اقتصاديات

رنيم أول سائقة ميكروباص في سورية

اتسع نشاط المرأة السورية خلال الفترة الأخيرة في سوق العمل وبقوة، ليتنوع مجال نشاطها بين المطاعم والمقاهي ومحلات الألبسة، وغيرها من المهن التي دخلت فيها المرأة لتأمين متطلبات العيش.
ولكنها المرة الأولى التي تعمل فيها امرأة كسائق لميكروباص على خط باب توما ـ جرمانا، وذلك "ناتج عن احتكار الرجال لتلك المهنة منذ نشأتها" كما تقول رنيم المرأة التي كسرت القاعدة.
مشهد غير اعتيادي
تقف بسيارتها في بداية خط باب توما وتنتظر الركاب إلى جانب طابور من السيارات التي يقودها الرجال، لتراقبها العيون بدهشة وإعجاب، تقول رنيم حول ذلك: "يستغرب الركاب من رؤيتي في البداية لأنهم لا يتوقعون أن تقود بهم امرأة، فالقيادة في سورية للرجال فقط، وقد لا يشعرون بالأمان، لكن الركاب اعتادوا على رؤيتي وقيادتي الآن".
وتبدأ الرحلة مع هذه السائقة التي تجلس خلف مقود السيارة واثقة بنفسها ومحافظةً على الملابس المناسبة لعملها، حيث ترتدي بنطال أسود وسترة مليئة بالجيوب الصغيرة التي تناسب طبيعة عملها وما يتطلبه من حمل العملة المعدنية.
إصرار
يظنّ الناظر لرنيم للوهلة الأولى أن الأحداث الأخيرة وما حملته من ظروف اقتصادية سيئة هي التي دفعتها لتعمل سائق ميكروباص، ولكنها تبيّن أن لا علاقة للأحداث الجارية بعملها، إذ علقت على ذلك بقولها: "حتى لو لم يكن هناك ظروف صعبة في البلاد كنت سأعمل أي شيء لأني لست متزوجة وليس لدي أولاد، ولكن لدي أهلي وهم يحتاجون من يقف بجانبهم ولا يوجد أحد غيري بعد سفر أخوتي إلى خارج البلاد".
وعلى الرغم من عدة مصاعب واجهتها خلال عملها إلا أنها أصرت على الإستمرار، وتوضح رنيم إن سيارتها تعرضت للسرقة منذ عامين، إلا أنها تمكنت من اتسرجاعها بعد دفع فدية مالية.
ولعل قصة رنيم تفتح آفاقاً جديدةً أمام المرأة السورية التي اعتادت أن تشارك الرجل في أعماله إبتداءً من المرأة الريفية التي ترافق زوجها يومياً أثناء العمل في الزراعة، وانتهاءً برنيم التي قررت دخول هذه المهنة دون أن تضع حسباناً للصعوبات التي من الممكن أن تعترض طريقها بحكم عملها الجريء، كونه يتطلب الإحتكاك اليومي بالناس وتعليقاتهم، إضافة إلى طبيعة القيادة في الطرق وصعوبتها.

المصدر
الاقتصادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى