مقالات وآراء

الادارة الاميركية بدأت تستعد للانتخابات الرئاسية السورية

الولايات المتحدة الاميركية توعز الى دول الاتحاد الاوروبي بفتح قنوات مع فئات من اطياف الشعب السوري المحايدين و الذين هم لا مع النظام و لا مع المعارضة و يشكلون الاغلبية الساحقة من الشعب السوري و ذلك تمهيدا للانتخابات الرئاسية السورية عام 2014
و ذلك ايضاً بعد ان ايقنت الادارة الاميركية ان المجلس الوطني سيئ السمعة يجب حرقه كورقة اثبتت فشلها في تحقيق مخطط تقسيم سوريا و تنصيب الاخوان المسلمين في الحكم واثبت كل من في مجلس اسطنبول ان رصيدهم على الارض السورية يعادل صفر لا بل هم اغبى من تعاملت معهم الادارة الاميركية مقارنة مع معارضات من دول اخرى كما وصفهم احد مستشاري هيلاري كلينتون
كذلك تبين للادارة الامريكية و مراكز ابحاثها ان لا المعارضة السورية الداخلية و لا الخارجية لها حضور شعبي او تلقى اي دعم من السوريين و لا يوجد بينها اي شخصية يمكن ان تنافس الرئيس السوري في الانتخابات القادمة و التي اقتنعت دائرة القرار الاميركي انها اخر فرصة للاطاحة بالرئيس الاسد الذي اعياهم و لم يستطيعوا اسقاطه لا بالثورة و لا عن طريق السلاح و لا يمكن ارسال قوات الناتو لتلك المنطقة و الا اندلعت حرب عالمية ثالثة و هذا ما ابلغت به روسيا قرينتها اميركا مؤخراً
هذا الامر يقلق المسؤولين الامريكيين و مستشاريي الادارة الاميركية و السعودية و قطر و الاخوان المسلمين في مصر و يعد كابوسا لاسرائيل مع تعاظم القوة العسكرية الايرانية حليفة سوريا الاولى خاصة بعد ان ايقنوا ايضا ان المعارضة المسلحة و المجموعات الارهابية تلقت ضربات موجعة من الجيش العربي السوري و باتت تتبع سياسة الارض المحروقة في حلب انتقاما من مواطني المدينة الذين اغلقوا الابواب في وجه المحموعات المسلحة و لم تنفع معهم سياسة الترغيب و لا الترهيب التي اوصتهم الادارة الاميركية و مخابرات السي اي ايه باستعمالها مع المواطنين لعل اي منها ينجح في ثنيهم عن دعم الجيش النظامي و لكن الوقائع اثبتت للادارة الاميركية ان معركة حلب ان طالت اكثر فهي ستقلب حتى المعارض العادي الى مؤيد للرئيس الاسد و قد يصوت له في انتخابات 2014 وتنصح المراكز الاستشارية الادارة الاميركية ان الضغط على حلب قد بلغ ذروته بعد حصار المدينة لاكثر من 18 شهراً لذلك فإن خسارة المعارضين فيها لصالح الرئيس الاسد يشكل خطأ كبير لا يمكن تجنب عواقبه لأن تصويت 3 فقط ملايين مواطن من حلب ذات الاغلبية السنية لصالح الرئيس الاسد الى جانب مؤيده الباقين في سوريا و البلغ عددهم 3 ملايين في اقل تقدير و حسب مراكز الابحاث الاستراتيجية في اميركا و اوروبا يعني ان لا حظ لاي منافس او مرشح أخر في حال تمت صناعته في اللحظات الاخيرة و لذلك يجب الاستعداد منذ الان لانتخابات 2014
اضاف المصدر الديبلوماسي ان تلك اللجان التي تم تشكيلها و يتم اعدادها ستتولى مهمة فتح القنوات مع فئات من الشعب السوري او ما يسمى بالاكثرية الصامتة ستعمل اولا على الاستماع لها و دراسة طلباتها و رغباتها و من ثم اقناعها ان اوروبا و اميركا و دول الخليج على استعداد لفتح ابواب المساعدة في اعادة بناء ما تهدم من سوريا و رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا مؤخراً و اقناع الشعب السوري ان الرئيس السوري هو سبب كل معاناتها و ما دام هو باق في الحكم فالعقوبات ستشتد و اقناعهم ان الصين و روسيا هما حلفاء للنظام و ليس للشعب السوري
واضاف الديبلوماسي ان السيد فراس طلاس قام بعرض هام على المخابرات الفرنسية بوساطة برنارد هنري ليفي يتعلق بتعهده بفتح قنوات مع فئات داخلية مرتبطة به و بناء رصيد شعبي عن طريق ضخ ملايين الدولارات تحت مسمى"مساعدات انسانية" و ذلك تمهيداً لقيام اخيه المنشق مناف طلاس بترشيح نفسه لرئاسة سوريا في انتخابات 2014 بعد ايجاد قاعدة شعبية له من المؤيدين عن طريق شراء الاصوات و تجنيد عدد من المثقفين الذين لا يزالون يحومون حول عائلة طلاس طمعاً في الحصول على اموال منهم و يستطيع فراس طلاس كما وعد ان يجندهم لصالح هذه هذه القضية فقط ان وعدت الادارة الاميركية بتعويضه في المستقبل عن طريق ضمان حصة له في اية مشاريع تتعلق باستخراج الغاز السوري و قد قام فراس طلاس بالاجتماع مع شركات فرنسية يهودية و شركات اميركية قطرية بوساطة احد رجال الاعمال اليهود في فرنسا من اصدقاء العائلة ليقنعهم انه الرجل المناسب لأية استثمارات لهم في قطاع النفط و الغاز و الذي تعوم سوريا فوق بحور منه و تنتظر من يستخرجها الا ان الادارة
الا ان الادارة الاميركية ردت سراً دون اطلاع طلاس بعدم ترحبيها بالفكرة و اعتبرت ان كل آل طلاس مجرد اوراق محروقة تثير غضب الشعب السوري و مقته و تذكّر السوريين بفساد رجال النظام الذين ارهقوهم على مدى نصف قرن و ان لا مكان لمثل هؤلاء كىل طلاس و الخدام في اي تسوية او حكومة قادمة . اميركا بدأت بالتحضير للانتخابات الرئاسية السورية القادمة
و يبقى السؤال الاهم ماذا يحضر الرئيس بشار الاسد ابن داهية العرب الراحل حافظ الاسد احد اعظم قادة العالم في القرن العشرين باعتراف اعداءه قبل اصدقاءه للانتخابات القادمة في سوريا و ما سيكون موقف الشعب السوري من رئيس بلادهم الذي عجزت اقوى دول العالم مجتمعة على الاطاحة به

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى