مقالات وآراء

كتب فريد ميليش .. نفاق العربان

فتح العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الباب على مصراعيه أمام العديد من التساؤلات التي يطرحها الشارع العربي حيال ما يمكن أن يتخذه العربان من مواقف جريئة تفضي إلى
 وقف هذا العدوان المدعوم أمريكياً وأوروبياً.

لكن الواضح أن هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة فضح نفاق العربان وادعاءهم بدعم الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم في مواجهة إسرائيل بدليل أن مواقفهم لم تخرج من نطاق الشجب والإدانة والتباكي على الشعب الفلسطيني الأعزل الذي استباحته آلة الحرب الإسرائيلية على مرأى ومسمع العالم كله.

أيام على العدوان انقضت وعشرات الشهداء والجرحى سقطوا ولم تجرؤ حكومة عربية واحدة على مطالبة مجلس الأمن إلزام إسرائيل وتحت الفصل السابع بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي أو أن تدعو علناً إلى مد المقاومة الوطنية الفلسطينية بالمال والسلاح، أو تهدد بإلغاء الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع الكيان الصهيوني ووقف تدفق النفط والغاز إلى أسواق الدول الغربية، كل ما تفتقت عنه "رجولة العربان" هو إعادة النظر في ما يسمى مبادرة السلام التي داستها إسرائيل منذ إطلاقها عام 2002 وظلت حبراً على ورق طيلة العشر سنوات الماضية.

العربان لن يطالبوا بتسليح الفلسطينيين إذا ما استمرت إسرائيل في عدوانها على القطاع المحاصر للدفاع عن أنفسهم كما فعلوا في تسليح الإرهابيين الذين يسفكون الدم السوري على امتداد أكثر من عشرين شهراً، ولن يجرؤوا على أكثر من الشجب والإدانة واللطم ولن يرتفع سقف مطالبهم أكثر من ذلك لأنهم وببساطة مرتبطون بالسيد الأمريكي الذي لن يسمح لهم بغير إطلاق الشعارات الطنانة والإدانات الرنانة وهم يعلمون أن دورهم يقتصر عند هذا الحد خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فالأخيرة تدرك تماماً أن العربان لا حول لهم ولا قوة لذلك تتمادى في عدوانها الوحشي.

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى