مقالات وآراء

التغير والإصلاح بمصر والدعوة التركية المستقبل الأفضل للمنطقة .. بقلم خضر خلف

إنه لأمر مزعج ومرعب لنا دائماً أن نسمع نحن العرب والمسلمين عن اهتمام أميركا وأوروبا بالكيان الصهيوني من حيث الدعم المادي والعسكري والمعنوي ..

ونحن والحمد لله كان ماضينا وعلى امتداد الوطن العربي والإسلامي مستعمرا، ورغم الاستقلال وإعلان كل من الدول العربية عن علم وراية لها وعيدا لاستقلالها ، ما زلنا نعيش حاضرنا ونبقي مستقبلنا مرهون بأيدي ذاك المستعمر المستبد ، إن تاريخ ومستقبل الوطن العربي الكبير وبقيادة هذه الأنظمة العربية الجبانة المنهزمة ، وبوجود الوضع العسكري في دولنا أصبح واضح وجلي ، وإذا تمكنا من التعمق في تحليل الدوافع والأنشطة العسكرية في دولنا كعرب ومسلمين ، نجد بان ذلك الذي يحصل يصب مباشرة لصالح وجود وفرض هيمنة إسرائيل على المنطقة ، ونحن نبقى مستهلكون للقرارات الدولية وملزمون بتنفيذها و لسنا من صانعيها ، ولن نكون يوما عنصرا ضاغط ، بل، نحن أبعد ما يكون عن هذا ، وبوجود هذه الأنظمة سوف نظل هكذا دائماً.، وعلينا أن ندرك بأنه لا يوجد شيء في الأفق يعدنا في مستقبل وغدا مشرق للمنطقة ، فإذا كنا نحن غير قادرين على حل مشاكلنا وما بيننا من خلاف كعرب ومسلمين فلن نكون ولن نكون قادرين على حماية أوطاننا وتحقيق أمننا القومي. 

نحن كشعوب وعلى امتداد الوطن العربي والإسلامي ندرك لا بل نؤمن بان مصر أم الدنيا بأهلها وشبابها وإرادة شعبها وثقافتها وحسها الوطني والقومي ، لكن للأسف نجد حزب النظام والحكم في مصر أصبح لا يستطيع الجهر صراحة بتحدي رغبة القوى الدولية في كسر طموحات شعوب المنطقة وآمالها ، فهذا الحزب تخلى عن الإصلاح السياسي والدستوري، و الاقتصادي والاجتماعي والثقافي حتى السياسة الفكرية في مصر من اجل تحقيق رغبة القوى الدولية المهيمنة على المنطقة ، وهذا بحد ذاته هو الذي أوصلنا إلى ما نحن به. 

نشعر اليوم بأننا نسير بالخطوات الأولى نحو عتبة باب التغير ، وهذه الخطوات الأولى من مصر وتركيا ، فنجد بمصر العروبة بمصر أم الدنيا هناك ولادة حراك سياسي و تحالف سياسي عريض من اجل التغير ، وان هذا التحالف الذي يضم رموز المعارضة المصرية كأيمن نور المرشح السابق للرئاسة، وجورج اسحق، القيادي البارز في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، و حمدين صباحي، وكيل مؤسسي حزب الكرامة العربية ذي التوجه الناصري والرئيس الفخري لحزب الوفد الليبرالي ورئيس كتلة الأخوان المسلمين في البرلمان المصري وغيرهم. ، هو تجسيدا لرغبة الشعب المصري بالخلاص والتغير السلمي ، وهذا بحد ذاته يعطينا الأمل نحو مستقبل الأمة ، لان مستقبل الأمة مرهون بثقل مصر بالمنطقة وعلى الساحة الدولية . 

والخطوة التركية ، أصبح لتركيا نشاط إقليمي عميق ومكثف ، قامت به الحكومة التركية في الآونة الأخيرة ،وهذا النشاط نال اهتمام خاص على الساحة الدولية ولدى الشعوب العربية . و هذا النشاط اتجه إلى تعزيز الدور التركي على المستوى الإقليمي العام وبثقل ضاغط على الساحة الدولية . على هذا الصعيد حققت تركيا مكانتها بدول الجوار و تقدما في مكانتها الإقليمية عندما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالقمة العربية إلى تحالف عربي تركي إسلامي ، يرد على محاولات المساس بمقدسات الأمة الإسلامية ويبني مستقبلا مزهرا للمسلمين ، وشن أردوغان هجوما شرسا على إسرائيل، واصفا اعتبار إسرائيل القدس عاصمة موحدة لإسرائيل بالجنون ، وإعلان وزراء إسرائيليين بأن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل هذا جنون وهذا لا يلزمنا إطلاقا، وإعلانه أن القدس هي قرة عين كل العالم الإسلامي ولا يمكن قبول اعتداء إسرائيل على القدس والأماكن الإسلامية إطلاقا ، وإنشاء 1600 وحدة سكنية في القدس أمر غير مقبول وليس له أي مبرر ، واعتبر انتهاكات إسرائيل في القدس لا تتلاءم مع القانون الدولي ولا مع القانون الإنساني، وهي لا تنتهك القانون الدولي فقط، ولكن التاريخ أيضا ، ووصف احتراق القدس يعني للجميع احتراق فلسطين واحتراق فلسطين يعني احتراق الشرق الأوسط ، ودعا أردوغان للتحالف في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية بالمنطقة أردوغان عندما قال: أن العرب والأتراك يوجدون معا في جغرافيا شهدت دماء ودموعا واحتلال، لكن هذا الوضع لن يدفعنا لليأس.. التحالف هو رد على كل داء، وبإذن الله نبني المستقبل فوق السلام ولرفاه والأمن والاستقرار، نعم وبلا أدنى شك نحن ومن خلال التغير والإصلاح بمصر ، نسير جنبا إلى جنب مع الدعوة التركية لوحدة دول الجوار المطلة على القدس من اجل التصدي للغطرسة والهيمنة و القرصنة المتفاقمة من قبل إسرائيل بالمنطقة، بذالك تزداد وتيرة الثقل العربي والتحرك السياسي الإقليمي الضاغط على إسرائيل ومن يتحالف معها ضد المنطقة . 

فإن ذلك بحد ذاته تنشط لتطوير وإعادة بناء دول الطوق التي لم يبقى ثابتا منها إلا سورية ولبنان من خلال مقاومته ، وهكذا فإن انضمام تركيا للتصدي ، وتوجه الإصلاح بمصر يعتبر هذا كسبا عربيا إسلاميا، وعلى صعيد العلاقات الإقليمية أيضا، يأمل كثيرون من العرب والمسلمين قبل المصريون أن يتعزز دور مصر الإقليمي نحو الأفضل بنتائج ايجابية تعود على الأمة بالفوائد المعنوية والسياسية. 

بواسطة
خضر خلف - كاتب فلسطيني / فلسطين المحتلة
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى