مقالات وآراء

العالم يتغير على ايقاع النصر السوري

أما اّن للعالم أن يتعقّل .. و يترجم ما شاهده من قتل ٍ و تدمير وإرهاب مورس على الشعب و الدولة السورية .!؟.
أما اّن له أن يتّحد وراء قرار ٍ أممي يدعم حق الدولة السورية في محاربة و مكافحة الإرهاب .. على الأرض السورية ..
وفي المنطقة و العالم . أما اّن الأوان لوقف تلك الحرب اللعينة ..!؟. حرب ُ العار على الإنسانية .. و حرب الجنون الشيطاني ..
حرب الوحوش و المصالح و الغايات و الأهداف الدنيئة . حرب ٌ قتلت الإنسان كي يحيا الإنسان ..!؟ ودمرت البيوت كي ُتعمّر البيوت ..!؟ و فجّرت الكنائس و الجوامع لتعلي كلام الله ..!؟ حرب ٌ أكلت القلوب و الأكباد .. وعلقت البشر على صلبان لتجلب لهم الديمقراطية ..!؟. ويلكم وويحكم .. ماذا لو لم تصمد سورية ..!؟.
لقد شاهد العالم بأسره كيف تشبثت الدولة السورية بجذورها العميقة ذات التسعة اّلاف عام في التاريخ .. و كيف راحت تتكسّر على جذعها الصلب ضربات الحقد و الغدر و التاّمر و المخططات الشيطانية ..
فتهاوى المتاّمرون عليها و راحوا يتساقطون واحدا ً تلو الاّخر .
فمنذ حزيران 2013 تأكد الإنتصار السوري بعد انتهاء معركة القصير , و عرف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن سورية لن تسقط .. و بدا سعيدا ً بنزوله عن الشجرة التي صعد أو ُأصعد عليها خوفا ً من الهزيمة المباشرة . كان لا بد له من استخدام أوراق ٍ أخرى لاستمرار الحرب .. فقد دعم ما يسمى " ائتلاف المعارضة " سياسيا ً في مؤتمر جنيف , و حاول اقناع العالم باعتدال جماعات ٍ إرهابية " كالجبهة الاسلامية " ..
لقد سجّل بذلك ظاهرة ً غريبة بدعمه مفهوم " الإرهاب المعتدل " . كما سمح لأدواته و لبعض حلفائه الأوروبيين بالمغامرة في أوكرانيا للضغط على روسيا ( حليف سورية القوي ) فكانت الصفعة ُ هناك قوية للغاية . و على الأرض سمح للإرهاب بحرية الحركة و التمدد نحو العراق .. لمزيد ٍ من الضغط و التهديد لكلا البلدين ..
وفي محاولة ٍ للعبث و خلخلة أمن الخليج بغية محاصرة إيران و الضغط عليها في مفاوضات ظاهرها نووي وفي حقيقتها مفاوضات اقليمية شاملة . لقد أربك نفسه و العالم .. بعد انتشار رقعة الإرهاب في العراق , و بدأ العالم يتخوّف من ارتداد الإرهاب الى دول المنشأ أوروبي كان أم اقليمي أم خليجي .. يبدو أن أوباما يبحث عن مصالحه عبر إعادة ترتيب أوراقه للمرحلة المقبلة مرحلة – ما بعد انكسار المشروع الغربي –
. فهل تراه سيسير في سياسة الانعطاف التي تحدث عنها وزير خارجيته " جون كيري " منذ عام , ووصفها باستدارة الشاحنة الكبيرة التي تحتاج الى مساحة ٍ ووقت .؟؟. وهل تراه قد توصل حقا ً لقناعة أن سورية هي الدولة الأهم في المنطقة و الرئيس الأسد هو ضمانة المنطقة و العالم للأمن و السلم الدوليين .؟. وهل ما بتنا نراه من تصاعد ٍ في وتيرة عمل اّلات الإعلام الغربي حول فضح الإرهاب و التنديد به , هو تعبير ٌ عن تغيير في قناعات دول العالم تجاه ما يحدث في سورية و المنطقة , و خطر انتقال الإرهاب الى دولهم .؟.
لقد تحدث الرئيس الأسد قبيل الانتخابات الرئاسية عن بدء ملامح تغيير ٍ في المناخ الدولي و تغير الرؤى حيال ما يجري في سورية و مواقف العالم منها ..
و كان قد أعطى شبه موعد ٍ أو وعد ٍ بالقضاء على الإرهاب في سورية خلال مدة عام ٍ تقريبا ً ..
فهل تلقّف الأمريكان كلامه ووفق معطياتهم و حساباتهم و متابعتهم الدقيقة لانتصارات الجيش العربي السوري على الأرض من القصير الى يبرود و القلمون و المليحة و كسب و حلب … الخ .؟؟ .
أم لازال هناك بعض الإغبياء يدورون في أحلامهم و لا يرون الحقائق . فهاهو أردوغان لا يزال غارقا ً في حلمه و انفك يطلق صرخاته و من فرنسا – الإسبوع الماضي – بأنه و بلاده هي بوابة العالم الغربي الى العالم الاسلامي و العربي .. دون أن ينسى التعبير عن المرار في حلقه و يعد بانه " لن يقف للأبد على أبواب الاتحاد الأوروبي " . و مثله يفعل حكام و ملوك الخليج إذ لا زالوا يحلمون و يراهنون على سقوط سورية و تقسيمها وببقائهم على عروشهم .. و ما إعادة تعيين بندر بن سلطان كمستشار خاص للملك في شؤون الإرهاب إلاّ دليل ٌ على اصرارهم على خوض المعركة حتى النهاية عبر الإرهاب و أذرعه التي يمسك بها تماما ً هذا المستشار . في حين نرى الكثير من الدول الأوروبية بدأت بالتراجع و تراها تتحدث عن حفظ ماء الوجه و قد نرى براءات اختراع ٍ في الأساليب التي سيسلكونها تبريرا ً و تراجعا ً . حتى أن الرئيس الأمريكي نفسه تحدث عن عدم وجود معارضة ٍ حقيقية ٍ في سورية قادرة على الوقوف بوجه الرئيس الأسد و بأنه لم يرى معارضة ً معتدلة ً في صفوفها إذ قال " ان الحديث عن ذلك غير واقعي و فانتازيا " . لذلك ليس بالمستغرب سماع أصوات ً كثيرة تتحدث عن ضرورة وقف الحرب و عن الخطأ الكبير الذي وقعت به إدارة الرئيس أوباما بدخولها .. فكثرت رسائل السناتور ريتشارد بلاك الى سورية و عبر الإعلام .. و نصائح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر .. و تصريحات وزير الدفاع البريطاني الأسبق وليام فوكس و مراكز الأبحاث و الدراسات الدولية كمؤسسة راند الأمريكية .. و تصريحات البروفسور ايغور لوكيش في جامعة بوسطن .. واتهامات منظمة هيومن رايتس ووتش المعارضة المسلحة و المنظمات الإرهابية كداعش بتجنيد الاطفال لقيامهم بعمليات انتحارية . و لا ننسى وزير خارجية النرويج الذي قال منذ أيام :" ان لسورية دور محوري في المنطقة على مر ّ العقود , و لطالما كانت موطنا ً للاجئين , و تساعدنا على تقديم الحلول , و أنها تتعرض لإرهاب غريب و على الدول التضامن مع بعضها لإجتثاثه " و ذلك في منتدى أوسلو السنوي الذي عقد تحت عنوان " مفاوضات من أجل السلام " .. و الذي تمت دعوة سورية لحضوره حيث قدمت فيه الدكتورة بثينة شعبان عرضا ً للموقف السوري و رؤية سورية للحل .. بما يشبه إعلان الشروط السورية .. لقد قلناها سابقا ً و نجدد قولنا الاّن .. إن سورية المنتصرة هي من تضع الشروط و على العالم أن يمتثل ..
ولن تنتظر أحدا ً كي يتعقل و يبلغ سن الرشد فهاهي ماضية في نصرها و تطهير أرضها .. فخذوا وقتكم و اضبطوا ساعاتكم الثمينة على توقيت دمشق .

بواسطة
ميشيل كلاغاصي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى