صدى الناس

حلب المظلومة

كثرت الاقاويل في الفترة السابقة عن المزايا التي كانت تتمتع بها حلب ، مما جعل البعض يستند الى هذه الاقاويل لقراءة اسباب مواقف اهل المدينة من الازمة السورية ،
و للتاريخ و للتوثيق لا بد من توضيح وضع هذه المزايا المزعومة لرفع الظلم و الحيف عن هذه المدينة المنكوبة ..

على صعيد الضرائب المالية :
———————————–
تشتهر مديرية مالية حلب بأن قوانينها و أنظمتها تختلف عن اي مالية أخرى و بأنه عندما يعطي القانون الضريبي للضريبة المفروضة هامش بحد ادنى او اعلى ، فتوضع النسبة الضريبية بحلب الاعلى دوما .
على الرغم ان مديرية مالية حلب تعد مصدر دخل هام جدا باعتبار حلب المدينة الصناعية التجارية الاولى .و يفترض ان تولى عناية خاصة .

على صعيد المناطق الصناعية :
————————————–
المنطقة الصناعية بحلب ( الشيخ نجار ) تعتبر أكبر المناطق الصناعية مساحة و اقلها مزايا وتسهيلات سواء من ناحية سداد قيمة الارض و تأمين الكهرباء و غيرها من مرافق ، و من ناحية الغرق في الروتين القاتل ،و لا تقارن تسهيلاتها بتسهيلات المنطقة الصناعية بحسيا بحمص مثلا .

على صعيد واردات الاوقاف :
———————————–
تعتبر مديرية اوقاف حلب اهم و اغنى مديرية اوقاف في سوريا و يزيد عدد عقاراتها على خمسة آلاف عقار و تذهب وارداتها الى وزارة الاوقاف بدمشق لتوزع على جوامع سورية بالكامل و لا ينفق منها الا القليل على عقارات حلب الوقفية المتهالكة .

على صعيد نسبة الموظفين :
———————————-
عدد الموظفين من أهالي حلب محدود جدا نسبة لعدد السكان مقارنة بعدد الموظفين في بقية المحافظات، علما ان رواتب بقية الموظفين السوريين ( المعروفة انتاجيتهم الوظيفة ) كانت اغلب رواتبهم تدفع من واردات الضرائب الحلبية .

على صعيد بلدية حلب :
———————————-
لم تشهد مدينة حلب اية جسور طرقية الا من سنوات قليلة و بعدد محدود جدا لا يمكن ان يقارن بمدينة دمشق مثلا .
اما واقع النظافة فيها و قلة عدد سيارات النظافة العائدة للبلدية فحدث بلا حرج .
اما تعبيد الطرقات و ازالة الحفر فكان موسميا و ووقتيا و يعاني من سوء تنفيذ شديد.

على صعيد المخطط التنظيمي للمدينة :
———————————————–
تم وضع مشروع المخطط التنظيمي لتوسع مدينة حلب بدءا من عام الف و تسعمائة و اربع و تسعين و لم يتم اقراره و العمل به حتى هذه اللحظة .
اي ما يزيد على ثمانية عشر عاما و حلب محرومة من توسع منظم مما سبب جنون اسعار الاراضي فيها و انتشار العشوائيات بشكل فطري لا يمكن تداركه .

على صعيد المركزية الادارية :
———————————-
كان الوضع عبر العقود السابقة على اي مواطن حلبي محتاج لورقة ادارية ما ، ان يتجشم عبء السفر الى دمشق و البقاء فيها ليومين او ثلاثة كي يحصل على توقيع صغير لطلب يمكن لأي موظف بسيط مفوض بحلب ان يقوم به .
الامثلة لا تعد و لا تحصى .
اما قرارات المدراء فهي مقيدة و مكبلة بموافقات الوزراء بدمشق حتى و لو بتعيين آذن في احدى الدوائر .

على صعيد القضاء :
————————-
كان تواجد محكمة النقض و المحاكم الادارية بدمشق حصرا ، مع ان اغلب قضاتها من حلب.
و يتكلف المحامين و المواطنين و حتى القضاة أعباء السفر و الاقامة الطويلة بدمشق على الرغم ان فتح فروع لهذه المحاكم بحلب امر بسيط و مجدي على كافة الاصعدة .

على صعيد الجمارك :
————————–
اشتهرت مديرية جمارك حلب دوما بتعقيداتها و روتينها الغريب لأسباب معروفة، حتى صار جميع التجار الحلبيين يخلصون بضائعهم عن طريق مديريات جمارك دمشق مما يزيد التكاليف و الاعباء و يعقد الامور التجارية .

على صعيد المطار :
—————————
كان مطار حلب في البداية لا يفرق شيئا عن محطة انطلاق باصات الهوب هوب، ثم بعد مطالبات تاريخية تم تطويره ليكون مطارا يصلح لبلدة لا مطارا لعاصمة سورية الاقتصادية، ومع ذلك حرمت العديد من شركات الطيران المهمة من الهبوط فيه ، فكان على الحلبي السفر برا لدمشق كي ينطلق منها عبر مطارها .

على صعيد المشافي الحكومية :
—————————————
لم تنعم حلب اطلاقا بمشفى حكومي معد لمعالجة امراض السرطان رغم ان شمال سوريا بكامله يصب طبيا في مدينة حلب ، و عندما تم تركيب جهاز ( المسرع الخطي ) للمعالجة الشعاعية السرطانية في مشفى الكندي بحلب لم يعمل منذ اربع سنوات لأسباب معروفة تزكم الانوف، و كان على مرضى السرطان السفر اسبوعيا او شهريا على الرغم من آلامهم المبرحة لتلقي العلاج في مشافي دمشق .

على صعيد المحافظة و ريفها و الحاجة لمحافظة ريف حلب :
——————————————————————-
نعمت دمشق بمحافظتين الاولى محافظة مدينة دمشق و الثانية محافظة ريف دمشق، و على الرغم ان حلب و ريفها تزيد مساحتها على دمشق و ريفها ، فلم تلق المطالبات التاريخية بإيجاد محافظة ريف حلب اذنا صاغية ، فكان على ساكن الريف النزول الى قلب المدينة و من مسافات بعيدة لتسيير اموره ، مما يشكل عبئا كبيرا عليه و على المدينة .

على صعيد الآثار :
————————
المعالم الأثرية في حلب كقلعة حلب و قلعة سمعان و غيرها تدر الملايين من واردات زيارة السياح و لا ينفق من هذه الواردات شيء عليها كصيانة و خدمات و مرافق فعدد حراس هذه القلاع مثلا حارس واحد لكل قلعة و تذهب الواردات لأماكن أخرى ، كما ان مبنى متحف حلب الوطني مثلا يعتبر من أسوأ المباني بتصميمه و تدفئته و تبريده و تنظيفه و المياه تغمر الطابق تحت الارض منه الذي يشكل مستودعا للآثار و تغمر هذه اللقى النفيسة أيضا .

على صعيد السياحة :
——————————-
مدينة بهذا الحجم و عدد السكان و تعداد اماكنها الاثرية كانت الفنادق المؤهلة فيها تعد على اصابع اليدين ، و غالبا ما تمر فيها الوفود السياحية دون اقامة ، اما حول المناطق السياحية و الاثرية فلا خدمات سياحية اطلاقا .

على صعيد المكتبات العامة و مراكز التوثيق :
—————————————————
المكتبة العامة الرئيسية للمدينة هي المكتبة الوطنية التي بنيت في الخمسينات و لا يوجد فيها سوى كومبيوتر واحد و موجوداتها من كتب نفيسة يغمرها الاهمال و الغبار، ووضع حجر اساس لمكتبة عامة حديثة لم يتجاوز الانجاز فيها لوحة الفلكس .
اما مراكز التوثيق و حفظ الوثائق فغير موجودة اطلاقا ، و تم نقل جميع مخطوطات المدينة الاثرية الى مكتبة دمشق مما حرم باحثي المدينة من الوصول لمخطوطاتها ووثائقها .

على صعيد جامعة حلب :
——————————-
ان الموازنة التي ترصد لجامعة حلب نسبةً لحجمها و عدد طلابها تساوي الموازنة المرصودة لجامعات المحافظات الاخرى تقل عنها حجما و عددا ، و غالبا ما تعود الموازنة دون انفاق كامل .

الأصعدة كثيرة و كلها بذات الوضع و الإطالة لا فائدة منها ..

حلب كانت مظلومة و بقيت مظلومة ، ظلمها الجميع و لم يرحموها ، بل شمت فيها البعض على الرغم مما مرت و تمر به .

بواسطة
المحامي علاء السيد
المصدر
صفحته الشخصية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى