اقتصاديات

منتدى التعاون الصيني العربي يختتم أعماله..إقامة علاقات تعاون استراتيجية

وافقت الصين والدول العربية على رفع علاقاتها إلى مستوى استراتيجي وتنفيذ خطة عمل لتعميق التعاون في العامين المقبلين وذلك في الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي اختتم اليوم في مدينة تيانغين.
وقال يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحفي بعد الاجتماع ان المنتدى كان علامة فارقة فى تاريخ العلاقات بين الصين و الدول العربية مضيفا ان العلاقات الاستراتيجية الشاملة سوف تعزز العلاقات فى كلا الجانبين وتحقق المنفعة لشعوب الجانبين.

من جهته قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن الاجتماع كان ناجحا وان خطة العمل 2010 إلى 2012 أكدت على التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم والاعلام مشيرا إلى أن قيمة التجارة الثنائية الصينية العربية 2009 تجاوزت 100 مليار دولار رغم حدوث الأزمة المالية.

ودعا موسى الصين للمساهمة بشكل فاعل فى عملية السلام معربا عن أمله في انضمام الصين إلى اللجنة الرباعية الدولية لممارسة دورها فى عملية السلام فى المنطقة. وأشار موسى إلى عدد من المقترحات التي تستهدف مجالات جديدة للتعاون تشمل تعزيز بناء المنتدى العربى الصينى والحفاظ على آليات التعاون القائمة وتطويرها وتوسيع التعاون فى مجال العلوم والتكنولوجيا والتعاون وتبادل الخبرات في المجال الصحي وتوسيع التعاون فى مجال السياحة ودفع التعاون فى مجال تنمية الموارد البشرية.

ودعت الأطراف فى بيان "تيانغين" إلى بناء عالم متناغم مع سلام دائم ورخاء مشترك ومعالجة النزاعات الدولية والاقليمية عن طريق القنوات السياسية والدبلوماسية ومعارضة كافة اشكال الارهاب والانفصال والتطرف.

من جهته قال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي انه ابتداء من عام 2008 اصبحت الصين ثانى اكبر مستورد وثالث أكبر سوق للسعودية مضيفا ان قيمة التجارة الثنائية بلغت عام 2009 حوالى 41 مليار دولار بزياد الضعفين عما كان فى عام 2006 مشيرا إلى اتفاق الجانبين على زيادة القيمة التجارية بينهما إلى 60 مليار دولار بحلول 2015 .

وجدد وزير الخارجية السعودى التأكيد على الموقف العربي الداعي لجعل منطقة الشرق الأوسط برمتها منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل. وأشار الفيصل إلى أن السعودية تؤيد جهود مجموعة "خمسة زائد واحد" لإيجاد حل سلمي لبرنامج ايران النووي وكفالة حق جميع دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال الفيصل إن الاجتماع الحالي لمنتدى التعاون العربي الصيني يجسد الرغبة والإرادة الجماعية لبناء علاقات تعاون وشراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون في سبيل خدمة السلام والأمن الدوليين.

من جانبه دعا وزير الخارجية الاردني ناصر جودة إلى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وللصراع العربى الاسرائيلي وقال ان ذلك يشكل التحدى الاكبر لعالمنا العربي ويمثل السبب المباشر الذي يحول دون تسخير طاقات وامكانيات الشعوب العربية نحو المزيد من المساهمة الفاعلة في الحضارة الانسانية. واشار جودة فى كلمته أمام المنتدى إلى استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالعمل على تغيير الواقع الديمغرافي للقدس المحتلة من خلال سياساتها الاستيطانية وتغيير معالم مدينة القدس وهدم المنازل وتهجير السكان والقيام بالحفريات حول وتحت الأماكن المقدسة. وقال جودة ان الصين تتمتع بعلاقات متجذرة مع دول الوطن العربي وانه كان للصين ولا يزال دور فى دعم جهود عملية السلام بصفتها طرفا دوليا يحظى بالاحترام والتقدير.

وقال محمود محيي الدين وزير الاستثمار المصري ان قيمة التجارة الثنائية بين مصر والصين بلغت 24ر6 مليارات دولار 2009 بزيادة أكثر من 9 أضعاف عن 1ر6 مليارات دولار قبل عشر سنوات مشيرا الى ان عدد الشركات الصينية المسجلة في مصر بلغ 1022 شركة بقيمة استثمارية بلغت 307 ملايين دولار فى مجالات البناء والخدمات والتصنيع والاتصالات السلكية واللاسلكية وتداول السلع.

وقال مسؤول من معهد بحوث الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي لدراسات اللغات الاجنبية إن علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة بين الجانبين الصيني والعربي تتجه للتطور في كافة المجالات مضيفا انه بعد الأزمة المالية لعب الارتقاء الصيني العربي للتعاون الاستراتيجى دورا مهما للغاية في إعادة إقامة النظام الدولي.

وبحسب الاحصائية الصادرة عن اللجنة التجارية لحكومة تيانغين فان التعاون بين الجانبين يشهد اتجاها جيدا في مجالات التجارة والاستثمار ومقاولة المشاريع مشيرة إلى أن قيمة التجارة بين المدينة والدول العربية بلغت 54ر1 مليار دولار 2009 .

واظهرت الاحصائية أن قيمة صادرات تيانغين إلى الدول العربية بلغت 31ر1 مليار دولار وتحتل المنتجات الميكانيكية والكهربائية والمنتجات الفولاذية والحديدية جزءا رئيسيا من جميع البضائع المصدرة بينما بلغت قيمة وارداتها من الدول العربية 230 مليون دولار بينما تمثلت أهم وارداتها في المنتجات المعدنية والمنتجات الكيماوية والمنتجات البلاستيكية وغيرها.

واظهرت الاحصاءات ان تيانغين تستثمر حاليا فى نحو 60 مصنعا في الدول العربية بقيمة 150 مليون دولار.

وفى المقابل أظهرت الدول العربية اهتماما بالاستثمار في تيانغين اذ بلغ عدد المشاريع باستثمارات الدول العربية في المدينة 51 مشروعا حتى الآن وبلغت قيمة الاستثمارات الاجنبية التعاقدية 500 مليون دولار.

وفى مجال مقاولة المشاريع وقعت تيانغين والدول العربية عقودا في مجال خدمات العمل بقيمة 06ر2 مليار دولار حققت 3ر1 مليار دولار من قيمتها كما ارسلت تيانغين نحو عشرة آلاف عامل إلى الدول العربية ما يحقق التعاون المزدوج في مجالات انتاج الاسمنت وبناء البنية التحتية.

حضر الاجتماع الذى استمر يومين في تيانغين اكبر ميناء بشمال الصين تحت عنوان "تعميق التعاون الشامل من أجل التنمية المشتركة" وفود من الصين و22 دولة عربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى