سياسية

الجعفري:ليس من الصدفة ارتكاب هذه المجزرة وعلى الدول المهتمة بإنجاح خطة عنان الكف عن تسليح الإرهابيين

قال الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة: “إن المجزرة التي حدثت في قرية الحولة هي جريمة غير مبررة وغير قابلة للتفسير ومروعة جدا وقد أدينت من قبل حكومتي بأشد
التعابير الممكنة وهي تتطابق تماماً مع الكلمات التي وردت في البيان الرئاسي لمجلس الأمن".
وأضاف الجعفري في تعقيب له عقب الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية.. "أود أن أدين أيضاً نيابة عن حكومتي تسونامي الأكاذيب التي قيلت قبل بضع دقائق من قبل بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين حاولوا تضليلكم من خلال القول إن مستوى أكاذيبهم ضد حكومتي قائم على ما يسمى بالبراهين فهم مخطئون ويضللونكم فلا السيد مود ولا أي أحد آخر أخبر مجلس الأمن في الجلسة غير الرسمية أنه يلوم الحكومة أو القوات السورية على ما حصل وهذا الأمر مثير للشفقة حقا ويدعو للأسف بأن يخرج أعضاء بعد لحظات من إحاطة مود ليضللوكم ويخبروكم بأكاذيب حول ما حصل".
وأكد الجعفري أن ما حصل في الحولة برمته من حيث شمولية الصورة له خلفية ويجب أن نفهم هذه الخلفية من أجل فهم من ارتكب هذه الجرائم مضيفاً.. "إنه بعد صلاة الجمعة اجتمع حوالي مئتين إلى ثلاثمئة رجل مسلح حوالي الساعة الثانية بعد الظهر في عدد من النقاط ثم توجهوا والتقوا في نقطة واحدة في الحولة وكانوا يستعملون سيارات (بيك آب) محملة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون والرشاشات على الطريقة الليبية وبدؤوا بمهاجمة قوى حفظ النظام في المنطقة حيث كانوا يتوضعون في خمس نقاط مختلفة وفي الوقت ذاته استمرت هذه العمليات العسكرية من الثانية بعد الظهر وحتى الحادية عشرة ليلا إذا فنحن لا نتحدث عن هجوم عسكري حصل وانتهى خلال نصف ساعة بل عن عمل تم عن سبق إصرار وتصميم".
وقال الجعفري: "إنه بعد مهاجمة القوى العسكرية أو قوى حفظ النظام ونقاطها في المنطقة توجهوا نحو المدنيين ومن ثم انتقلوا إلى قرية أخرى تبعد كيلومترا واحدا عن الحولة حيث أحرقوا المستشفى الوطني ومحاصيل المزارعين والمنازل وقتلوا أيضاً عشرات المدنيين الأبرياء في قرية أخرى بالقرب من الحولة تدعى الشومرية وهنا لا نتحدث عن حادثة واحدة حصلت في نقطة محددة بل عن مسرح عمليات يضم العديد من القرى الصغيرة في المنطقة".
الحكومة أنشأت لجنة تحقيق للتعرف على من ارتكبوا هذه المجازر المروعة
وأضاف الجعفري.. "إن حكومتي أنشأت لجنة تحقيق للتعرف على من ارتكبوا هذه المجازر المروعة حيث سيجلبون إلى العدالة وأي شخص ارتكب هذه الجرائم سيحاسب من قبل السلطات السورية والحكومة السورية وبموجب القانون المعمول به في سورية".
وقال الجعفري: "إن البيان الذي تبناه مجلس الأمن الدولي اليوم تبنى إلى حد ما النسخة التي قدمها الجنرال مود للأحداث وإذا عدتم إلى اللغة التي كتب بها البيان لن تجدوا فيها أي شيء يقول إنه يتهم الحكومة السورية بأنها من ارتكبت المجازر بل على العكس من ذلك قام البيان بتحديد عناصر أخرى في الصورة قد تكون مسؤولة عما حصل وأنا أقول ذلك لأن البيان ينص على أن مجلس الأمن الدولي يدين بأشد التعابير الممكنة أعمال القتل التي أثبتها مراقبو الأمم المتحدة وأنا هنا أثبت نيابة عن حكومتي أن هناك أعمال قتل لعشرات المدنيين وهم 114 شخصا تحديداً.
وأضاف الجعفري.. "إن مجلس الأمن أدان القتل الذي تم من مسافات قريبة أو من خلال الإساءات الجسدية التي تمت عن قرب ومعظم أعمال القتل التي حصلت في الحولة كانت ناجمة عن هذا النوع من القتل وهو القتل من مسافة قريبة وليس قتلا نتيجة القصف المدفعي لأن هذا القصف لن تكون فيه جثث الضحايا كما رأيناها وهنا نتحدث عن أعمال قتل تمت وفقا للنموذج الجزائري الذي شهدناه في تسعينيات القرن الماضي".
وقال الجعفري: "إن حكومتي لن تدخر جهدا مهما كان للعثور على مرتكبي هذه المجازر وجلبهم إلى العدالة وأضيف إلى هذا الأمر أن مجلس الأمن يجب أن يجتمع لتحديد ودعوة الجهات التي تسلح المجموعات الإرهابية في سورية والذين يستضيفونهم ويشجعونهم على ارتكاب العنف ويحمونهم ويجب إحضار هؤلاء إلى العدالة".
وقال الجعفري: "إن بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي لديهم مسؤولون قالوا علناً وبعضهم أعضاء دائمون ومسؤولوهم ذوو المناصب الرفيعة قالوا علناً إنهم لن يدخروا جهداً لتقديم أسلحة إلى المعارضة السورية وبعضهم قال أسلحة غير قاتلة وأنا لا أعرف ما هي الأسلحة غير القاتلة ولكن المحصلة الفورية لعملية التسليح للمعارضة نجم عنها خطف الحجاج اللبنانيين العائدين من العراق عبر الحدود التركية وأيضا على شكل أعمال تفجيرات انتحارية واختراق القاعدة للأراضي السورية ولسنا بحاجة هنا إلى لغة مزدوجة في مجلس الأمن الدولي بل إلى أن نحاسب الجميع ونجلبهم إلى العدالة حتى وإن مسسنا ببعض الأعضاء الدائمين".

على المهتمين بوقف أعمال العنف وإنجاح الحوار الوطني التوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وأن يتوقفوا عن تسليح واستضافة وتمويل وحماية المجموعات الإرهابية
وأضاف الجعفري.. "إن المهتمين جدا بوقف أعمال العنف وإنجاح الحوار الوطني الشامل للجميع في سورية يجب أن يتوقفوا عن التدخل في شؤوننا الداخلية وأن يتوقفوا عن تسليح واستضافة وتمويل وحماية المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدي فلا يمكن للشخص أن يكون إطفائيا ومشعل حرائق في الوقت ذاته وهذا هو للأسف حال العديد من أعضاء مجلس الأمن".
وقال الجعفري: "إن الأبعاد العربية والإقليمية والدولية للأزمة السورية ليست وضعا ضبابيا بعد الآن والجميع يعرف ماذا أقصد".
وردا على سؤال يتعلق بما ذكره السفيران الألماني والفرنسي حول المجزرة قال الجعفري: "أنا اختلف مع التفسير الذي فسره أو قدمه السفيران الألماني والفرنسي وغيرهم..هل حصل قصف أم لا فالتفسير كان خاطئا فالجنرال مود هو من سيعرض الحقائق وليس السفير الألماني أو البريطاني أو الآخرون".
وفي رده على سؤال آخر قال الجعفري: "إن الجنرال مود لم يقل ان هناك قصفا حكوميا على المناطق الاهلة بالسكان وأنا كنت أراقبه على العربية ولم يقل ذلك".
وأضاف الجعفري.. "إن الجنرال مود قال إن الوضع لم يكن واضحاً بما يخص من يلام على الهجوم الذي قاله في السياق الذي قلته وليس السياق الذي قاله لكم السفراء الآخرون".
وقال الجعفري في رده على سؤال: إن رسالة الامين العام أقرب إلى ما قاله السفيران الألماني الفرنسي في الجلسة.
وردا على سؤال بأي طريقة ستساعد لجنة المراقبين في استقصاء الأمر وهل سيكون هناك عدد من المراقبين والخبراء؟ قال الجعفري: "إن هناك عملا وثيقا بين الحكومة والمراقبين فبعد إنشاء لجنة استقصاء وطنية سورية للتحقيق في الأمر فإن السلطات السورية ستعرض على الجنرال مود نتائج هذا الاستقصاء أو التحقيق وسيقوم بدوره بنقل هذه المعلومات أو طرحها على أعضاء مجلس الأمن الدولي وكوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية".
وأضاف الجعفري.."إن هناك نقطة هامة أود التأكيد عليها حيث في كل مرة يكون مجلس الأمن الدولي قد حدد موعداً لدراسة الأزمة السورية يحصل شيئ ما في سورية إما عملية انتحارية أو مجزرة تشبه ما نتحدث عنه اليوم وليس هناك مصادفة فهذا الأمر ليس مصادفة بريئة بأن تحصل المجزرة قبل يوم واحد فقط من وصول عنان إلى سورية فهذا البعد هام لأنه يلقي بظلال الشك على الدافع الحقيقي لمن ارتكبوا هذه الجريمة الفظيعة فهناك بالتأكيد أعمال تحشيد أو تعبئة في مجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية فلا حكومة في العالم ستقوم بمجزرة ضد مواطنيها لأغراض سياسية أو لتحقيق نصر سياسي على خصومها".
وقال الجعفري: "إن استعمال المدفعية والقصف والدبابات لن يقتل هؤلاء المدنيين الذين قتلوا بالطريقة التي رأيتموها وهذا أمر أوضحه بيان مجلس الأمن الدولي الذي قال إنهم قتلوا من مسافة قريبة وهذا يعني أنها عملية اغتيال صرفة بحتة وليست استعمالا للمدفعية والدبابات والقصف المدفعي".
كل من ارتكب هذه الجريمة سيحاسب أمام العدالة السورية
وأكد الجعفري.. "أن المجموعات الارهابية المسلحة هي التي أطلقت هذا النوع من الهجمات الارهابية في سورية وهنا نحن لا نتحدث عن أول حادثة فهذه ليست أول حادثة وبالتأكيد ما حصل منذ يومين أمر مروع وفظيع وجريمة غير مبررة لكن هذا النوع لا يمكن لحكومة على الأرض أن تقوم به فهذه مجموعات ارهابية مسلحة وهذه جريمة ارهابية ولا نستطيع وصف الأمر بطريقة أخرى وكل من ارتكب هذه الجريمة سيحاسب أمام العدالة السورية ولجنة التحقيق الوطنية التي تأسست أمس والتي يجب ان تقدم تقريرها خلال ثلاثة أيام من اليوم وبالتالي سنعرف من هو المسؤول خلال ثلاثة أيام".
وقال الجعفري: "يجب أن ننظر إلى الصورة برمتها فليست القضية في الدخول في ثنايا التفاصيل حيث في بعض الأحيان قد تكون التفاصيل مفيدة وفي بعض الأحيان قد لا تكون مفيدة فالقضية هي أن يكون لدينا الحكم الصحيح على ما حصل ومن أجل أن يكون لدينا الحكم الصحيح يجب أن ننظر إلى الصورة برمتها مع خلفيتها التاريخية ومع سياقها أو أبعادها الجيوسياسية وكما قلت هناك بعد عربي واقليمي ودولي للأزمة السورية وبعض الدول تقول علنا إنها أو قامت أصلا وبدأت بدعم الجناح العسكري المسلح من المعارضة ولذلك على الناس أن يكونوا حذرين جداً أثناء قراءة خارطة ما يحصل في سورية".
وردا على سؤال.. هل تعتقد أن هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة في حجم المراقبين أو تسليحهم أو نوع من عسكرة المراقبين؟.. قال الجعفري: "قد يكون هذا الأمر أحد الأهداف التي يسعى إليها من ارتكب هذه الجريمة وقد يكون هذا أحد الأسباب الهامة وراء ارتكاب هذه الجريمة المريعة من أجل زيادة أعداد مراقبي مجلس الأمن الدولي".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى