سياسية

لتداعيات الكارثية للتدخل الغربي ضد ليبيا شكلت درسا لروسيا والصين ودول أخرى في معالجة الوضع بسورية

حذر ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط من أن محاولات تكرار السيناريو الليبي حيال الوضع في سورية ستؤدي إلى عواقب كارثية نظرا للخصوصية السورية
وأكد بوغدانوف في حديث لمجلة في اي بي بريميير الروسية نشره موقع الخارجية الروسية أن التداعيات الكارثية للتدخل العسكري الأجنبي ضد ليبيا شكلت درسا لروسيا والصين ودول أخرى لدى معالجتها للأزمة في سورية بغية الحؤول دون تكرار السيناريو الكارثي في ليبيا متوقعا أن يؤدي قيام حلف شمال الأطلسي /الناتو/ باستخدام القوة في المنطقة العربية إلى إضعاف مواقع دوله الجيوستراتيجية في ميزان القوى العالمي وليس فقط مواجهته الفشل بتحقيق أهدافه
وشدد بوغدانوف على أن حلف الناتو خلق في ليبيا سابقة خطيرة للتدخل العسكري بذريعة حماية المدنيين ودعما لطرف واحد في صراع داخلي وقال "لكن خبرة العراق وأفغانستان وليبيا أيضا تظهر أن محاولات أعضاء الحلف استعراض العضلات والقيام بعمليات باستخدام القوة خارج منطقة مسؤوليته تمثل مجازفة تقود الحلف للغوص في الرمال العربية لفترة طويلة"0
ولفت إلى أن الشعب الليبي لا يزال يعاني حتى الآن من إنعدام روح المسؤولية هذه لدى عدد من شركاء روسيا في العالم مؤكدا أن الولايات المتحدة تتذرع بإشاعة ما تصفه بالديمقراطية لاستغلال العوامل المولدة للنزاعات الداخلية المتراكمة على مدى عشرات السنين.

وقال "إنه يجب أن ننأى بأنفسنا ذهنيا عن الاتجاهات الخاصة المنفردة لواقعيات اليوم وأن نتعامل مع الصورة الكاملة لها".

وحذر بوغدانوف من أن الأوضاع في العالم العربي لا تساعد على حل الصراع العربي الإسرائيلي لافتا إلى أن روسيا بصفتها طرفا نشيطا في اللجنة الرباعية الدولية تسعى للمشاركة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقال "إن المساهمة في حل القضية الفلسطينية يمكن أن يحسن المناخ العام في الشرق الأوسط ويقلل من حدة المواجهة ويبرد سخونة اتجاهات التفكير المتطرفة ".

ونبه بوغدانوف إلى سعي بعض أعضاء المجتمع الدولي إلى التعويض عن فقدان مواقع الهيمنة التقليدية السابقة التي كانوا يتمتعون بها في الاقتصاد والسياسة في العالم بالاعتماد على استخدام القوة العسكرية لافتا إلى أن الأحداث الدراماتيكية لما يسمى الربيع العربي تشكل مثالا على الإغراءات التي تراود البعض في إجراء عمليات تغيير في بعض المناطق لصالحها واستخدام ما وصفه بعقار تقوية العضلات العسكرية من أجل تشغيل اقتصادها متجاهلة عندئذ مصالح البلدان ذات السيادة والأحكام الأساسية للقانون الدولي.

وأكد بوغدانوف أن تقلص نفوذ الغرب في الشؤون العالمية وتسارع وتيرة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية بسبب الركود في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ساعد على نشوء بنية العالم متعددة المراكز لافتا إلى أن مراكز القوة التي أظهرت قدرات جيوسياسية واقتصادية متزايدة وخاصة لدى الصين تشكل وسطا جديدا للمنافسة وتكشف عن أفضليات نموذجها للتطور0

وشدد نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط على "أن استعادة بلاده لمواقعها الدولية وتقدم وتوطد الصين لأخذ موقعها في الموقع العلوي للسياسة العالمية وتعزيز القدرات الاقتصادية والمالية لدول مجموعة بريكس تشكل عوامل تتيح ابداء مقاومة فعالة لأنصار مروجي التدخل الإنساني والمسؤولية عن حماية المدنيين ومن ضمنها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا0

ورأى أن تخلص اليابان من نمط الحياة الغربي وعودتها إلى جذورها الآسيوية الأصلية جعلها تشكل عنصرا هاما في إحلال التوازن في الشرق الأقصى إلى جانب نهضة الصين .

واعتبر أن التعاون بروح الشراكة بين روسيا والغرب عموما قد تجلى في النتائج البناءة لقمة مجموعة دول الثماني الكبرى التي عقدت في كامب ديفيد مؤخرا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى