق، وهكذا جمع منهم كامل احتياجاته من السمن وباعه بسعر يكاد لا يصدق.
وطبعاً لم يكتف بتلك الحركة إنما حصل أيضاً على قروض وهمية زراعية، وبدلاً من أن يستثمرها في مجال الزراعة اشترى بها عقارات وسيارات، بعد ذلك امتنع عن تسديدها، ولعل ما دفعه للتفكير بالتسديد هو صدور قرار يضمن الإعفاء من غرامات التأخير والفوائد المترتبة عليها.

العمل بأشياء يرفض الكثيرون التعامل معها
كان (ياسين) يعني بكلماته النفايات، فهو يوظف أعداداً كبيرة من الأطفال والصبية ليجمعوا له منها كل ما يناسبه من الزجاج والتنك والكتب وغيرها..
إنه عمل لا يتطلب رأسمالاً ونفقاته بسيطة، أما إيرادته فكبيرة وكثيراً ما كان مصدراً مهماً لثروات العديد من الأثرياء.

المحرر
مَنْ يضع –عزيزي القارئ- نصب عينيه جمع الثروة بأقصر الطرق مبتعداً عما هو شرعي وقانوني لابد من أن يشار إليه بالبنان، وخاصة إذا كانت هناك شكوك تتعلق بمصدر تلك الثروة.. مَنْ يدري؟ ربما تكون يوماً وبالاً عليه وكارثة لمن جمعها لهم أو عمل لأجلهم طوال حياته حارساً لها وغير مكترث بطريقة الحصول عليها.

بواسطة
د. فاتح ممدوح عبد الحليم
المصدر
الدبور

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. اى حد ممكن يشغل دماغة هيكسب كتير اوى بمعنى جرب مرة تمسك واحد من ادية اللى بتوجعو انا ما بقولش نصب لسمح اللة طالاما فى ايد بتوجعو يبقى هو يستاهل ومش هوضح اكتر من كدا والحدق يفهم وانا بحييى الاستاز اللى بيقرب اكتر من المسؤلين لان دة ةيساعدو كتير اوى بس مش بالطريقة دى يعنى يااستاز شغل دماغك شويا

زر الذهاب إلى الأعلى