مقالات وآراء

مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية الالكترونية

وفرت المواقع من إعلامية وتواصل اجتماعي إلكتروني الكثير من متطلبات الناس في كافة أصقاع الأرض. وباتت هذه المواقع والشبكات تتحكم بمشاعر وأهواء وعواطف الكثير من مستخدميها وروداها ومدمنيها.
وبات تسهم أيضاً في تشكيل وعي وآراء ومواقف الكثير من الناس. وحتى في اتخاذهم لقراراتهم في كثير من المجالات. وبذلك باتت هذه الشبكات والمواقع سكاكين حادة ذو حدين قد تتسبب بالكثير من الأضرار. وبعض جروحها قاتلة إن لم يحسن الانسان استخدامها, أو ترك لنفسه مطلق الحرية كي تستخدمها كما تشاء. ففئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (15_29 عام) تستحوذ على نسبة تزيد عن 70% من مستخدمي الفيسبوك. مع العلم أن عدد مستخدمي الفيسبوك يتجاوز ال 800مليون. واذا ما أضفنا باقي المواقع كجوجل و تويتر والياهو والهوتميل والسكاي وغيرهم من باقي المواقع, إضافة إلى الفضائيات والمواقع الإلكترونية من سياسية ودينية واجتماعية وأدبية وفنية ورياضية وغيرها, فسنجد أن العدد قد يصل إلى 3 مليار. ونتمنى من المشرفين عليها, ومستخدميها, أن ينتبهوا لأمور تسيء لله والدين والاخلاق والعباد. ومن هذه الأمور:
· بث الدعايات الرمادية أو السوداء. وترويج الاشاعات المغرضة ,وترويج الاكاذيب, وإيقاد نار الفتن.
· تضليل الانسان أو الرأي العام في بعض الأمور لتحقيق اهداف مريضة, أو لإشباع نزوات وأحقاد.
· إيهام أو إقناع مستخدميها ومتابعيها وجمهورها بالاكتفاء بما تبثه من معلومات. ومنعهم من تشكيل المعرفة. لأن هذا الأسلوب يدمر البنى الاجتماعية والأوطان ولا يستفيد منه سوى أعداء الله.
· ترك مطلق الحرية للسان ليمارس الغيبة والنميمة تحت العديد من الأسباب والذرائع والمسميات.
· الاستهتار بقواعد اللغة فيما ينشر من مقالات أو آراء و ملاحظات, أو تعليقات تعقيبات.
· تشجيع التنابذ بالألقاب, وإطلاق الشتائم والسباب, والنيل من كرامة وشخصية أي عبد من عباد الله.
· تغليب منطق العداوة والبغضاء والشجار والعراك, على منطق المحبة والحوار والتعاون والاحسان.
· تغليب منطق المشاحنات السياسية والاجتماعية والحروب الطائفية والمذهبية في كل زمان ومكان.
· استخدام ألفاظ نابية, أو اعتماد أسلوب التجريح والاهانة التي لا تقرها القوانين والشرائع والأخلاق.
· تغليب منطق العدوان والتخوين والافتراء والتخويف والتهديد والارهاب على منطق البناء والاصلاح.
· التلاعب بنقل الحوادث والأخبار من خلال انتقاء ما يلائم البعض من بعض الكلام بعد طمسه لباقي الكلام .ناسياً أو متناسياً أن هذا التلاعب أنما هو كفر ونفاق وضلال. وهو بهذا الأسلوب أشبه بمن يستشهد بجزء من آية تقول ولا تقربوا الصلاة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا .(سورة النساء_ الآية 43).فهذا الاجتزاء كفر وحرام بشرع الله.
· تصنيف أي شعب على أنه عبارة عن ثلاثة طبقات: أقلية تثير الحوادث, وعدد يراقب حدوثها, وأغلبية كبرى لا تدري شيئا عما يحدث. وذلك بهدف تضليل هذه الأغلبية ,ودفعها للقيام بأفعال تضر بقيم وأديان وتراث ومستقبل وأمن وسلامة ووحدة وتعايش هذه الدول والشعوب والمجتمعات.
· ظن واعتقاد بعض رجال الإعلام, بأن الإعلامي أو الصحفي إنما هو ملك متوج , عمله تسجيل أقوال السياسيين بخط أحمر وحثهم على قدح بعضهن بعضاً لتسلية الجمهور. متناسون أن نابليون بونابرت كان يقول عن الصحافة التي كانت هي واسطة الاعلام الوحيدة في ذاك الزمان: الصحافة ركن من أعظم الأركان التي تشيد عليها دعائم الحضارة. فالإعلامي يجب أن يلتزم بمهنية وأخلاقية الاعلام, وأن واجبه هو النقل بوضوح وأمانة وشفافية. وبدون كذب ودجل وتضليل ونفاق ومكر وخداع.
· توظيف الازمات, أو المآسي أو النكبات أو الاحداث إلى برامج للتسلية, للنيل من شخصيات وبلاد.
· تعاطي الإعلامي مع ضيوفه أو مستمعيه بأسلوب استعلائي وفوقي قوامه السخرية والاستهزاء.
· افتقار الإعلامي لآداب اللياقة واللباقة وملكة احترام الأخر والذات. وهذا مصيبة وكارثة على الاعلام.
· ومقاطعة الاعلامي أو المذيع لضيفه أو ضيوفه, ورفع نبرة صوته كي تكون أعلى من صوت ضيفه أو محاوره او أصوات ضيوفه, يتنافى وأبسط مهنية الاعلام ,ويتناقض وأبسط قواعد التربية والأخلاق.
· وانتهاج الإعلامي دور شرطي أو رجل أمن أو محقق أو قاضي من خلال تصرفاته بالتهويل والزعيق والصراخ إنما هو أسلوب من يعاني من الكثير من الأمراض النفسية والعقلية .أو وصل الاستخفاف به إلى اعتبار ضيوفه ثيران ,وأن دوره يتلخص في الاستديو بتقديم عرض من مباريات ثيران.
· وتجهم وجه الإعلامي, أو رسم بعض التعابير الماكرة والمزيفة على محياه نوع من النفاق والخداع.
· وفبركة الحوادث والصور والأخبار ,أو تزييف بعضها ,أسلوب شرير وارهابي ومجرم وعدو لله.
· وأحادية الطرح ,وتعاون الإعلامي أو بعض هذه الوسائط والمواقع مع بعض أجهزة الاستخبارات, أو مع بعض الحكام والامراء, أو مع بعض مؤسسات العهر, أموراً يأباها منطق الاعلام وثقافة الاعلام.
· وتشويه الحدث أو الموضوع أو الأحداث أو الحقائق والوقائع, أو محاولة طمسها ,أو تضخيمها بأكثر مما هي عليه ,أسلوب لا يليق بأي إعلامي يؤمن بالله, وأمين على مهنة ومهنية الاعلام.
· واستخدام النقد الفج كأسلوب لممارسة أقصى درجات الابتزاز يتعارض وكل الشرائع والقوانين.
· وصدم الإعلامي لمشاهديه أو متابعيه أو قرائه بأسلوب لا يليق بمن يدعي الأدب وحسن الأخلاق.
· وخداع هذه المواقع والشبكات الالكترونية جماهيرها بديباجة باتت ممجوجة وساذجة لعدم التقيد بها من قبلهم على الاطلاق. وفحوى هذه الديباجة: أن الموقع سينشر كل رأي ومقال وتعليق مهما كان نوعه لمن يود النشر أو المشاركة كتعبير عن حرية الرأي وحرية الكلمة طالما لا يتضمن أي تشهير أو كلام نابي أو سباب , أو تعرض للأديان والمعتقدات والشخصيات. ولكن بعض المواقع لا ينشر سوى ما يوافق مزاج اصحابه أو القائمين عليه, وينشرون كل ما يتوافق ونفسياتهم المريضة.
يعتبر الكثير من الناس أن الاعلام المكتوب والمرئي والمسموع بمثابة السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية. وعلى الاعلامي أن يمارس دوره ضمن هذا الإطار, باستقامة ونزاهة وموضوعية وشفافية ,وبدون ازدواجية وبدون استخدامه أكثر من ميكال وميزان ومعيار. أما استغلاله لمهنته بهدف حصد النجومية والمال وبهر الانظار فهو أساليب زعران أو جهال ,أو أنه عديم شرف ووجدان وضمير واخلاق. والاعلاميون متفقون على أن الاعلام بالإضافة إلى أنه سلطة رابعة, فهو رسالة أيضاً احترامها واجب. وتطبيقها على أنفسهم أولاً, وعلى غيرهم ثانياً , ونقلها للجماهير دون مواربة أو لبس أو غموض أو ترهات. ودون تركها مبهمة وغامضة أو التلاعب بألوانها لتكون رمادية أو سوداء كي تقبل الكثير من التأويلات والتفسيرات.
صدق من قال: أن جمال العقل بالفكر, وجمال اللسان بالصمت, وجمال الكلام بالصدق, وجمال الحال بالاستقامة. ولذلك علينا أن ننتبه إلى أننا إذا لم نستطع من قول الحق فلا يجب أن نصفق للأكاذيب والأباطيل, أو ننهمك بنشر الاشاعات وإيقاد نيران الفتن, لا شباع نهم شهوات النفس الامارة بالسوء. وعلينا تقع مسؤولية كبيرة حين نتفاعل مع الشبكات الالكترونية السياسية وغير السياسية ومواقع التواصل الاجتماعي , بنشر المقالات والآراء والتعليقات ,وبعض ما يؤرقنا في هذه الحياة. وحتى ما نود نشره من عبارات وتساؤلات, أو بعضاً مما تجود به علينا نزوات التفكير أو ملكات الفكر والابداع .في أن نتذكر هذه الأمور على الدوام:
1. أن يكون هدفنا في أن نقول خيراً أو نصمت, ونكتب ما فيه الخير والإصلاح, وإلا الامتناع عن نشر الكلام الذي قد يتسبب في كثير من الشرور والآثام. أو يلحق الاضرار بالعباد والمجتمعات والأوطان.
2. أن نتذكر أن جراح السهام لها التئام ,أما ما يسببه اللسان من كسور وجراح فليس لهما التئام.
3. أن الكلمة سلاح. ومن يستخدم أي سلاح وهو لا يتقن استخدامه سيتسبب بمآسي ونكبات.
4. أن كلامنا وكل ما نكتبه وننشره في الاعلام سنحاسب عليه يوم القيامة من الله رب العباد.
5. أن مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك و تويتر وجوجل والياهو والهوتميل وغيرهم ملزمون بالإعلام عن كل ما تطلبه منهم وكالة المخابرات المركزية وباقي أجهزة الأمن الأميركي. وهذه الأجهزة ستحلله وترسم صورة لصاحبه تكشف فيها عن حقيقته. وقد تستغله فيما لا يخطر على ذهن صاحبه.
6. أن المنظمات الصهيونية لها وجود فاعل في معظم مواقع التواصل الاجتماعي وكبرى المؤسسات الاعلامية, وهي تراقب وتدقق كل صورة وكل مقطع وكل كلمة تنشر أو تقال في هذه المواقع ,ولن تتوانى عن توظيفها بما يخدم مصالح إسرائيل, أو الاساءة للدين والقيم والاخلاق والمجتمعات.
7. أن لا ننخدع بالحرية التي توفرها هذه المواقع. فقد ندفع أثماناً باهظة بسبب هذا الكذب و الخداع.
8. عدم التعامل مع هذه المواقع بأساليب بلهاء لإشباع الغرائز والشهوات, والتنقيث عن حالات الغضب والضيق ,أو التعبير عن الأنا, أو لإرواء ما يعتري نفوس البعض من ظواهر مرضية كالحسد والغل الأحقاد. وأن نتعامل معها بأسلوب حضاري يكشف عن تربيتنا وسمو أخلاقنا وعن عمق إيماننا بالله.
وعباد الله من رجال و نساء وشباب إعلاميين كانوا أم كتاب وأدباء ومفكرين ومحللين وفلاسفة ومهنيين وطلاب وطالبات وتجار وصناعيين, لكل منهم له دوره في الدفاع عن الحريات, وحرية التعبير ,والدفاع عن الكلمة الحرة, و الدفاع عن حقوق الانسان, ونشر ما اكتسبوه من خبرات. ونشر الوعي والثقافة وحصيلة التجارب والخبرات, والدفاع عن سلامة الدول والمجتمعات. وتعميم ثقافة الحوار واحترام الآخر والرأي الاخر.
نجحت البعض من وسائط الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات كفضائية روسيا اليوم في كسب جمهور كبير من العرب والمسلمين وباقي الشعوب, على حساب بعض الفضائيات العربية والغربية والأميركية, التي كشفت عن هزالتها وجهلها وضحالة فكرها, وهشاشة أكاذيب ونفاق بعض إعلاميها في أكثر من مجال.

بواسطة
برهان إبراهيم كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى