857 معصرة زيتون في سورية.. إدلب تستحوذ على 176 منها
يعد محصول الزيتون في محافظة إدلب محصولاً استراتيجياً لكونه يأتي في مقدمة المحاصيل الزراعية نظراً للمساحة التي يشغلها
والبالغة حتى نهاية العام الماضي 122759 هكتاراً منها 5551 هكتاراً مروياً و117208 هكتارات بعل فيما يقدر عدد الأشجار بنحو851ر13 مليون شجرة المثمر المروي منها 550890 شجرة فيما المثمر البعل 688ر11 مليوناً أما بقية الأشجار فهي دون طور الإثمار.
ولا تقتصر أهمية الزيتون على المساحة التي يشغلها وعدد الأشجار بل تتعداها إلى فرص العمل التي يوفرها موسم القطاف ورؤوس الأموال الموظفة في معاصر الزيتون المنتشرة في أرجاء المحافظة كافة فضلاً عن أنها تشكل المورد الرئيس لشريحة واسعة من أبنائها.
وقد فرضت شهرة المحافظة بزراعة اشجار الزيتون منذ القدم وجود المعاصر وانتشارها والتي تعود إلى القرون الأولى بعد الميلاد حسبما دلت الرقم والآثار المترامية في أرجاء المحافظة.
وقال الباحث التاريخي فايز قوصرة إن الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمحافظة إدلب مكنها لتكون أحد أهم المواقع في إنتاج الزيتون وإنشاء المعاصر حيث ورد ذكر الزيت والزيتون في وثائق ايبلا موضحاً أنه لا تكاد تخلو قرية أثرية في إدلب من آثار معصرة.
وأضاف أنه يوجد حي كامل للمعاصر في بلدة ديحيس الأثرية في جبل باريشا والتي كانت أحد المراكز الرئيسة في إنتاج الزيت وتصديره إلى الخارج عن طريق انطاكية ثم إلى الساحل عبر ميناء السويدية والدليل على الأهمية الاقتصادية للقرية هو بقايا المعاصر الموجودة وبقايا لـ 37 معصرة في بلدتي بشندلايا وبحيو في جبل الأعلى وأكثر من 20 معصرة في قرية قلب لوزة الشهيرة بكنيستها الأثرية.
وتابع الباحث التاريخي أن المعاصر القديمة كانت على نوعين فوق الأرض وهي الأكثر انتشاراً وتحت الأرض كما هو الحال في بلدة البارا بجبل الزاوية وباقرحا في جبل باريشا.
أما بالنسبة لواقع المعاصر وتطورها في المحافظة في الوقت الحالي فقد بين رئيس شعبة الزيتون والمشرف على لجنة أعمال المعاصر خلال موسم القطاف الدكتور زياد ملندي أنه يوجد في سورية 857 معصرة زيتون حصة المحافظة منها 176 معصرة مرخصة موزعة بين 6 معاصر ذات مكابس و170 تعمل على مبدأ الطرد المركزي حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمعصرة الواحدة ذات المكابس من 7-12 طناً يومياً مقابل 70 -90 طناً لمعاصر الطرد المركزي وغالباً ما يبدأ العمل في هذه المعاصر اعتباراً من منتصف تشرين الأول وحتى بداية شباط وقد تزيد أو تنقص حسب المناطق منوهاً بأن مدة العمل الفعلي لهذه المعاصر تزيد على 30 يوماً متواصلاً .
وأشار ملندي إلى أن جدوى الاستثمار في هذه المعاصر تعتبر عالية حيث يقدر دخل المعصرة الواحدة والتي تبلغ طاقتها 50 طناً يومياً بشكل وسطي بنحو 100 الف ليرة سورية وتوفر معاصر المحافظة أكثر من 3520 فرصة عمل خلال الموسم وتصل رؤوس الأموال المستثمرة فيها الى حوالى 344ر3 مليارات ليرة لافتاً إلى أن التكلفة الأساسية للمعصرة الواحدة تتراوح بين 17 إلى 20 مليون ليرة.
وأضاف أن إنتاج إدلب من ثمار الزيتون وصل خلال الموسم الماضي إلى 176707 أطنان منها 27741 طنا لاستعمالات الأكل والمائدة مقابل 148966 طنا تم تخصيصها لإنتاج الزيت مشيراً إلى أن معاصر إدلب أنتجت خلال الموسم الفائت 41695 طنا من زيت الزيتون حيث تصدرت منطقة ادلب قائمة الإنتاج بكمية قدرها 12470 طناً تلتها أريحا بإنتاج بلغ 8950 طناً فمنطقة حارم بإنتاج 8800 طن.
ولفت إلى أنه يتم عصر القسم الأكبر من ثمار الزيتون نتيجة زيادة الطلب على الزيت السوري لكونه يتمتع بصفات جيدة مطلوبة عالمياً وهو من المواد المهمة المعدة للتصدير وان نسبة الزيت في الثمار المعدة للعصر بلغت 22 بالمئة وهي نسبة اقل من المتوسط ويعود تدنيها نتيجة حرص غالبية المزارعين في المحافظة على عصر الثمار الأقل جودة وترك الجيد منها للتخليل.
بدوره أشار حسين ابو بكر مستثمر ومالك لمعصرتي زيتون في منطقة سلقين انه رغم جودة الزيت المنتج محلياً الا أنه يعاني من الركود وتدني الاسعار وقلة هامش الربح نتيجة ارتفاع مستلزمات الانتاج واجور اليد العاملة لافتاً إلى ضرورة إيجاد حل لمستثمري المعاصر من خلال فتح اسواق خارجية للتصدير ودعم المنتج باعتباره من المحاصيل الاستراتيجية.
