المنوعات

العناق اكثر من مجرد شعور !!

كلنا نشعر بالارتياح عندما نعانق شخص ما ولكن يبدو أن المشاعر تتخطى مجرد الشعور بالارتياح
كلنا نشعر بالارتياح عندما نعانق شخص ما ولكن يبدو أن المشاعر تتخطى مجرد الشعور بالارتياح

بلا شك كلنا نشعر بالارتياح عندما نعانق شخص ما، ولكن يبدو أن المشاعر التي يثيرها العناق تتخطى مجرد الشعور بالارتياح. فوفقا لدراسة قام بها مجموعة من الباحثين من جامعة كارولاينا الشّمالية، وجدوا بأن العناق يزيد من إفراز هرمون " oxytocin" أو هرمون "الترابط" ويقلل من خطر الإصابة بمرض القلب.

وفي الحقيقة، عندما تعانق الأزواج لمدة 20 ثانية، فأن مستويات هرمون الاكستوكين، التي أفرزت أثناء الولادة والرضاعة من الثدي، زادت. كما أن أولئك في العلاقات العاطفية كان عندها الزيادات الأعلى. في هذه الأثناء، تراجعت مستويات هرمون الإجهاد " cortisol " عند النساء، كذلك ضغط دمّهم. وقالت الدّكتورة كارين غروين، باحثة رئيسية وعالمة نفسانية، " يرتبط ارتفاع مستوى الاكستوكين بقوة دعم الشريك لكل من الرجال والنساء. على أية حال، فأن أهمية الاكستوكين وتأثيره على الوقاية من أمراض القلب قد يكون أعظم بالنسبة للنساء."

معانقة لقلبك:
لقد ازداد اهتمام العلماء باحتمال أنّ العواطف الإيجابية يمكن أن تكون جيدة لصحتك. ولقد عزّزت نتائج البحث من هذه الدراسة نظرية أن دعم الشريك، في هذه الحالة العناق، يمكن أن يحمل تأثيرات مفيدة لصحة القلب".

هذا وقد بينت دراسة سابقة، تحت قيادة غروين، بأن المعانقة تقلل من تأثيرات الإجهاد. حيث تم فرز المشاركين إلى مجموعتين من الأزواج، وطلب من كل فرد التحدّث عن حادثة أغضبته، وبينما طلب من أحد أفراد المجموعة التحدث وايديهم متشابكة أو متعانقين طلب من المجموعة الثانية الجلوس بعيدا عن بعضهم البعض، فوجدوا بأن:

ارتفع مستوى ضغط الدمّ أكثر بين المجموعة التي لم تتعانق بالمقارنة مع المجموعة التي تلقت دعم الشريك. ارتفع معدّل نبضات القلب بين أولئك الذين لم يتعانقوا بنسبة10 ضربات في الدقيقة، بالمقارنة مع خمس ضربات في الدقيقة للمتعانقين.

أن العناق والإمساك بالأيدي بين الشريكين قبل التوجه إلى العمل يعزز المشاعر الإيجابية، ويبعث مشاعر الراحة بين الطرفين ويقلل من الإجهاد. كما أن العناق في الصباح بين الشريكين يساعد على تقليل مشاعر الإجهاد.

منافع اللمس: البشر، مخلوقات اجتماعية بطبعها، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات، لذا حاول دائما أن تحيط نفسك بالأصدقاء، وتبادل معهم مشاعر الود والمحبة، ولا تكن منافقا أو متعاليا في طريقة تحيتك، فكلما اقتربت منهم أكثر كلما زادت الفوائد الصحية لك ولهم.

يفتقر المجتمع المعاصر للاتصال البشري، بالرغم من أن العالم أصبح قرية صغيرة إلا أن العديد من الأشخاص يبعدون أنفسهم عن المحيط الاجتماعي مما يسبب العديد من المشاكل النفسية والصحية.

من الأمثلة الصادقة على أهمية التواصل الودي بين البشر، دراسة قام بها مجموعة من الباحثين الكوريين على مجموعة من الأطفال الرضع الأيتام حيث عمدوا إلى زيادة فترة المداعبة، والتواصل البصري، واللعب مع سيدات متطوعات لمدة 15 دقيقة، فكانت النتيجة أن زادت أوزان هؤلاء الأطفال، وأطوالهم، ومحيط رأسهم خلال 4 أسابيع مقارنة مع أطفال لم يتم إخضاعهم لهذه التجربة. ومن فوائد اللمس الاجتماعي أيضا تقليل الإجهاد، والالم والقلق بين البالغين، وتقلل من أعراض مرض الازهايمر.

بعد كل هذا ماذا تنتظر، إذا لم تعانق أحدا بعد، فقد حان الوقت لتستغل كل هذه الفوائد الصحية، وتبث جو من الود والمحبة حولك.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى