مقالات وآراء

نتمنى على الرئيس باراك أوباما ان يعزز ثقتنا فيه

يعاني الرئيس بارك اوباما من أرث ثقيل قوامه أزمات ومشاكل عصية الحل خلفها جورج بوش ورائه. ومن سره تبوء أوباما لمقعده كرئيس في البيت الأبيض والمكتب البيضاوي عليه
أن لايخلط بين الحلم والحقيقة. وان يتحلى بالصبر والأناة, ويقدر ما يعتريه من صعوبات وعقبات تعترض طريقه وتؤرق عليه نهاره وليله.وأن لا يحمله فوق طاقته,أو يظنه حكيم عصره وسلطان زمانه.فأوباما إنسان كغيره يصيب ويخطىء وقد يفلح أو يفشل رغم كل مايبذله من جهود حثيثة ومتواصلة للايفاء بوعوده لشعبه ولشعوب العالم .مع أنه يسابق الوقت لينقذ بلاده أولا, ويتصدى بجدية وبسرعة للعديد من المشاكل والصعوبات التي تساهم في حل مشاكل بلاده ليصون إتحادها ويحفظ أمنها ويحقق مصالحها و يُحمل صورتها.وسوف يسعى لحل بعض المشاكل الدولية الأخرى إن بقي لديه وقت لذلك وهو على دراية بأن شعبه ينظر إليه على أنه رجل التحدي والعمل والاصلاح والتغيير, إلا ان المشاكل التي تواجهه وتعترض طريقه عويصة جدا,وكل واحدة منها تستحق أن تحظى بالأولوية, بحيث غدت هذه الصعوبات والمشاكل تصطف أمامه بجانب بعضها البعض على نسق واحد. وأُذكر بالبعض منها:
1. الوضع الإقتصادي المنهار والذي نجم عنه إفلاس مؤسسات وشركات,وارتفاع معدلات البطالة, وتدهور الوضع المعاشي الذي ألقى على المجتمعات بظلاله القاتمة.والسبب حماقة النظام الامبريالي و السياسة الحمقاء التي أتبعها بعض رموز الامبريالية والادارات السابقة لترويجه كنظام عالمي. والحماقة أعييت من يدوايها حيث لا دواء لها. وحتى النظام الامبريالي برموزه وقواه الفاعلة والمؤثرة فقدوا القدرة في إنقاذ النظام الامبريالي, وأوباما مهما أجترح من معجزات وصنّع من حلول سيكون عاجزا هو الآخر مالم يشذب هذا النظام ويخضع لسلطة القانون والقضاء ويلقح بالعدل والقيم والأخلاق.
2. والحرب على الارهاب باتت على قاب قوسين أو ادنى من الهزيمة. ولن يكون بإستطاعة أوباما الاستمرار فيها مالم يُوّصف ويُعّرف الارهاب بشكل صحيح ودقيق.وأن يُحقَق في كل ما أرتكب من أعمال إرهابية حتى من قبل بلاده وإسرائيل حليفة بلاده الاستراتيجية.وأن ينهي قوانين إدارة بوش السابقة التي صنفت فيها قوى المقاومة الوطنية كمنظمات إرهابية. والأسرائيليين المتأمركين سيحاولون إحباط جهوده وإفشال مساعيه إلا أن عليه التصدي لهم وإبعادهم عن دفة القيادة ومراكز القرار.
3. وعدم تحركه مع الكونغرس للتحقيق في جميع ملفات إدارة بوش لتحديد الأسباب والمسببات وحتى المسؤولون عن نحر الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشكل المهين بذريعة الحفاظ على جو من الوفاق داخل المجتمع الاميركي لمواجهة الأخطار متبعا قاعدة عفا الله عمامضى لن يجديه نفعا وسيبقي جهود بلاده كجهود خنفساء تدور في الطاسة. والشعب الأميركي غير مقتنع بهذا الطرح. وسيجد نفسه مجبرا على تشكيل لجان لإجراء تحقيق بكل مجرى من أحداث من 11/9/2001م إلى غزو أفغانستان والعراق وعدواني إسرائيل على لبنان وغزة نتيجة تصاعد الضغوط عليه بمرور الوقت.
4. الحفاظ على أمن الخليج وضمان أمدادات النفط, وهذا أيضا عمل صعب وشاق ومعقد.فتشابك المصالح الدولية في منطقة الخليج سيجبر بلاده على ترك شؤون دول المنطقة تعالج من أصحابها دون تدخل أطراف خارجية, ومع ضرورة سحب بعض القوات الأميركية من مناطق شاسعة وإعادتها إلى بلاده.وهذا ما لاطاقة أو قدرة عليه شركات النفط الأميركية ولا تحبذه و تستسيغه. فأمن الخليج زعزع بفعل سياسة بلاده المحكومة بجشع السيطرة على النفط وأحقاد بعض الحكام العرب على النظام العراقي حين دفعتهم لتبرير غزو العراق أو مشاركتهم فيه بتوفير بعض متطلباته, بينما خرجت إيران ظافرة حين لم تخدعها مبرارات الغزو لأنها كانت تعتبر أن الهدف منه هو تحقيق مصالح إسرائيلية.
5. منع إيران من تطوير سلاح نووي.وهذا أيضا صعب ومستحيل.فحين يتغاضى أوباما عن مشاريع إسرائيل النووية فهو سوف يخسر أوراقه في مواجهة إيران وغيرها. فإما عالم خال من السلاح النووي أو عالم يحق فيه للجميع أمتلاكه أسوة بغيره. فلا الشعب الروسي أو الصيني أو الهندي أو الباكستاني أو الكوري يسره هدر المال على السلاح النووي ولكنه دفع مضطرا من أجل الدفاع عن بلاده في مواجهة ترسانة نووية أمريكية. ومحاولة بعض الدول الخليجية تكرار سيناريوا العراق من إيران إنما هو عمل بائس لافائدة منه,فإيران هي الأخرى تمسك بالأذن الثانية للنظام العالمي وقادرة على أن توجعه وتدميه أو تفعل فيه ماتريد. وإدارة الرئيس أوباما على قناعة بأن المشروع النووي الايراني تحول إلى كرة ثلج متدحرجة بفعل سياسة إدارة جورج بوش, ولذلك فعلى إسرائيل ودول الخليج ترويض أوضاعهم مع إيران نووية. وأن كل مايمكن للادارة الاميركية فعله هو تعيين دنيس روس مستشار لوزير الخارجية الأميركية للشؤون الايرانية وشؤون ملفها النووي بإعتباره خبير في قضايا الشرق الأوسط وإيران ,وكونه صاحب نظرية الترابط بين قضايا المنطقة فقد يفلح في وقف تدحرج كرة الثلج الايرانية. فإيران إنما تهدف من مشروعها النووي ليس تطويره للاستخدامات الحربية والعسكرية وإنما تريد من خلاله حل مشكلة الطاقة وتوظيفه في المجالات العلمية والطبية والصناعية, والاقرار بدورها كقوة أمنية أقليمية, والظفر بعضوية دائمة في مجلس الأمن عند تعديل ميثاق المنظمة الدولية.
6. مواجهة تصاعد الارهاب في أفغانستان وباكستان وباقي بعض دول العالم.وفي هذه المواجهة ستكون بلاد أوباما هي الخاسر الأكبر إذا بقيت مصرة على العلاج بالقوة العسكرية فقط. فكسب هذه المواجهة يكون بالمساهمة ببرامج تنموية وتشجيع الحوار وترك الشعوب وشؤونها,مع سحب طابور الخونة والعملاء من التداول.وأنهاء دور التيارات التي صنعتها بلاده بألوان مزركشة ومتعددة.
7. وقف حالة التدهور في العلاقات الروسية الأميركية: فالتدهور سببه تصرف إداراتي جورج بوش الأب وأبنه الأحمق.فبلاده رفعت خنجر مسموما بوجه الروس حين مدوا لها يداً تمسك بغصن الزيتون.
8. وقف تمدد المصالح الأقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط. وهذا شبه مستحيل لأنه إذا كانت القواعد في الفليبيين وفورموزة وأفغانستان واليابان ضرورية لخدمة أمن ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية بتعداد سكانها البالغ 300 مليون نسمة,فمن حق الصين حماية امنها ومصالحها بأن يكون لها قواعد حتى في آلاسكا والكاريبي وخاصة أن تعداد سكانها خمس عدد سكان العالم وأنتاجها أكبر.
9. تحقيق السلام في الشرق الأوسط. والادارات الأمريكية هي المسؤولة عن تدهور الوضع ووصوله إلى الحالة التي وصلت إليه. فالعرب هم من طالبوا الولايات المتحدة بالتدخل لحل هذا النزاع إلا أنها ألتزمت بحله وفق رغبات وطلبات وشهوات الدولة العبرية دون أدنى أحترام لمشاعر العرب ولمشاعر شعوب العالم.وراحت تجهض كل قرار دولي لا ترضى عنه إسرائيل. والانتخابات الأخيرة الاسرائيلية أريد منها أن تكون صفعة لإدارة أوباما, على الرغم أنها هزلت موقف إسرائيل وموقف السلطة الفلسطينية ومحمود عباس وعززت مواقف قوى الصمود والممانعة وفصائل المقاومة الوطنية. ولكنها أيضا حررت اوباما وحلفاء إسرائيل من قيود كثيرة ستكون نتائجها وبالاً عليهم وعلى الدولة العبرية.
ولذلك فلربما تكون القناعة المترسخة لد ى الرئيس باراك أوباما أن المشاكل التي بدأت تضرب بلاده إنما هي فالج والفالج لاتعالج. إضافة إلى أنه مهما كان عبقري فإن الوقت ضيق,والامكانيات المتوفرة بين يديه قليلة وبائسة,والمناخ العام متقلب نحو الأسوأ,وكل هذه الأمور لاتساعد ولا تفي بالغرض.للأسباب التالية:
• فالرئيس أوباما حائر من نتائج أستطلاعات الرأي في أوروبا والتي بغالبيتها تعتبر الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هما الأكثر خطرا على العالم.وأن كثير من الأوروبيين قرروا رفع الصوت في وسائط الاعلام والخروح في المظاهرات في الشوارع لاحداث ضجيج يوقظ أوروبا من غفوتهاوتخرج عن صمتها المريب.والضغط على أنظمتها لدفعها لاستنكار وحتى إدانة مافعله حكومة إسرائيل وقادتها المتطرفين.وهذه ورطة ورطها كل من جورج بوش وإدارته وشارون وأولمرت للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأنتقلت عن طريق الأرث لأوباما وسيكون لنتناياهوا حصة منها. و سيكون لزاما على أوباما وإدارته ونتنياهوا وحكومته دفع رسوم التركات عنها للمجتمع الدولي بسرعة,لأن كل مماطلة أوتسويف أو تأخير سيزيد من حجم الضريبة الواجب دفعها اضعافا مضاعفة, وقد ينتهي الأمر بالحجز الاحتياطي مع تشدد الشعوب وفصائل المقاومة الوطنية بشروطهم وطلباتهم.
• والمواطن الأميركي الذي تضررت مصالحه الشخصية كثيرا بسياسات إدارة بوش السابقة .وهو الذي ماصوت يوما في الانتخابات إلا إلى محفظته إنما أختار التغيير وصوت لباراك أوباما عله يصلح ماخسره و يضمن له أن تبقى جيوبه ومحفظته ممتلئة ويبقى مستقبله ومستقبل أسرته مضمون للأبد. ولكن أوباما أستلم من سلفه خزينة خاوية, ومؤسسات أقتصادية ومالية أرادها بوش أن تكتنز بالنفط وامواله فإذا بسياساته الحمقاء تحيلها إلى أعجاز نخل خاوية وبنى مفلسة ومتهالكة.وأوباما ليس بقدرته أن يعيد لها الروح, ولكنه سيضطر إلى إنعاشها لعل بعضها يبرأ, أو تفارقها الروح فيواريها الثرى.
• وبقايا إدارة بوش من المحافظين الجدد والصقور والليبراليين الجدد المتصهينيين يصرون على وضع العصي في عجلات مسيرة أوباما كي لاينفذ قرار سحب القوات الأميركية من العراق لما له من عواقب وخيمة على من أفتى وأيد وخطط وأمر وشارك بالغزو. فالجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى والجنرال راي أو دريونو قائد القوات الأميركية في العراق يحتجان ويعلنان أن العراق مازال هشاوأن المكاسب الأمنية التي تحققت قد تخسر ويصيبها الضرر إن بقي أوباما مصرا على سحب القوات كما وعد وقرر. ولذلك يريدان أن تكون المهلة 23 شهرا للانسحاب لا 16 شهرا كما وعد. وخاصة أن بتريوس يعاني من صعوبة حماية خط دوراند والدفاع عنه والذي يمتد 2640كم على طول الحدود الباكستانية الأفغانية ويمر عبر مناطق جبلية وعرة, والذي يسميه حامد كرازي بخط الكره. والأصوات التي بدأت ترتفع وتعلوا منددة ومستنكرة هجمات القوات الجوية الأميركية لحمايته نتيجة سقوط المدنيين تثقل كاهل بيتريوس وتزيده حرجا وتخبطا, وهو المحبط والمأزوم في أفغانستان حين لم تفلح حيله وشعوذاته التي أتبعها في العراق من أن تنجح وتعطي من مردود في أفغانستان, رغم محاولته إغراء حركة طالبان.ولذلك بات الجنرال بتريوس الذي آثر أن يغش نفسه ويخدع شعبه خدمة لجورج بوش ومعه وزير دفاعه في وضع حرج, فراحا يلمحان إلى خطورة الوضع في افغانستان وكأنهما يريدان تهيئة الشعب الأمريكي والعسكر وكرازي لتجرع كأس الهزيمة المرة.
• واللوبي الصهيوني الممثل يإيباك مع بقايا المحافظين الجدد كجو ليبرمان وتشك شومر وجبمس هليبروم ودانيال بايبس والسينتاور جيم ديمينت ومايك موكابي وستيف إسرائيل ومارك كيرك وستيفن رزوين وجون كيل فقدوا عقلوهم وجن جنونهم وراح يتصرفون كثيران مصابة بداء جنون البقر. وهؤلاء يتهمون اوباما بأنه يسعى لتدمير النظام الرأسمالي وإحلال الفوضى محله, وانه يروج للفكر الاشتراكي الذي يروق لكل من لينيين وستالين.وقد نجحوا في إجهاض تعين تشارلس فريمان في منصب رئيس مجلس الاستخبارات القومي على خلفية تصريحاته التي دافع فيها عن الشعب الفلسطيني, ودعوته إلى إيجاد تسوية عادلة للصراع العربي الاسرائيلي. مما دفع بفريمان للاعتذار عن قبول المنصب, وعزى أسباب اعتذاره إلى اللوبي الاسرائيلي وأناس عديمي ضمير مرتبطين بفصيل يتبنى وجهات نظر دولة أجنبية, ويهدفون إلى السيطرة على العملية السياسية وأستبعاد كل خيار لايصب في مصلحتهم. وقدخاب مسعاهم حين رفض مجلس الشيوخ مشروع قرار تقدم سيناتور الحقد والكراهية والذي يكن العداء والحقد للعرب والمسلمين جون كيل والذي يطلب فيه منع فلسطيني غزة من دخول الولايات المتحدة الأمريكيةمع وضع قيود صارمة علة المساعدات التي ترسل لقطاع غزة. وقد رد عليه السيناتور باتريك ليهي بتهكم وأستخفاف قائلا له:إن الفلسطينيين اليوم مثل أجدادك الايرلنديين يا جون كيل حين كانوا وقتها يقاتلون لحماية أرضهم ومن أجل الحفاظ على حقوقهم والحصول على حقهم في التصويت,ولو كانوا يعيشون في إيرلندا اليوم لنعتوا بالارهاب. وكذلك أجهض مسعاهم في منع تعين كريستوفر هيل سفيرا في العراق بذريعة أنه ضعيف الخبرة, مما دفع بالوزيرة هيلاري كلينتون لترد عليهم بقسوة وتهكم بان جون نيغروبنتي كان سفيرا في العراق رغم انه لا يتقن شؤون الشرق الأوسط ولا حتى اللغة العربية حين أرسل من قبل إدارة جورج بوش سفيرا إلى العراق.
• والرئيس اوباما يتعرض لحملة شرسة من دهاقنة الفساد واللصوصية والاجرام وبعض رموزالامبريالية المتوحشة.فديك تشيني يقول:أوباما عمد بغير حكمة إلى تنفيذ وعود أنتخابية غير مجدية ,وإلى إطلاق سراح إرهابيين مشتبه بهم ومنحهم الحماية. ويعود هذا المجرم تشيني ليسأل الرئيس أوباما: أوجه سؤالاً إلى إدارة أوباما:هل فكرة الافراج عن إرهابي غوانتاناموا ونقلهم إلى سجون أمريكية أخرى تعتبر فكرة صائبة؟ وهو بهذا الكلام يسيء للشعب الأميركي ويستخف بعقوله ويدينه ويوبخه ويأنبه لأنه أنتخب الرئيس باراك أوباما.مما أستدعى لأن يتطوع الكثير للرد عليه بقسوة وسخرية وتهكم بأن عليه ألتزام الصمت كي لايتعرض للمساءلة كما فعل رئيسه بوش لأنهما المسؤلان عن كل مايحيق بالولايات المتحدة من اخطار,وأن لاينسى أنه يقود عصابات قتل وإجرام وإرهاب,وأنه متورط في الفساد وقيادة فرق الموت والتعذيب والقتل والاجرام, وأنه مشارك بجرائم أغتيالات مع الموساد.
• والقرار في الولايات المتحدة الأمريكية ليس بيد السلطة المنتخبة والتي يرأسها أوباما وإنما بيد سلطة خفية قوامها كبار رموز الامبريالية وتحالف الشركات الرأسمالية الكبرى والمنظمات السرية والمافيات والأجهزة الأمنية والاستخباراتية. والرئيس اوباما ومعاونيه وحتى وزرائه يعلمون علم اليقين أن ما من رئيس أو مسؤول أمريكي رفيع أو صغير تصدى لهذه السلطة الخفية إلا وتدحرج رأسه(لينكولن, كينيدي).ولذلك لاحيلة لأحد سوى أن ينتقدها بالتلميح بعد أنتهاء ولايته كما فعل دوايت إيزنهاور.
• ونبؤة إيغور بانارين عميد أكاديمية وزارة الخارجية الروسية لتخريج دبلوماسي المستقبل وأستاذ العلوم السياسية والمحلل السابق في الاستخبارات السوفياتية والمقرب من فلاديمير بوتين عشيةرأس السنة 2009م والتي تبأفيها وعبر عنها بقوله: لا أكره أمريكا والأميركيين وعلى العكس فأنني اكن لهم ودا واحتراما شديدين ولكن المسألة لاتتعلق بالرغبات الشخصية بل بالوقائع ,فالولايات المتحدة في حال انحدار أقتصادي وتحلل أخلاقي وهجرات جماعية وهذه ستقود حتما إلى حرب أهلية طاحنة وإلى تفكك إتحادها إما في نهاية حزيران أو اوائل تموز 2010م إلى ست دول (الاسكا وستتبع روسيا وهاواي ستذهب إلى اليابان أو الصين وجمهورية كاليفورنيا التي تمتد من أوتاوا إلى أريزونا وستدور في فلك الصين وجمهورية تكساس التي تمتد من تيو مكسيكوا إلى فلوريدا وستتبع المكسيك ووجمهورية أمريكا الأطلسية التي ستمتد من تينيسي إلى كارولينا الجنوبية وستنضم للاتحاد الأوروبي وجمهورية شمال امريكا الوسطى التي ستمتد من اوهايو إلى مومونتانا وستتبع كندا. والرد الأميركي الذي جاء سريعا وغاضبا على نبؤته يكشف عن وجود قلق حقيقي في أوساط النخبة الأميركية من هذه المخاطر التي تهدد وجود الكيان الأميركي كأتحاد موحد في دولة مستقلة كبرى وقوية ومتطورة إلى الأبد.
• ويعرف أوباما أن بلاده كانت عظمى قبل جورج بوش وأضحت بظل إدارة بوش دولة كبرى.وأنها أصبحت بحاجة ماسة إلى العالم بأكثر من حاجة العالم إليها.وأنها في طريقها لأن تصبح مشكلة بالنسبة لشعبها والعالم. نظرا لأنها غدت عامل رئيسي من عوامل الفوضى الدولية.وأن حلفائها مترددون ومحرجون أكثر فأكثر يوما عن يوم. ولذلك فأمريكا تريد أن تجعل من تنظيم القاعدة قوة مستترة وشريرة لتبرر تدخلها في أي مكان من العالم وفي أي وقت بأسم محاربة ومكافحة الإرهاب.والولايات المتحدة الأمريكية تعرف بأنه حين تعم الديمقراطية ربوع العالم فإنها كقوة عسكرية تصبح عديمة الفائدة والجدوى حيث تنتفي الحاجة إليها,ولن تكون بقادرة على العيش على إنتاجها وحده فقط.
• والعرب الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بات لهم وزن في السياسة الأميركية . فلقد فاز في انتخابات الكونغرس الحادي عشر بعد المائة أربعة أمريكيين من أصل عربي في مجلس النواب وهم : النائب الجمهوري اللبناني الأصل داريل عيسى عن الدائرة 49 في كاليفورنيا. وتشارل بستاني عن ولاية لويزيانا, والنائب الديمقراطي الفلسطيني الأصل سام رسول عن الدائرة 6 في فرجينيا والذي يعتبر الأصغر سنا في المجلس(عمره 27عام),وأحتفظ النائب الديمقراطي نيك رحال بمقعده عن الدائرة 3 في فرجينيا. وانتزعت الديمقراطية اللبنانية الأصل جينا شاهين حاكمة نيوهامبشر مقعد في مجلس الشيوخ عن الدائرة 13 في ولاية نيوهامبشر بعد أن هزمت الجمهوري اللبناني الأصل جون سنونو بفارق 44000 صوت. وفاز ستة من العرب الأمريكيين في مجالس شيوخ الولايات وهم:بولا عبود في أريزونا, وستيفن بدور في ماساشوستس,وحنا جالو وبول جبور في رود ايسلاند,وفينسينت شاهين عن ساوث كارولينا وجينا عبد الله عن ساوث داكوتا. وفاز عشرة عرب بمقاعد مجلس نواب الولايات وهم: جوزيف رايس عن كولورادو,وويليام حمزي وسليم نجيم عن كونتيكت,ورشيدة طليب وجاستين عماش عن ميتشيغان,وبنيامين بارودي عن نيوهامبشر ونيك كاحل عن أوريجون ومارك ستراما عن تكاساس وبيل أسود عن فيرمونت. وفاز الجمهوري مايكل دانييل بمنصب حاكم ولاية أنديانا وهو العربي الوحيد الذي يفوز بمنصب حاكم ولاية. وفاز دارين لحود بمنصب المدعي العام لولاية ألينوي, وفاز القاضيين ديفيد آلين وشارلين مقلد عن عضوية محكمة الجنايات وعضوية الهيئة, وتولى ميشيل بوشارد منصب رئيس شرطة مقاطعة أوكلاند في ولاية ميتشيغان. وقد بات لبعضهم ادوار مميزة, وخاصة حين نجح السيد ميتشل الذي هو من أصل لبناني في حل المشكلة الايرلندية التي أستعصت على غيره, مما دفع بأوباما لتعيينه وسيطا بين إسرائيل والفلسطينيين.
• والجدل في الولايات المتحدة يات يتمحور حول أتجاهان: أتجاه يعتبر إسرائيل حليف أستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية. وأتجاه يتنامى بسرعة وبإطراد ويعتبر إسرائيل عبء مالي وعسكري وسياسي على الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى إدارة اوباما أن تتعامل مع هذا الوضع المستجد.
• وأوباما وإسرائيل يعلمان علم اليقين أن مجلس الأمن اليوم لايمكن لهما التحكم فيه كما كان من عام 1990م وحتى عام 2007م. وهو ماعبر عنه خافيير سولانا الممثل العلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حين قال: الحرب الأخيرة في جيورجيا وضعت مجلس الأمن في حالة من الجمود, ولذلك سيصعب عليه أتخاذ قرارات تعلق بعدة قضايا وإيران.إضافة إلى ان كثير من المؤسسات والمنظمات الدولية والاقليمية قد أفتضح امرها نتيجة مواقفها المنحازة وأرتباطاتها بالمخابرات المركزية الأمريكية.
• وتركيا في ظل حزب وحكومة أردوغان ليست عضوا كأي عضو من أعضاء حلف الناتوا.فالحلف هو من أمسى بحاجة ماسة لها وهي من تعطي الحلف قوته أو تدعه يضعف.فدورها بدأ يتعاظم ويحمل مدلولات عدة. وهو ماعبرت عنه وزيرة الخارجية السيدة هيلاري كلينتون حين قالت:إنني انظر بالفعل إلى دور تركيا على أنها زعيم عالمي بلغ الأهمية. ثم أتبعته بتصريح آخر قالت فيه: واشنطن ستسعى إلى مساهمة تركيا في خطة أوباما للحوار مع إيران. وكذلك فإيران لم تعد تابعا ذليلا للولايات المتحدة الأمريكية كما كانت في مامضى من عصر الشاه, بل أصبحت دولة يحسب لها حساب وممسكة بأذن النظام العالمي بقوة وتستطيع أن تنخخه على الأرض. وسوريا التي أنتهجت قيادتها سياسة بالغة الموضوعية وغنية بالحكمة والسداد والرشاد من كل جانب بات لها دورها الذي لايمكن أغفاله في أية لحظة. وإدارة أوباما تعرف أن النفط العربي قريب جدا من حدود تركيا وإيران, وحتى ورطتها في العراق تجعلها محكومة رغما عنها بتركيا وإيران وسوريا. فالعراق له حدود مع سوريا بطول 603كم ومع تركيا يطول 305كم ومع إيران بطول 1515كم.أما طول حدوده مع السعودية فهي بطول 895 كم, ومع الأردن بطول 147كم, ومع الكويت بطول 254كم, ولكن هذه الحدود مع السعودية والأردن فصحراء قاحلة ومع الكويت فمعظمها صحراء قاحلة أيضا.
• والمشاكل الكثيرة والمتنامية والمعقدة التي تعاني منها الولايات المتحدة الأميركية ستجبر وتضطر الرئيس أوباما وإدارته إلى إيجاد تسويات مرحلية ومقاربة هادئة لها.وقد كشفت عن ذلك السيدة كلينتون بتصريح اعلنت فيه ان بلادها غير قادرة بمفردها على حل مشاكل العالم مثلما هو العالم غير قادر على حل مشاكله من دون بلادها. وهذه مقاربة كانت ترفضها إدارة جةورج بوش.
• وإدارة الرئيس أوباما وحتى إسرائيل يرون أن التلطي خلف المبادرة العربية أفضل وأجدى وانفع. وقد ينجحان في إسقاط بعض من بنودها مع مرور الوقت .فعامل الوقت لم يعد بصالحيهما وسنين القحط السياسي والأمني التي تضرب الولايات المتحدة الأمريكية منذ غزوها للعراق وأفغانستان ستسمر لعقود عدة . وكذلك حال سنين القحط هذه التي راحت تضرب إسرائيل منذ عدوانها على لبنان عام 2006 ستستمر وستزداد حدة وضراوة وقد تنهي أسطورة إسرائيل في أقل من عقد. وهذا ما عبر عنه جون بولتون حين قال في مقاله الأخير في صحيفة نيويورك تايمز: أن أيام العسل ولت وعلى إسرائيل ان تكون مستعدة لتحمل خسائر متلاحقة في عهد اوباما………وأن إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر في مساعي إدارة أوباما لحل الصراع في الشرق الأوسط……..وأن إدارة اوباما تؤمن بأن إسرائيل باتت مشكلة أكثر من كونها حليف إستراتيجي…… وأن إدارة أوباما لاتؤيد إسرائيل.
وان على الرئيس أوباما أن لاينسى أن ماورد في خطاب القسم سيبقى دين عليه ومطالب بالوفاء به.
1. فتباهيه بالتعددية الدينية في بلاده يتناقض وإصراره على ان تكون إسرائيل دولة يهودية .
2. وطرد الشريران بوش وتشيني سيبقى بدون معنى مالم يستأصل روح الشر الأمريكي,وإذا كان الأبيض بوش يحمل قلبا أسود فالجماهير على قناعة بأن اوباما الأسود قد يكون قلبه ناصع البياض.
3. وتمسكه بالقيم الاخلاقية يجب أن لايدع قلب بلاده الصهيوني يتغلب على قيمه وشعاراته.
4. وعوده بمساعدة الفقراء في العالم وتحسين زراعتهم وحصولهم على الماء والمأكل والدواء يجب أن يسارع لتنفيذها لتمنحه الثقة وتعطيه المصداقية.
5. وتعهده بشق طريق جديد مع العالم الاسلامي يجب الاسراع في تنفيذه وأن يختار بدقة الجهات والشخصيات التي ستقوم على شقه وتنفيذه, ولقد أرتكب خطأً حين طل علينا يخاطبنا من فضائية العربية. ويخطأ حين يلوذ بالصمت على عدوان إسرائيل على قطاع غزة وحصار جائر على سكانه.
6. وألتزامه بتأسيس حقبة جديدة من المسئولية تقودها الصداقة الدولية والاحترام المتبادل والتي جسدها ببعض التصرفات والمواقف لاتكفي, فهي تحتاج إلى جهود عملية عدة على الأرض.
7. وإيمانه بأن العالم تغيير وعلى أميركا أن تتغير يفرض عليه تجسيد هذا التغيير على أرض الواقع.
8. وإعترافه الصريح بخطاب القسم وخاصة حين قال: ثمة نقص عميق في أمريكا ,وثمة شعور أعمق لدى الناس بأن امريكا في حال أنحدار لامفر منه,وبأن مشاكلها الراهنة لن تحل في وقت قريب.لكننا قادرون على إعلدة صنع أمريكا عبر الأمل لا الخوف ,عبر وحدة الهدف , لا النزاع والشقاق,فلننفض الغبار ولنبدأ العمل لإعادة صنع أمريكا. جعل شعوب العالم وشعبه مشدودين إليه ويترقبون الخطوات والنهج والتصرفات والحلول التي سيأتي بها لتحويل هذا الكلام إلى واقع ملموس.
الشعوب ومعها الشعب الأميركي تنتظر من اوباما أن يفي بعهوده ووعوده بدون تلكأ او تاخير أو تسويف. وربما هذا مادفع بالأسقف ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل لأن يقول: أخشى من ان بفقد الرئيس باراك أوباما العطف الذي حظي به في العالم في حال لم يتصرف بشكل صحيح كتقديم اعتذار عن حرب العراق.

بواسطة
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى