سياسية

هل هذا حقّاً ما جرى بين الأسد وعنان؟ صحيفة لبنانية تنشر تفاصيل مملة عن ما جرى يوم أمس

نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء تقريراً فصّلت فيه ما جرى يوم أمس الاثنين عقب اجتماع الرئيس بشار الأسد بالمبعوث الأممي كوفي عنان.
ونال الحديث عن الوضع الميداني في سوريا والحوار السياسي المنشود الحصة الأكبر من اجتماع المبعوث الدولي وحضر الاجتماع رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود، والمستشار السياسي لكوفي عنان مارتن غريفيث.

وفي بداية اجتماعه بالأسد أشار عنان حسب صحيفة "الأخبار" إلى اطلاعه على آخر الإطلالات الإعلامية للرئيس الأسد معلقا "يبدو سيارة الرئيس أنكم تكثفون ظهروكم الإعلامي هذه الفترة".

وبعد تأكيده صحة كلام عنان أرجع الأسد أسباب تكثيف ظهروه إعلاميا إلى سببين أولهما أنه يفضل الفعل ثم الكلام، والسبب الثاني أن تعتميا كبيرا على الحقائق لوحظ مؤخرا وتشويها وتحريفا للكثير من الأمور حسبما قال الأسد.

وفي هذا الصدد أكد عنان أنه يدرك الفارق بين ماهو حاصل على الأرض، وبين الصورة المظهّرة في أكثر من مكان للسيناريوات المتخيّلة على مستوى أكثر من أجندة وانطباع.

وبالانتقال إلى البنود التي أعدها عنان رسميا للحديث بها مع الأسد أشار مبعوث الأمم المتحدة إلى أنه "بعد مؤتمر جنيف، من الواجب أن يتم عرض ما قمنا به به وما علينا متابعته".

ولفت عنان إلى أن " حقيقة ما جرى في جنيف مختلفة عن بعض التأويلات والاجتهادات التي حاولت إضافة أمور لا علاقة لها بالمؤتمر أو تحريف ما أقرّ فيه". فيما يبدو متطابقا مع الموقف الروسي من المواقف الغربية التي أعقبت انعقاد المؤتمر".

وانتقل بعدها عنان إلى الحديث عن الأوضاع الميدانية لافتا إلى مأساوية الظروف في بعض المناطق، وبالتالي ضرورة التوصل إلى تطبيق جوهر مهمته، ولا سيما بندها الأول لجهة وقف أعمال العنف.

وفي هذا السياق قدم الأسد عرضا مقتضباً لمسار مهمته منذ انطلاقها في 12 نيسان الماضي، وكيف تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار، التزمت به القوات المسلحة الرسمية طيلة 24 ساعة، قبل أن يخرقه المسلحون، بتأكيد تقارير المراقبين الأمميين.
وانطلاقا من كلام الأسد عاد عنان ليؤكد على ضرورة العمل مرة جديدة لوقف إطلاق النار، وخصوصا أن الوضع المتفجّر بدأ ينتقل إلى خارج سوريا حسبما رأى عنان.

وعقب الأسد " نحن دولة وحكومة وسلطات رسمية، وبالتالي إذا اتفقتم معنا وأعطينا كلمتنا بوقف النار، فنحن مسؤولون عن ذلك، ويمكنكم مراجعتنا حيال التنفيذ. لكن مع من ستتفاوضون في الجهة الأخرى".

وبعد تعقيب الأسد، تشارك عنان ومود في شرح حول ما أنجزته بعثة المراقبين، وقالا متوافقين "بتنا نعرف المجموعات الأساسية على الأقل، كما أصبحنا نعرف المسؤولين عنها. صحيح أن لا قيادة موحدة ولا هيكلية واضحة، لا بل هناك فوضى مسلحة كبيرة لديهم، لكننا صرنا على دراية بالمفاصل. ولذلك نعتقد أنه يمكننا العمل معهم للسير خطوة خطوة".

عند هذا الحد، جرى تذكير أنان كيف أن المسلحين هم من أجهضوا أكثر من مرة محاولات مماثلة، وخصوصاً في حمص: «قبل مدة كان مراقبوكم شهوداً على محاولة بعض المسلحين الخروج من حي الخالدية في حمص وتسليم أسلحتهم وأنفسهم، لكنّ مسلحين آخرين منعوهم من ذلك، كذلك كان مراقبوكم شهوداً على منع المسلحين محاولة لإجلاء بعض السكان المحاصرين في حي الديان والحميدية من حمص». وهذا ما أكده غريفيث الذي كان شاهداً على وقائعه.

ولم ينفِ المسؤولون الأمميون كلام مضيفهم، لكن أنان تابع قائلاً "مع ذلك، ولأن الوضع على هذه الحال، فلنحاول مجدداً، مراقبونا سيتوصلون إلى اتفاق مع المجموعات المسلحة في أي منطقة نتفق على العمل فيها، وفي المقابل نريد منكم بادرة حسن نية في أي نقطة نتوافق على الانطلاق منها، بادرة من قبلكم تتمثّل في وقف إطلاق النار من جهتكم ومن طرف واحد قبل وقت قليل من سريان وقف النار المتبادل، ولو لمدة 4 ساعات مثلاً".

هنا جرى تذكير أنان بأن وقف النار، في مبادرته وضمن بنودها الستة، مرتبط بوقف التسليح والتمويل وتهريب الأسلحة، لكنّ إنصاته انقطع حين وُجّه إليه سؤال مباشر "ما رأيك بكلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قبل يومين، لجهة دعوتها المجموعات المسلحة إلى الهجوم عسكرياً على القوات الحكومية؟ هل ينسجم موقف كهذا مع مضمون مهمتكم؟».

سكت أنان لثوان قبل أن يرد "طبعاً لا، هذا كلام خطير، لكن فلنحاول، فلنتفق على هذه الآلية، ولننطلق إلى محاولة تطبيقها على الأرض، خطوة خطوة".

أما عن الإطار الزمني الممكن لعملية كهذه، فقد تبادل الطرفان أكثر من فكرة ورأي واقتراح، قبل أن تستقر الخلاصة على موعد أوّلي، هو ثلاثة أشهر، بدءاً من الخطوة الأولى التي تنفذ في سياق هذه الخطة. وفي هذه الأثناء يعمل الطرفان على إصدار بيان مشترك بشأن تقدم العمل مرة كل أسبوعين.

انتقل أنان، بعد الشق الميداني، إلى الحديث عن مسألة الحوار السياسي بين السلطة السورية والمعارضة. وسأل الموفد الأممي الأسد "إذا تقدمنا في حلحلة البند الأمني وبلغنا مرحلة الحوار، هل يمكنكم تسمية ممثل لكم في هذه العملية ليكون مفاوضاً لممثل المعارضة؟ نوع من ضابط اتصال لمواكبة القسم الثاني من مهمة الأمم المتحدة".

وأجاب الأسد على استفسار عنان قائلا "نحن قررنا ذلك قبل أن تسألونا. منذ تأليف الحكومة الحالية سمّينا شخصاً مسؤولاً عن هذا الموضوع، وهو نفسه سيكون ممثلنا لديكم في هذه العملية، إنه وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر".

هنا حاول أنان الاستفسار عن حيدر، فشرح له الأسد أن هذا الاختيار وقع على حيدر لعدة أسباب "أولاً لأنه ليس من الفريق الموالي، لا بل هو فعلياً من المعارضة، ثمّ إنه رئيس لأحد الأحزاب المعروفة بصدقيتها في سوريا خارجها، ثالثاً لأنه من الذين أصيبوا في هذه الأحداث الدامية، فنجله قتل على أيدي المسلحين، ومع ذلك تسامى على جرحه وأقبل على هذه المهمة من أجل مشروع مصالحة وطنية حقيقية".

فعقب عنان على كلام الأسد "لكننا كنا نفضّل أن يسمّى شخص قريب منكم، بحيث يكون على اتصال مباشر معكم لمواكبة العملية الحوارية".

رد الأسد قائلا "أنا والدكتور علي حيدر كنّا على مقعدين متلاصقين طيلة دراستي الجامعية لطب العيون، هل تريدون شخصاً أقرب من ذلك؟".

ووسط ابتسامات الحاضرين، أضاف الأسد "على كل حال أعتقد أن الصعوبة ستكون لديكم في الجهة الأخرى، لا عندنا. فهل ستقدرون على الحصول على اسم يمثّل المعارضين؟.

أجاب عنان "أفهم تماماً هذه الصعوبة، فلقد رأيتهم في مؤتمر القاهرة الأخير".

وفي ختام الاجتماع سأل أنان مضيفه "إلى متى تعتقد أن هذه الأزمة يمكن أن تستمر؟". أجاب الأسد"ما دام نظام (…) يموّلها"، فأردف مستوضحاً "وهل تعتقد أنهم خلف كل التمويل الحاصل؟".

أجاب الأسد "بل هم خلف أمور كثيرة تحصل في منطقتنا، فهم يعتقدون أنهم قادرون على زعامة العالم العربي راهناً ومستقبلاً"، قبل أن يختم الموفد الأممي الحديث معلّقاً "لكن يبدو لي أنه ينقصهم عدد السكان اللازم لطموح كهذا".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى