اقتصاديات

دخان اللف ملاذ السوريين بعد ارتفاع أسعار الأجنبي

أشار تقرير لمجلة “الاقتصادي” أن “ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ارتفعت أسعار جميع المنتجات التي ارتبطت به وخاصة المستوردة منها وبنسبة أكبر مما خسرته الليرة السورية أمام الدولار،
ومن ضمن هذه المنتجات كانت علب السجائر، الأكثر استهلاكاً وبشكل يومي كمادة مهربة أو مستوردة من مصدر أجنبي، وهذا ما دفع العديد من المدخنين لابتكار بدائل أقل كلفةً اقتصادية، في ظل سوء الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار الفاحش".
ونتيجة لذلك لجأت نسبة كبيرة من المدخنين إلى التبغ العربي أو ما يسمى في سورية "دخان اللف"، ورغم ارتفاع سعر الكيلو الذي يكفي المدخن لأكثر من شهر، من 600 ليرة سورية سابقاً، إلى 1200 ليرة حالياً، إلا أنه شكل الملاذ الاقتصادي الوحيد أمام آلاف عشرات الآلاف من مدمني التبغ ذوي الدخل المحدود.
وتكلف السجائر الجاهزة سواء كانت محلية الصنع أو أجنبية المصدر شهرياً، أكثر من 3500 ليرة سورية كمبلغ وسطي، كما قال بعض المدخنين، وهذا ما أدى إلى انتعاش "دخان اللف" مع تجارتها مؤخراً وخاصة بين أصحاب الدخل المتدني، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتتوزع زراعة التبغ في سوريا على الساحل السوري بشكل عام، وفي اللاذقية وسهل الغاب خاصة، ويقوم بعض التجار أو المستهلكين المباشرين للمادة حالياً في ظل الظروف الصعبة بطلب من سائقي الشحن أو أصدقاء لهم في هذه المناطق، بإحضار كميات كبيرة منها لتكفي حاجتهم لفترات طويلة.
كما انتشرت بسطات بيع الدخان العربي بشكل كبير في الأسواق، مع علبها وأوراقها الخاصة، وأدوات تحضيرها بأشكال وأنواع مختلفة.
ويعد هذا المحصول من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي تساهم في رفع مستوى الحياة الاجتماعية في سورية، و زيادة معدل النمو الاقتصادي، بحسب العديد من الأبحاث الاقتصادية.
وبحسب إحدى الدراسات التي صدرت عام 2009، يعادل صافي الربح السنوي المحقق في الدونم الواحد من نوع تبغ الفرجينيا ( 10518.7 ) ليرة سورية, ومن نوع شك البنت ( 7795.8 ) ل.س، وبلغ معامل الربحية بالقياس إلى رأس المال المستثمر من الفرجينيا ( 1.98% ), ومن شك البنت(2.44%), وبلغ بالقياس إلى تكاليف الإنتاج من الفرجينيا (49.10% ), ومن شك البنت(54.28 %).
وقد ارتفعت في الآونة الأخيرة أسعار علب السجائر الأجنبية بصنفيها (المهرب والغوتة)، أكثر من ضعف سعرها لبعض الأصناف، وضعفها للبعض الآخر، وهي حتى اللحظة مازالت ترتفع وتنخفض بين اليوم والآخر بنسب معينة مرافقةً لأسعارصرف الدولار.
كما لم تسلم من لهيب ارتفاع الأسعار أيضاً، فعلبة السجائر التي كانت تباع بـ35 ليرة سورية، أصبحت بسعر 85 إلى 95 ليرة سورية (علبة سجائر الحمراء الطويلة)، في حين وصل سعر علبة السجائر المهربة التي كانت تباع بـ40 ليرة سورية إلى 90 أو 95 ليرة، بينما وصل سعر علبة السجائر "الغوتة" التي كانت تباع بـ60 أو 65، إلى أكثر من 120 ليرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى