سياسية

قنبلة مدوية تفجرها الصحافة اليوم…

… عماد مغنية أعد خططاً مسبقة للمقاومة الفلسطينية فاجأت إسرائيل في غزة.. وتفاصيل تنسيق مبارك مع القيادة الإسرائيلية في تنفيذ العدوان على القطاع
نشرت تقارير صحفية لبنانية مقربة من حزب الله اليوم السبت معلومات عن تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصفها محللون بالـ "قنبلة المدوية" أوجزت عناوينها في الآتي "عماد مغنية أعد خططاً مسبقة للمقاومة الفلسطينية حمتهم من نيران إسرائيل وأفشلت المرحلة الأولى من عدوانها"، "الرئيس المصري حسني مبارك كان على علم مسبق بنية إسرائيل في تنفيذ عدوانها على القطاع"، "إسرائيل مصدومة بالنتائج وتؤرّقها المراوحة البريّة"، وفي تفاصيل الخبر نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادرها أن وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني صارحت الرئيس المصري حسني مبارك ومساعديه بأن ما تنوي إسرائيل القيام بعدوان في غزة سيكون على شكل عقاب خاطف؛ "سوف يطيح «حماس» خارج الملعب ويفتح الطريق أمام عودة محمود عباس ورجاله"، وبحسب الصحيفة فإن الإسرائيليين قالوا في المداولات الأمنية والعسكرية، للمصريين إن العملية العسكرية ستأخذ شكلاً قاسياً ولكن سريعاً جداً؛ وبأنها سوف تكون هناك عملية جويّة تقضي على كل البنى التحتية وتكسر الهرمية القيادية وتخطف أرواح غالبية القادة السياسيين وكوادر المقاومة العسكريين؛ وأنه بعد يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير، ستتقدم القوات البرية بسرعة نحو عمق القطاع، وتجهز على ما يبقى من جيوب، وتعود بعدها مع قوافل من المعتقلين، بينما يتقدم الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية لسلطة محمود عباس نحو تسلّم القطاع، وتؤكد الصحيفة انه عقب هذه المداولات "سارع حاكم مصر الى استدعاء من يمكن أن يؤدوا دوراً في اليوم التالي؛ حيث عاد الأمنيون يبحثون في تركيب الوضع في القطاع من دون تسليمه كاملاً إلى محمود عباس. وفجأة، ارتفع سعر محمد دحلان وجماعته".

مغنية يظهر لإسرائيل من جديد

الصحيفة اللبنانية كشفت انه قبل أيام من انطلاق العدوان، كان قادة «حماس» من السياسيين والعسكريين ومعهم قادة الفصائل الأخرى اختفوا عن مراكز المراقبة التقليدية، مشيرةً إلى "خطة إخلاء مُحكمة نفذت بهدوء وصمت"؛ وأنه عندما أغار الطيران المعادي، أصاب 150 هدفاً مفترضاً تبيّن أنها كانت خالية وقتل من كان بقربها من مدنيين. وعدا عن مجزرة الشرطة فإن الضربة الأولى لم تحقق أياً من أهدافها، بحسب الصحيفة.

صحيفة الأخبار فسرت ما حدث كاشفةً انه لم يكن وقت طويل مرّ على هزيمة إسرائيل في لبنان، حتى كان الشهيد عماد مغنية يعيش هاجس نقل التجربة الى فلسطين، وسارع الى عقد سلسلة من الاجتماعات التي لم تتوقف حتى عشية استشهاده، وهو يتابع ما يعتبره "حلمه الأكبر"، مشيرةً أن الحاج رضوان قال لرفاقه الفلسطينيين "إن شبكة الاتصالات تمثّل سلاحاً استراتيجيّاً، ومعها سلاح الأماكن الخاصة"، وعليه وخلال وضعت الخطط خلال وقت قصير، وسافر العشرات من كوادر المقاومة الفلسطينية إلى حيث أتيح لهم الاطلاع على تفاصيل كثيرة، واستفادوا من خبرات كبيرة، وتضيف الصحيفة أنه خلال أقل من سنة، كانت غزة أمام واقع ميداني يختلف عمّا ساد هذه المناطق لعقود خلت، موضحةً أن الهرمية العسكرية لقوى المقاومة، سيما لـ«حماس»، أخذت شكلاً مختلفاً. وأخذت بالاعتبار حرباً إسرائيلية من نوع مجنون كالذي يحصل الآن، كما جرت مناقشة الأمور كلها، بما في ذلك طريقة حماية المخزون المتعاظم من القدرات القتالية، وكيفية إبقاء طرق الإمداد قائمة، وكيفية حفظ التواصل بين المجموعات كلها، وينقل عن الشهيد مغنية قوله إن «الفلسطينيين يثبتون يوماً بعد يوم أنهم الشعب الجبار الذي بمقدوره تحمل كل الصعاب، وأن طريقة تحويل باطن الأرض حول القطاع وداخله إلى مدن قائمة يشير إلى أنه إذا توافرت لهم الإرادة والقيادة فسيحققون ما عجز عنه السابقون».

الصحيفة اللبنانية كشفت ان المقاومة الفسلطينية استعادت الإمساك بالوضع بعد يومين من العدوان على غزة، وأشارت صحيفة الأخبار انه عندما توالى سقوط الصواريخ على جنوب القطاع وشرقه وشماله، اكتشف الاسرائيليون أن هناك فشلاً استخبارياً قد وقع، وأن هناك ما يشبه الأيام الأولى لحرب لبنان في تموز عام 2006.

وبعد مرور أسبوع على العدوان، كان النشاط البري ينحصر في ما سمّاه الاسرائيليون «المرحلة الثانية»، التي تقضي بتقطيع أوصال القطاع واحتلال كل المناطق المفتوحة التي يفترض أنها مراكز للوحدات المكلفة إطلاق الصواريخ. ودخل المئات من جنود الاحتلال، وهم يحسبون أن الحرب على وشك الانتهاء، إذ إن المقاتلين اختفوا، ولكن سرعان ما عادوا الى الظهور، وصاروا يطاردون قوات الاحتلال، نوهت الصحيفة أن الذي حصل هو الدرس الثاني والأهم من حرب تموز، الذي يقضي بوضع كل الخطط التي تجعل وحدات المقاومة مسؤولة عن قطاعات محددة، ولكل مجموعة تجهيزاتها الكاملة ومؤنها وخططها للعمل، وبالتالي فإن الحلقة المركزية لا تتطلب عمليات نقل للقوات أو عمليات إمداد ذات طابع تقليدي. وانعكس ذلك قدرة على المناورة في المناطق التي تحركت فيها قوات الاحتلال، وأخذ بعداً إضافيّاً في الأماكن الاخرى، حيث يفترض الاسرائيليون أنهم سينطلقون باتجاهها إذا قرروا الدخول في المرحلة الثالثة من العملية العسكرية.

صواريخ المقاومة الفلسطينية وتكتيكها

أما حول العناصر الإضافية لاستعداد المقاومة فتمثلت في توفير مخزون صاروخي لدى المقاومة يكفي لتحمّل الصعاب لوقت طويل، ويُوزّع بطريقة تمنع تعرضه للتعطيل، حتى لو نجحت قوات الاحتلال الإسرائيلي في احتلال أمكنة كثيرة من القطاع. ورُبطت آلية العمل بوتيرة تحفظ سقوط الصواريخ، ومن أمداء مختلفة، وذلك لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور، وهي المدة التي يفترض بالمقاومة أن تحولها إلى حرب استنزاف كاملة إذا ما قررت إسرائيل البقاء في حالة العدوان وتوسعت في احتلال مناطق اضافية من القطاع، وتؤكد الصحيفة أن

عنصر المفاجأة الإضافي تمثّل في كميات الأسلحة ونوعيتها وعدد الصواريخ التي أدخلت الى القطاع.

الموقف المصري المستجد :

كشفت صحيفة الأخبار انه عندما شعر الرئيس المصري، حسني مبارك، بأن ما تحدّث عنه الإسرائيليون لم يتحقّق جديّاً، وبعد مرور أكثر من أسبوع على اندلاع المعارك، رُتب اجتماع عاجل في طابا بين كبار المسؤولين الامنيين في مصر وإسرائيل، كان الجانب الاسرائيلي يقول صراحة إن الحملة الجوية لم تحقق هدف إطاحة قيادة «حماس» السياسية والعسكرية، وإن ما يجري على الأرض يظهر قدرات خاصة عند مقاومي «حماس»، لكن الأهم بالنسبة لهؤلاء هو الإشارة إلى أن المخزون الصاروخي لا يشبه البتة ما كان ينقل إليهم من تقارير يعدّها عملاء، وبعضها أتى من ضباط في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أو نقلتها الولايات المتحدة وعواصم غربية من خلال آلية التعاون غير المباشر مع أجهزة أمنية عربية.

وركز الاسرائيليون في الاجتماع المذكور على مسؤولية مصر في عدم ضبط الحدود بصورة جدية، ما دفع الضباط المصريين الى الحديث عن إنجازات في تدمير مئات الأنفاق واعتقال العشرات من المواطنين في جنوب سيناء، وعن تبديل ظل متواصلاً للفريق الأمني والعسكري العامل هناك، وصولاً الى الحديث عن أن التهريب يتم عبر البحر لا عبر الحدود البرية.

الصحيفة أوضحت أنه في المداولات الجدية التي اعقبت ذلك مع الفرنسيين والمصريين والألمان، فإن اسرائيل قالت صراحة انها لا تريد تسوية تسمح لـ«حماس» بتكرار تجربة حزب الله وأن يتاح لها الاحتفاظ بنفوذ كامل داخل القطاع وأن تعيد مراكمة قوتها العسكرية، وأوجز المحلّلون في إسرائيل ما يجري الآن بالآتي: «يريدون تسوية مع مصر وبرعاية أميركية لضمان عدم مراكمة «حماس» قوتها. وفكرة تأخير التصويت في الأمم المتحدة هدفت إلى محاولة إقناع مصر بتولّي الأمر. لكن يبدو أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطاً كافياً في هذا الاتجاه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى