سياسية

استمرار حالة التوتر الداخلي في إيران والأعداء يوقدون نار الفتنة !!

تجددت لليوم الخامس على التوالي، الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في طهران ومدن أخرى من البلاد ، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد…
وفي أول إعلان رسمي عن سقوط ضحايا من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران، نقلت وكالات أنباء إيرانية أن شرطياً لقي مصرعه فيما أصيب 3 آخرون جراء إطلاق الرصاص من قبل أحد المتظاهرين في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان، موضحة أن المتظاهر استخدم بندقية صيد في هجومه.
من جانبه، أعلن نائب محافظ مدينة همدان «شاهرخي»، مقتل 3 متظاهرين خلال احتجاجات وقعت ليلة أمس الأحد في مدينة تويسكران، مضيفاً أن السلطات المحلية قامت باعتقال بعض الأشخاص، الذين «اخترقوا صفوف المتظاهرين وتسببوا بإتلاف الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين» , حيث ارتفعت الحصيلة الرسمية للضحايا بين المتظاهرين منذ اندلاع الاضطرابات إلى 15 قتيلاً.
في غضون ذلك، استؤنفت الاحتجاجات اليوم، في العاصمة الإيرانية طهران، ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر محتجين في المدينة وهم يرفعون شعارات معارضة للحكومة , وذكرت وكالة «فارس» الحكومية أن مجموعة لم يتجاوز عددها 20 شخصاً تسببت بإعاقة حركة المرور قرب ساحة الثورة وسط طهران، مشيرة إلى أن قوات الأمن اعتقلت أحد قادة المظاهرات هناك.
بدورها، أعلنت وزارة الأمن والمخابرات اعتقال العديد من «المخربين ومثيري الفوضى والشغب» أثناء المظاهرات، وذلك دون تحديد عددهم أو اليوم الذي جرى فيه اعتقالهم , لكن المعلومات الرسمية الصادرة في وقت سابق تدل على أن عدد المحتجين، الذين اعتقلوا في العاصمة الإيرانية، يفوق 400 شخص.
كما جرت الاحتجاجات، التي أسفرت في بعض الأحيان عن اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، في عدة مدن إيرانية أخرى من بينها سنندج عاصمة إقليم كردستان إيران، ومدن في محافظة لورستان، وكرمانشاه في الغرب، وشيراز جنوب غرب إيران، ومدينة قزوين وسط البلاد، وأردبيل وكرج في الشمال، وبيرجند في الشرق.
يذكر أن إيران تشهد منذ 5 أيام مظاهرات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الأشخاص وبدأت من مدينة مشهد، التي تعد مركزاً دينياً مهما في البلاد، لتتوسع لاحقاً إلى العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى تنديداً بالغلاء والفساد والسياسات الحكومية الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس الحالي «حسن روحاني» حيث ترجح المعلومات بأن هذه المظاهرات تم تدبيرها عبر موالين للإدارة الأمريكية وجاءت رداً على نجاح القيادة الإيرانية بإدارة الملف النووي.
وتتحدث المعلومات الرسمية التي أعلنتها السلطات الإيرانية عبر التلفزيون عن مقتل 15 شخصاً نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مختلف مدن البلاد، إلا أن ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن عدد القتلى يتجاوز الرقم المعلن , وأكدت الحكومة أن الشرطة اعتقلت مئات المحتجين منذ اندلاع الاضطرابات، متهمة مجموعات من المتظاهرين باللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات العامة.
وشددت السلطات الإيرانية، بما في ذلك الرئيس روحاني، على حق الشعب في التظاهر والانتقاد دون الخروج عن إطار القانوني، داعية إلى الهدوء والعمل المشترك مع الحكومة لحل المشاكل العالقة، فيما حملت مع ذلك جهات أجنبية تصفها بـ«الأعداء» المسؤولية عن تصاعد التوتر في البلاد.
الموقف الروسي ..
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت في تصريح سابق لها تعليقاً على الاحتجاجات المعارضة التي تعم إيران منذ 5 أيام بأن : «هذه القضية شأن داخلي لإيران، ونعرب عن أملنا في ألا تتطور الأوضاع وفقاً لسيناريو العنف وسقف الدماء» , وقد حذرت الخارجية الروسية من عدم التدخل الخارجي بالقول : «أي تدخل خارجي من شأنه زعزعة الوضع غير مقبول».
رأي القيادة الإيرانية في ما يحدث بالبلاد ..
من جانبه أعرب الرئيس الإيراني «حسن روحاني» خلال اجتماعه برؤساء اللجان التخصصية في البرلمان عن رأيه بالأحداث التي تشهدها البلاد مؤكداً أن إيران ستتجاوز هذه المرحلة , مضيفاً خلال خطابه اليوم الاثنين بشأن الاحتجاجات بالقول : «هذه الأحداث لا أهمية لها… والشعب الإيراني شهد الكثير منها وتجاوزها بسهولة».
وتابع الرئيس الإيراني قوله : «المسألة باتت اليوم تمس النظام والثورة والمصالح الوطنية والأمن القومي واستقرار إيران والمنطقة»، مشيراً إلى أن جميع المتظاهرين ليسوا مدعومين من الخارج , داعياً لتحويل ما حدث خلال الأيام الماضية في إيران إلى فرصة لحل المشاكل.
أضاف قائلاً : «العدو غاضب من عظمة الشعب الإيراني ونجاح وتطور إيران , الانتقاد والاحتجاج فرصة وليس تهديداً والشعب بنفسه سيرد على مخترقي القانون ومثيري أعمال الشغب» , موجهاً بالاتهام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل بتحريض بعض المتظاهرين للانتقام من إيران.
وفي إشارة إلى ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» قال الرئيس روحاني بأن : «العدو قالها صراحة إنه سينقل المعركة إلى داخل إيران.. نقول له إن الشعب والمسئولين سيردون عليك» , وعبر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة منيت بهزيمة كبرى بشأن الاتفاق النووي أمام حلفائها في أوروبا.
وأكد الرئيس روحاني بأن بلاده تعاني من مشاكل لا علاقة لها بالحكومة كالجفاف والتصحر والزلازل والتلوث البيئي، مشدداً في الوقت ذاته على أن الوضع الاقتصادي في إيران أفضل من متوسط الأوضاع الاقتصادية في العالم، وأن معدل النمو الاقتصادي في البلاد بلغ هذا العام 6% , وذكر أن إيران تلعب دوراً إيجابياً لأجل السلام في سوريا واستقرار العراق ولبنان والدفاع عن المظلومين.
وتابع أنه من حق المواطنين الاحتجاج لكن يجب أن يكون بالوسائل القانونية، داعياً في الوقت ذاته إلى الوحدة الوطنية بين البرلمان والحكومة والسلطة القضائية والقوات المسلحة.

بواسطة
عز الدين الناصر
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى