سياسية

موسكو تؤكد استمرارها بدعم السيادة السورية ورفض فرض معايير من الخارج

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان في اتصال هاتفي أمس عن تأييدهما لتوحيد الجهود الدولية من أجل تحقيق تسوية سياسية دبلوماسية للازمة في سورية.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن لافروف ركز الاهتمام خلال الاتصال على مبادرة روسيا الاتحادية بعقد مؤتمر دولي حول هذه المسالة في أقرب وقت بحيث يشارك فيه جميع اللاعبين الخارجيين الأساسيين مؤكدة أن لافروف و عنان اتفقا على الاستمرار في الاتصالات الوثيقة بينهما والقيام بعمل مشترك في هذا الاتجاه لإيجاد حل سياسي للقضايا في سورية عبر حوار وطني واسع النطاق وبدعم دولي.

وكان لافروف بحث في وقت سابق أمس مع نظيره الالماني غيدو ويسترفللي عددا من القضايا الدولية الملحة مع التركيز على تطور الوضع في سورية وضرورة توحيد الجهود الدولية لايجاد حل سياسي دبلوماسي للازمة في سورية.

بدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مواصلة بلاده دعم السيادة السورية ضد أي تدخل أجنبي في شؤون سورية الداخلية.

ونقل موقع قناة (روسيا اليوم) الالكتروني عن بوغدانوف قوله عقب مباحثات مع وفد وزارة الخارجية الأمريكية برئاسة فريدريك هوف في موسكو إن "روسيا مستمرة في دعم السيادة السورية ضد أي تدخل أجنبي ومحاولة فرض معايير من الخارج وتسوية سياسية للأزمة في سورية".

وأضاف بوغدانوف أن بلاده ترى أن الحديث عن "ادخال تعديلات على خطة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان يأتي فقط على أساس نتائج تقييم المراقبين الدوليين ومجلس الأمن" لافتاً إلى أن هذه التعديلات لا تأتي في سياق اعادة النظر في الخطة ذاتها بل فقط في الجزء المتعلق بتأمين الظروف الأفضل لتطبيقها من جانب جميع الأطراف.

وأشار بوغدانوف إلى أن المهمة الرئيسية في المرحلة الحالية منحل الأزمة في سورية تتضمن العمل المشترك من قبل اللاعبين الخارجيين ليساعدوا على تطبيق خطة عنان.

الخارجية الروسية: تبادل عميق للآراء خلال لقاء روسي أمريكي بشأن طرق مساندة خطة الحل السلمي في سورية

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ناقشا أمس خلال لقائهما في موسكو المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية فريدريك هوف الاقتراح الروسي لعقد مؤتمر دولي حول سورية.

وجاء في بيان للخارجية الروسية نشرته على موقعها الالكتروني ونقله موقع قناة (روسيا اليوم) الالكتروني "إنه تم خلال اللقاء تبادل معمق للآراء بشأن طرق مساندة التسوية السلمية في سورية مع التركيز على تعبئة الدعم الدولي لصالح تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان من قبل جميع الأطراف وتم في هذا السياق مناقشة الجوانب العملية للمبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سورية بأسرع وقت" .

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقترح في وقت سابق اجراء لقاء بأسرع وقت ممكن تحت رعاية الأمم المتحدة لممثلي البلدان التي تملك تأثيرا واقعيا على مجموعات المعارضة في سورية.

روسيا ترفض رفضا قاطعا التدخل العسكري في سورية ولا يمكن اتخاذ قرار بهذا الصدد في مجلس الأمن

وأكد بوغدانوف مجددا رفض روسيا القاطع التدخل العسكري ضد سورية.

وقال بوغدانوف في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) نشرتها على موقعها الالكتروني "نرفض رفضا قاطعا التوجهات حول التدخل العسكري في سورية وأعتقد أنه لا يمكن اتخاذ قرار بهذا الصدد في مجلس الامن بل بالعكس نتصور أن من الضروري القيام بكل ما بوسعنا لوقف العنف ومنع التدخل العسكري الخارجي في الشؤون السورية لأن مثل هذا التدخل قد يوءدي كما رأينا في مثال ليبيا إلى تداعيات مدمرة لسورية وشعبها نفسه والمنطقة برمتها" لافتا إلى أنه حتى الفرنسيين يقولون إنه لا يمكن التدخل العسكري إلا بقرار دولي ومثل هذا القرار لا يمكن اصداره.

وشدد بوغدانوف على عدم وجود بديل عن خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان لحل الأزمة فيها ما يوجب تركيز الجهود لتنفيذ الخطة.

وأضاف بوغدانوف "إن تصريحات بعض ممثلي المعارضة وخاصة المسلحين تقول بأنهم لا ينوون التمسك بالالتزامات لتنفيذ خطة عنان وهذا الأمر محزن وكان متوقعا لأن هذه القوى تقول منذ البداية إن خطة عنان محكوم عليها بالفشل وحسب تقييماتنا بذلت كل ما بوسعها من أجل إحباط تحقيق الخطة".

وأوضح بوغدانوف أنه وفي هذا الصدد تجري موسكو حاليا اتصالات مكثفة داخل أسوار الأمم المتحدة في نيويورك فضلا عن اتصالات متعددة الأطراف مع شركائها في مجلس الأمن ودول المنطقة من أجل تحليل الوضع مرة أخرى وبذل كل الجهود لتحقيق البنود الستة لخطة عنان وتعمل مع الحكومة السورية والفرق من المعارضة في سورية التي تتبنى موقفا بناء من أجل جمع السوريين على طاولة المفاوضات وفي إطار الحوار الوطني الواسع لمساعدتهم على التوصل إلى حل مشترك انطلاقا من مصالح الشعب السوري".

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أنه في الوقت الراهن لا توجد أي خطة احتياطية بديلة عن خطة عنان "ويجب علينا توحيد جهودنا لتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2042 و2043 اللذين تم اتخاذهما بالإجماع "لافتا إلى أن خطة عنان تم الاتفاق عليها من قبل جميع المشاركين الأساسيين في عملية وضع النهج لتسوية الأزمة في سورية.

وحول آفاق التوصل إلى اتفاق بين روسيا والدول الغربية بشأن مستقبل سورية قال بوغدانوف "لا أقول إن هناك الكثير من التناقضات لأنه يوجد لدينا قرارا مجلس الأمن و الوثيقة النهائية للقمة في كامب ديفيد التي شارك فيها رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف ورؤساء الولايات المتحدة وفرنسا والدول الكبرى الأخرى أعضاء الثماني الكبار إذا لدينا أساس تم الاتفاق عليه ولكن الأمر الآخر هو التكتيك والمسار في العمليات الواقعية".

وذكر بوغدانوف أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد " أننا نقوم بمبادرة لعقد مؤتمر دولي بشأن سورية ونجري المشاورات المكثفة والاتصالات مع مشاركين محتملين في هذا المؤتمر وقبل كل شيء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من اللاعبين الإقليميين ذوي التأثير وقيادة المنظمات الدولية والإقليمية".

غاتيلوف: اتخاذ أي إجراءات تتضمن استخدام القوة ضد سورية لن يؤدي إلا إلى تعقيد الوضع في البلاد

وأعرب غاتيلوف أمس عن قناعة روسيا بأن تبني مجلس الأمن الدولي لقرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حول سورية لا يفعل شيئا سوى تردي الوضع فيها داعيا إلى توحيد الجهود لنقل الأزمة في سورية إلى مجرى التسوية السياسية طبقا لخطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان.

ودعا غاتيلوف في تصريح إلى توحيد جهود جميع الدول التي تملك تأثيرا على مختلف الاطراف في سورية لنقل العملية إلى مجرى التسوية السياسية طبقا لخطة عنان مشددا على ان فرض اي تدابير تقييدية او تدابير بالقوة لن يؤدي سوى إلى زيادة تعقيد الوضع غير السهل أصلا الناشئ حاليا في سورية وقال "إن منطقنا يقول إنه لا حاجة حاليا لممارسة ضغط إضافي أو تطبيق عقوبات أو التهديد باستخدام القوة".

من جهة ثانية أكد غاتيلوف تعليقا على تصريح عنان بأنه يجري مباحثات لتشكيل مجموعة اتصال حول سورية ان مقترحات عنان تصب في مجرى المبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سورية ولا يوجد اختلاف مبدئي بين المقترحين.

وبين أن روسيا بحثت مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية مسبقا الفكرة التي أيدها بالكامل مضيفا ان روسيا تفضل أن تتجسد على شكل مؤتمر دولي.

وفي هذا الصدد أشار غاتيلوف إلى أن روسيا ترى أنه من الضروري حاليا و بمراعاة "الوضع المتأزم" في سورية تنسيق الجهود العملية لنقل الأزمة في سورية إلى المجرى السياسي وانه لابد لذلك من تعبئة اللاعبين الخارجيين الاساسيين الذين يملكون تأثيرا فعليا على مختلف الاطراف السورية لدفعها إلى تنفيذ خطة عنان بالكامل وقال إن "استعداد روسيا لإجراء مشاورات مع عنان الذي اتخذ موقفا إيجابيا جدا من مقترحها و كذلك مع الأطراف المعنية الأخرى لإجراء لقاء حول سورية و اغناء نتائجه هو أمر بديهي كما أنه من البديهي أيضا ضرورة تحديد دائرة المشاركين في اللقاء الذي يجب أن تدخل فيه الدول الأساسية في مجلس الأمن و كذلك دول إقليمية و بالدرجة الأولى المجاورة لسورية والتي تملك موضوعيا مصالح في المنطقة".

وحول مشاركة إيران شدد غاتيلوف على أن إيران تملك الحق في التمثيل في المؤتمر حول سورية إذ أن مشاركتها يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في البحث عن سبل لحل الأزمة مع الأخذ بعين الاعتبار دورها الإقليمي والطابع المميز لعلاقاتها مع سورية.

روسيا تدعم مشاركة إيران في المؤتمر الذي اقترحته حول سورية

في سياق متصل أعرب بوغدانوف أمس عن دعم روسيا لمشاركة إيران في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه موسكو حول سورية.

ونقلت وكالة (ايتار تاس) عن بوغدانوف قوله في مقابلة مع تلفزيون ( روسيا اليوم) "اليوم تقدمنا بمبادرة لعقد مؤتمر دولي حول سورية ونحن نجري مشاورات مكثفة مع المشاركين المحتملين في هذا المؤتمر ومن حيث المبدأ من المؤكد أن تشارك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والعديد من الدول المؤثرة في المنطقة بالإضافة إلى قادة الأسواق الإقليمية الدولية".

وأضاف بوغدانوف أن موسكو تدعم مشاركة إيران لأن الجميع يدرك تأثيرها في الوضع العام في المنطقة وكذلك تأثيرها لدى سورية نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين وقربها الجغرافي منها.

وفي تعليقه على الاعتراض الأميركي على المشاركة الايرانية قال بوغدانوف إنه ستتم مناقشة هذا الأمر مع الأميركيين لافتا إلى أن الولايات المتحدة لديها اتصالات أيضا متعددة وعمليات تنسيق مشتركة حول بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واعتبر المسؤول الروسي أن الأزمة في سورية والبحث عن حل سلمي وسياسي لها يضع أساسا حيث تلتقي مصالح الاطراف المؤثرة.

السفير الروسي في بيروت بعد لقائه الوزير منصور: على من يسلح ويمول المجموعات المسلحة في سورية وقف أعمالها

من جهته بحث وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور أمس مع السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين الأوضاع في سورية ولبنان والمبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سورية.

وقال زاسبكين بعد اللقاء إن "المبادرة الروسية تأتي في إطار جهود موسكو لتطبيق خطة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان ونحن نريد توحيد جهود الأطراف الخارجية والعمل مع الجميع للتأثير على الأطراف السورية "مشيرا إلى رغبة روسيا بمشاركة لبنان بالمؤتمر المقترح.

وطالب السفير الروسي في لبنان من يسلح ومن يمول المجموعات المسلحة بوقف أعمالها وقال "حان الوقت لنجتمع كأطراف خارجية لإيضاح هذه الأمور وهذا ما تعمل عليه روسيا" مجددا إدانة روسيا للمجازر التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة في سورية.

وأكد السفير الروسي في بيروت وجوب تطبيق كل بنود خطة عنان بالدرجة الأولى ووقف العنف في سورية وترتيب الحوار بين السلطات والمعارضة السورية مشددا على أن ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية أمر غير مفيد وغير بناء لأنه حديث مع طرف واحد وهو المعارضة الممثلة بمجلس اسطنبول وعمليا ضد الحكومة السورية وهذا أمر غير مقبول.

وقال السفير الروسي نحن "نفضل إن تكون هناك مواقف متوازنة من جميع الأطراف لأننا ندعو إلى المواقف البناءة ونحن نتشاور الآن ونعتقد أنه من الأفضل أن نجتمع وهذا هو المطلب الصحيح".

ولفت زاسبكين إلى أن روسيا طرحت المبادرة للاستعجال بوقف العنف موضحا أن تطور هذا العمل يتم عبر مراحل وهذا المؤتمر يمثل المرحلة الأولى على أن يتبعها الحوار بين الأطراف السورية" ولا نريد أن نستبق أي أمور ولا نتحدث عن أي نتائج وموقفنا الدائم هو عدم إملاء أي شروط والمهم اليوم وقف العنف وترتيب الحوار وصولا إلى التسوية السياسية".

سفير روسي سابق: الحوار يشكل المخرج لإنهاء الأزمة في سورية

وأكد السفير الروسي السابق في عدد من الدول العربية فينيامين بوبوف أن الحوار يشكل المخرج لإنهاء الازمة في سورية.

وحذر بوبوف في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) أوردها موقعها الالكتروني من تداعيات أي خيار بالتدخل الخارجي في سورية ومن الاستمرار في تسليح المعارضة السورية و من اندلاع حرب اهلية مشيرا الى ان الاستمرار في تسليح المعارضة سيعني استمرار الحرب.

وفي حين شدد الدبلوماسي الروسي السابق على ان من المبكر الحديث عن فشل مهمة مبعوث الامم المتحدة إلى سورية كوفي عنان اعتبر ان مقترح عنان بتشكيل مجموعة اتصال حول سورية الذي يتطابق مع المقترح الروسي بعقد موءتمر دولي حول سورية تشارك فيه الدول التي لها تاثير على كل الاطراف في سورية منطقي محملا المعارضة المسؤولية الأكبر في عرقلة خطة عنان لأنها ترفض إجراء أي مباحثات أو اتصالات مع الحكومة السورية.

و قال: عندما كان العالم أحادي القطب كانت القضايا تحل بالضغط أو بالتدخل العسكري لكن العالم أصبح الآن متعدد الأقطاب ولا بد من التفاوض مقتبسا قولا للدبلوماسي الروسي السابق اندريه غروميكو ان عشر سنوات من المباحثات أفضل من يوم واحد من الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى