المنوعات

عمليات التجميل عند الشباب السوري تتحوّل إلى موضة

تحوّلت موضة التجميل إلى هوسٍ عند الشباب في الوقت الحاضر، حيث يعدّ من لا يلاحقها شاباً غير عصري هذا ما يراه حاتم (25 عاماً) فهو يعتبر هذا العصر عصر الفضائيات والانترنت، وهما لا يتوافقان مع الرجل التقليدي.
أما عن الانتقادات التي يتعرّض إليها، فيقول: أنا أكبر من أن أرد على الانتقادات السخيفة، لأنني مقتنع تماماً بما أفعله، فمن ينتقدني شخص يتمنّى أن يجرب ما أنا عليه، لكن الجرأة تنقصه كونه متخلفاً فكرياً وثقافياً، وللفتيات وجهة نظر في هذا الموضوع.

رنا (21 سنة)، وهي طالبة جامعية، ترى أنّه من الجميل أن يهتم الرجل بمظهره الخارجي، وهذا يساعده على أن يكون مقبولاً بين أبناء مجتمعه، لكن دون مبالغة.

يروي جميل (20 عاماً)، تفاصيل حكاية تشبّهه بالمطرب اللبناني وائل كفوري، حيث يضطرّ دائماً إلى تغيير قصة شعره، وارتداء ثياب تشبه تلك التي يظهر بها فنانه المحبوب كلّ مرة على شاشات التلفاز، متناسياً نفسه وبحركات تعبيرية يصف شعوره الجميل بتقليده الأعمى للمطرب مترافقاً مع تغيير لهجته من المحلية إلى اللبنانية، وفي السياق نفسه، يرفض (جانو) مناداته باسمه الحقيقي جميل، لأنه يعتقد أن اسمه الحقيقي يضيع عليه كل تعبه ليبدو كفنانه المحبوب.

في اختلاط عشوائي للمعايير والسلوكات، ساد الاعتقاد بضرورة قصد الشباب صالونات التجميل من باب الأناقة والثقافة، ومنافسة الفتيات وإثارة إعجابهنّ، وعليه ترغب سميرة .م (25 عاماً)، في أن يبقى زوجها أنيقاً ومرتباً، لتفوح منه رائحة عطر قوية، دون أن يقصد صالونات التجميل لتنظيف حاجبيه، أو تقليم أظافره، من منطلق أنّ هذه التصرفات تشعرها بأنّها متزوجة بامرأة.

من جانبها تقول هلا (22 عاماً): لا أصدق أن الرجل يقوم بتلوين شعره، وتجميل نفسه من باب اللحاق بالحضارة والعالم المتقدّم الذي تغيّرت مواصفاته ومقاييسه الجمالية، وتقول هلا محتجة: لطالما اشتهر مجتمعنا العربي بذكوريّتهم وقوة سواعدهم، ورباطة جأشهم، فأنا لا أحب الرجل الذي يلقي المسؤولية في تغيير شكله على التقدم التكنولوجي، فمن غير المعقول أن يتحول الرجل إلى شخص مائع التصرفات والحركات، وناعم الصوت، بيدين ناعمتين، وشعر طويل مسدول على كتفيه بذريعة أنّه شاب عصري.

كله ملحّق بعضه هذا ما يعتقده فادي (22 عاماً)، الذي يقول: أعمل على ترتيب نفسي من رأسي حتى أخمص قدمي، فلا مانع من وضع الماسكارا على العينين، وأحمر الشفاه الفاتح، وطلاء الأظافر، بالإضافة إلى مواكبة آخر صيحات قصات الشعر، والصبغات لإغراء الجنس اللطيف وإثارة اهتمامه، ولهذا السبب يشترط فادي في عروس المستقبل أن تتمتع بلياقة بدنية عالية، وأن تبدي اهتماماً كبيراً بمظهرها، إضافة إلى ممارستها لعبة الحديد، لتدافع عنه في حال اعترضته أيّ مشكلة.

إذاً تجميل للجميع وكلّ حسب حاجته، وهنا يعتبر مضر (27 عاماً)، (محاسب في مطعم)، أن نظافة الرجل ضرورية، وخاصة أنّ الأناقة من وجهة نظره: لا تقتصر على الفتيات، أو ارتداء الثياب الأنيقة، وإنما باللجوء إلى صالونات التجميل، بشكل دوري، ليقوم المختصون بتنظيف حاجبي، ووضع الماسكات على بشرتي، والاهتمام بشعري عن طريق حمامات الزيت.

إذا كان المشهد الذي أصبح يتكرر يومياً بوجود خليط من الجنسين في عيادات التجميل وصالونات الحلاقة لا يرضي الكثيرين، بعد أن كانت حكراً على النساء، فإنّ الاهتمام بالمظهر العام، وإن طغى عليه بعض المبالغات، لا يمكن أن يؤذي أبداً كلا الطرفين، شرط ألا يتعدّى على خصوصية كلّ جنس، فما هو من حقّ المرأة لا يمكن أن يكون من حقّ الرجل وإن اشتركا في بعض المواضيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى