الرئيس السوري

الرئيس الأسد عبر المنار : إذا أردنا مواجهة إسرائيل علينا أولاً مواجهة أدواتها داخل سورية

أطل السيد الرئيس بشار الأسد مساء الثلاثاء 25 أب لعام 2015 في خاص مع قناة المنار قائلا: لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى المواطنين لما صمدت سورية أربع سنوات ونصف..
الأمل بالنصر لدى المواطنين هو الذي يشكل الحافز لمواجهة الإرهابيين ومواجهة المخطط الذي رُسم لسورية .. الثقة بالنصر لدينا تعتمد أولاً على الشعب، طبعاً بعد الله، ثانياً على الأصدقاء الذين يقفون مع سورية بصلابة ويدعمونها.. عندما تتوقف الدول المنغمسة بالتآمر على سورية عن دعم الإرهاب عندها نستطيع ان نقول بأننا وصلنا إلى ربع الساعة الأخير من الأزمة.. عندما يتوقف الدعم الخارجي للإرهابيين تصبح مكافحتهم أسهل بكثير، حتى الآن لم نصل إلى هذه اللحظة.. أحياناً قبل الوصول لربع الساعة الأخير ترى تصعيداً كبيراً، فقد يكون ذلك مؤشراً للوصول إليها، لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة.. لكي يكون للمسار السياسي تأثير لابد أن يكون بين قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي للشعب السوري، جذورها سورية غير مرتبطة بالخارج.. استمرار دعم الإرهاب يشكل عائقاً كبيراً في وجه أي عمل سياسي حقيقي ومنتج على الأرض.. عندما يكون هناك مجموعات سورية تقبل بالتعامل مع الأعداء من إسرائيل إلى الآخرين وتستدعيهم للتدخل فهذا يجرئ الآخرين على الوطن.. ما يقوم به الإرهابيون في سورية هو أخطر بكثير مما تقوم به إسرائيل من وقت لآخر من أجل دعمهم، هم أساس المشكلة إذا أردنا مواجهة إسرائيل علينا أولاً مواجهة أدواتها داخل سورية والحسم بالداخل، عندها لن يتجرأ أحد على سورية لا إسرائيل ولا غيرها.. العامل الأهم في تجرؤ العدو الصهيوني على سورية هو وجود من هو مستعد للتعاون معه، ومن هو قابل أن يتعالج بمشافيه..على مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها المديح لإسرائيل التي تقوم بقصف بلده.

الشعب بمعظمه موحّد، ولكن عندما يكون هناك بؤر من العمالة والخيانة والتطرف والإرهاب فهذه نقاط ضعف لابد أن تتعامل مع مشكلة عملاء إسرائيل على حدودنا قبل أن تتعامل مع مايليها من الناحية الجغرافية أو من الناحية السياسية.

الخصوم والأعداء أرادوا لسورية السقوط أو في مرحلة من المراحل إن لم يكن السقوط ممكناً فليكن الشلل الآن بكل مناحي الحياة تمهيداً للسقوط.

من يدافع عن وطنه هو كل من يواجه محاولات شلل سورية.. كل من يقوم بعمله اليومي.. كل من يحاول نشر القيم الوطنية والأخلاق العالية هناك أشخاص لا يقيمون في الوطن، يقيمون في الخارج، ولكن يدافعون عن سورية كلٌ بحسب موقعه وبحسب إمكانياته، كل هؤلاء هم وطنيون.

الدفاع عن الوطن لا يشمل فقط الموجودين فيه أو من يحمل بندقية وإنما كل يزيد من مناعته ويُقوي كل العوامل التي تبقيه واقفاً بوجه الجمات.

لوكان دي ميستورا حيادياً لما أتوا به.. فمن الصعب أن يأتي شخص بموافقة الولايات المتحدة والغرب لأنه حيادي عملياً بالعلاقات الدولية القضية لا تُبنى على الثقة.. وإنما على الآليات.. القضية ليست علاقة شخصية لكي نقول إننا نستطيع أن نسير مع دي ميستورا في مبادرته يجب علينا أن ننتظر ما هي الآليات المناسبة لتطبيق هذه المبادرة الولايات المتحدة عبر تاريخها تراوغ بتصريحاتها، وطبعاً مع تقدّم الوقت تصبح هذه السمة بالنسبة للولايات المتحدة هي أساس السياسة.

من سمات السياسة الأمريكية.. التخلي عن الحلفاء والأصدقاء، الغدر. أما السياسة الروسية فلم تكن في يومٍ من الأيام بهذا الشكل.محددة.. سيادة الدولة والشعب وقراره، والشعب يضع النظام السياسي المناسب وينتخب الرئيس الذي يناسبه ، نحن نثق بالروس ثقة كبيرة، وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفّافون معنا بالعلاقة، ومبدئيون.

ضوابط ومحددات الموقف السوري من أي مبادرة سيادة سورية ووحدة أراضيها وقرار الشعب السوري بمعنى أنه لن يكون هناك إملاء من أي جهة.

عملياً يجب أن تبدأ وترتكز أي مبادرة إلى مكافحة الإرهاب أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب كأولوية ليس لها قيمة أي طرح لإجراء انتخابات بإشراف دولي هو تدخل بالسيادة السورية، من هي الجهة الدولية المخوّلة أن تعطينا شهادة حسن سلوك.. لا نقبل بهذا.

المنظمات الدولية بحاجة إلى شهادات حسن سلوك بأنها حيادية أولاً وهي ليست بموقع أن تعطينا شهادات.

يمكن أن نتعاون مع الأصدقاء بموضوع الانتخابات لتقوية موقفهم بأن ما يحصل هو عملية سياسية صحيحة بامتياز وديمقراطية تعبر عن الشعب السوري.

القوى الغربية حاولت بكل السبل أن تُقنع ‫#‏إيران‬أن يكون الملف السوري جزءاً من الملف النووي لكن موقفها كان حاسماً، ورفضت بالمطلق ذلك.

رفض ايران بالمطلق أن يكون هناك أي ملف يُدمج أو يكون جزءاً من ملف المفاوضات النووية هو قرار صحيح وموضوعي وذكي.

قوة إيران ستنعكس قوة لسورية وانتصار سورية سينعكس انتصاراً لـ إيران.

التفريق بين العروبة الحقيقية الأصيلة وبين بعض العربان الذين يتلطون خلف العروبة ، العروبة هي هوية، لانستطيع أن نستغني عنها والهوية العربية ليست خياراً، وما يريده الأعداء هو أن نتنكر للهوية ، جوهر القضية الآن والحروب التي تحصل ليست إسقاط أنظمة، هي مرحلة هي أداة، وليس ضرب الدول وتخريب الاقتصاد الهدف النهائي هو ضرب الهوية ، عندما نصل إلى مرحلة من الكفر المسبق بالعروبة فنحن نعطي الأعداء هدية مجانية من دون الحاجة لاحقاً لأي تدخل عسكري أو عبر الإرهابيين.

عندما نوحّد المعركة والبندقية بين سورية و العراق كما يحصل الآن بيننا وبين حزب الله سنصل إلى النتائج الأفضل بزمن أقصر وبثمن أقل.

العلاقة مع حزب الله وتحديداً سماحة السيد حسن نصر الله تتسم بالصدق، بالشفافية ، السيد حسن نصر الله صادق بشكل مطلق، شفاف بشكل كامل، مبدئي إلى أقصى حدود المبدئية، وفيّ لأقصى حدود الوفاء لمبادئه ولكل من يلتزم معه.

أي تحالف أو عمل أو إجراء أو حوار يؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري يجب أن يكون بالنسبة لنا أولوية وأن نذهب باتجاهه من دون تردد لا يمكن لدول وقفت مع الإرهاب أن تكون هي التي ستحاربه ولكن يبقى احتمال بسيط بأنها قررت التوبة أو عرفت بأنها كانت تسير بالاتجاه الخاطئ الدول التي وقفت مع الإرهاب ربما لأسباب مصلحية بحتة قلقت من أن ينتشر هذا الإرهاب باتجاه بلدانها فقررت أن تكافحه.

التصّعيد الإعلامي للسعودية ليس له وزن، ما يهم هو الممارسات الفعلية، إذا كانت السعودية بالأساس تدعم الإرهاب فما قيمة التصعيد أو غيابه.
الأمريكي لا يجسد حقيقة السياسة الأمريكية ولا يُبنى عليه بالنسبة لنا ، التشدد والتساهل بالموقف الأمريكي هدفه أحياناً حرب نفسية أو إرسال رسائل للوبيات داخل الولايات المتحدة أو رسائل لعملاء أمريكا بالمنطقة ما يقوم به الأمريكي اليوم بالمختصر لا يسمح للإرهاب ربما بالانتصار ولكن لا يسمح له بالضعف بدرجة أن يكون هناك استقرار ، الأمريكي يترك الأمور تسير باتجاه الفوضى وإضعاف الدول، ليس فقط سورية، وحتى حلفائه ومنها تركيا ريثما يكون هناك واقع جديد يخدم مصالحه.

أردوغان لديه أحلام كبيرة بأن يكون سلطاناً إخوانياً بنى آماله الكبيرة عليها في البدايات بمصر وتونس وانهارت الآن أحلامه بحكم الواقع ، أردوغان وربيبه أوغلو لديهما حلم كبير الآن في سورية هو حلم المنطقة العازلة وهو الحلم الأخير بعد فشل كل أحلامهم السابقة في سورية لا يستطيع أردوغان وأوغلو التحرك باتجاه أحلامهما إلا إذا أشار إليهم أسيادهم بهذا الاتجاه.

إذا كان أقرب حلفاء الأمريكي لا يصدقونه هل تريد من سورية أن تصدقه في شيء، هذا مستحيل.

بخصوص إقامة منطقة عازلة أردنية: عندما تتحدث دولة أو مسؤول ما علينا أن نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه.

حتى الآن معظم الدول العربية تسير بحسب المقود الأمريكي، وليس لديها أي دور.

نحرص على العلاقة مع مصر، حتى خلال وجود الإخونجي مرسي كرئيس وكل إساءاته لسورية لم نحاول أن نسيء لمصر، والتواصل بين البلدين لم ينقطع ، نريد من مصر أن تلعب دور الدولة الهامة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقاً من تاريخها العريق ، ما أريد أن أقوله لأي مسؤول مصري ولأي مواطن مصري بأن العلاقات بين سورية ومصر هي التي تحقق توازناً على الساحة العربية سورية في نفس الخندق مع الجيش المصري والشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون مسمّياتهم كما تبدل مسمّيات أي منتج فاسد.

أوجه التحية للبيئة المقاومة بلبنان، لكل عائلة وأبويين وزوجة، لكل أبناء كانوا هم الحاضنة والأساس لإنشاء أولئك المقاومين الأبطال ، أوجّه التحية لكل مقاوم في لبنان ولكل مقاوم في سورية ، أحيي كل عائلة شهيد من شهداء لبنان في سورية، وعبّروا بشكل حقيقي عن معنى كلمة وحدة الدم بين أشقاء في شعبين يعيشون في بلدين متجاورين ، أحيي السيد حسن نصر الله الذي كان الابن النجيب للبيئة المقاومة وكان بنفس الوقت القائد الصلب والحقيقي لها.

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى