الرئيس السوري

كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في بلدية مدريد

ضمن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية إلى إسبانيا التقى بالمجلس البلدي في مدريد وتوجه إليهم بكلمته التالية ..

أشكر السيد رئيس البلدية على هذه الكلمة وعلى هذا الترحيب وأشكر السادة أعضاء المجلس البلدي وأشكر جميع الحضور وأعبر عن سعادتي لهذه الهدية التي تعني الكثير وتأثري بها كبير وتأثري الأكثر بالاهتمام الذي لاقيته خلال زيارتي إلى إسبانيا خاصة بالحفاوة التي رأيتها بهذا البلد وبالصدق الذي لمسته لدى الجميع وفي المقدمة جلالة الملك خوان كارلوس الأول وجلالة الملكة صوفيا ، بالإضافة إلى المسؤولين الذين التقيت بهم والمواطنين الإسبان الذين سرنا بقربهم بالأمس طبعاً هذا يدفعني ويـزيد حماستي للعمل بشكل جدي على تطوير هذه العلاقة وزيادة التعاون بين البلدين .. وأؤكد على كلام السيد رئيس المجلس البلدي حول العلاقات التاريخية والثقافية وهو أكد على بدايتها في المرحلة الرومانية وهذا صحيح وأثرها والغوص فيها , ونحن نضيف أن سبب بروز هذا التأثير في الحضارة الرومانية هو أنها ابتدأت قبل ألفي عام من ميلاد السيد المسيح . 

وكانت الحضارة التي امتدت بين أوغاريت في سورية وقادس في إسبانيا هـي الأساس ، كانت هذه الحضارة تتميز بالتسامح والانفتاح العقلي والفكري وهذه الطباع ميزت كل ساحل البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت  ..

هذه العقلية المنفتحة هي التي ساهمت في رفع مستوى وتقدم الحضارة الرومانية  ..
فالعديد من الأباطرة قدموا من سورية ومن إسبانيا ومن الفلاسفة والمفكرين أيضاً ومن رجال العلم فإذاً الصلة المشتركة أيام الحضارة الكنعانية ومن ثم لاحقاً أيام حضارة الإمبراطورية الرومانية هي التي أدت إلى الوصول لحضارة الأندلس العظيمة ، كما هو في العهد القديم وفي العصور القديمة دائماً كانت الحضارة تنتقل عادة من خلال الحرب وكان يأتي بعد العسـكر السياسيون ومن ثم يأتي الفكر والثقافة
في الحضارة الأندلسية كان الأمر بالعكس وصلت الثقافة والقناعة قبلاً ثم السياسة ومن ثم أتى العسكر في النهاية ، فإذاً الانفتاح الفكري والتسامح قبل المسيح بألفي عام هو الذي أدى لحضارة متميزة في الأندلس لاحقاً ..

إلى ماذا أريد أن أصل بأننا إذا كنا نريد فعلاً أن نتابع في تطوير الحضارة في المتوسط أولاً وفي العالم ثانياً لابد من العودة إلى نفس الفكر الذي انطلق منه الكنعانيون في البحر المتوسط أي نبذ العنف نبذ الكراهيـة والتأكيد دائماً على السلام أن نسعى بشكل أساسي سورية وإسبانيا لجعل منطقة البحر المتوسط خالية من أي سلاح منطقة سلام من دون حروب كما كانت مصدراً للحضارات في العالم في ثلاث مراحل أساسية فلتكن أيضاً مصدراً يساهم في حضارة العولمة التي نحن في بدايتها ..

مرة أخرى أشكركم جميعاً على هذا الاهتمام وأشـكر السيد رئيس البلدية على رأس هذه المؤسسة ونتمنى أن نكون جميعاً دائماً جاهزين للتعاون في أي شيء يخدم الحضارة العالمية والبشرية
وشكراً

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى