أخبار البلد

الاحتلال الإسرائيلي ينتهك المواثيق الدولية ويواصل بناء المستوطنات في الجولان السوري المحتل

بدأ الاستيطان الصهيوني على أرض الجولان السوري المحتل بعد شهر من بداية عدوان حزيران عام 1967 اذ شيدت أول مستوطنة صهيونية غرب مدينة القنيطرة بـ 5 كلم باسم ماروم جولان مكان قرية
عين الزيوان على سفوح تل أبو الندى لكن تم نقلها إلى الطرف الآخر من الجبل حيث مكانها اليوم في منطقة الشعاف تحت نفس الاسم.
ويعتبر الإرهابي موشيه دايان وزير الحرب الإسرائيلي أواخر ستينيات القرن الماضي صاحب فكرة الاستيطان وبناء المستوطنات في الجولان المحتل حيث قال في حينها.. "إننا اليوم سنثبت واقعا استيطانيا جديدا على أرض الجولان لن يستطيعوا تغييره في المستقبل" وجاء تصريح دايان بعدما قام بتهجير 153 ألف مواطن سوري من الجولان المحتل في عدوان حزيران عام 1967. تتوزع غالبية المستوطنات الإسرائيلية وعددها يزيد على سبع وثلاثين مستوطنة في القطاع الأوسط والجنوبي من الجولان المحتل فمن بلدة قصرين جنوباً باتجاه بحيرة طبريا نجد ما يقارب 70 بالمئة من المستوطنات وذلك حسب المصادر الموثقة وما تنشره الصحافة الغربية والإسرائيلية.  ويرى الباحث في شؤون الجولان السوري المحتل المحامي محمد المحاميد من منطقة البطيحة المحتلة أن سلطات الاحتلال تركز على القطاعين الأوسط والجنوبي في بناء مستوطناتها نظرا لكون المنطقة في القسم الشمالي من الجولان جبلية ووعرة وليست صالحة بشكل كبير للزراعة وغيرها مثل القطاع الجنوبي المتاخم لبحيرة طبرية التي تستغل مياهها والمسيلات والأنهار التي تصب فيها.

وأضاف المحاميد.. "تستثمر سلطات الاحتلال والمستوطنون 80 ألف دونم زراعياً و450 ألف دونم مراعي من أراضي القطاعين الأوسط والجنوبي وتحتاج إلى 30 مليون متر مكعب سنوياً لهذه الأراضي وجميعها من الجولان حيث تزرع أشجار مثمرة منها حمضيات وتمور وعنب وموز وتفاح وكرز فضلا عن القطن والبطيخ والذرة وغيرها مع بناء حظائر للمواشي لصالح المستوطنين فيها ستة آلاف رأس بقر ونحو 20 ألف رأس غنم في المراعي يستفيد منها أكثر من عشرين ألف مستوطن صهيوني في الجولان وبذلك تكون السلطات المحتلة قد قامت بنهب خيرات الجولان المحتل ووزعتها على مستوطنيها لجذب أكبر عدد منهم".

وأشار الأسير السوري المحرر عطا فرحات من بقعاثا المحتلة إلى النوايا المبيتة لدى العصابات الصهيونية من جراء إقامة المستوطنات في الجولان المحتل لافتا إلى ما سعت قوات الاحتلال لتحقيقه ومنه.. تحقيق حلم ما يسمى الدولة التوراتية والسيطرة على مصادر المياه في الجولان المحتل واستغلالها واستغلال أراضي الجولان وخيراته بعد طرد السكان الأصليين بالقوة وتكريس احتلال الجولان وخاصة بعد قرار الكنيست الجائر بضم الجولان إلى كيانه المصطنع مشيرا إلى ان المستوطنة هي عبارة عن معسكر بشكل قرية تعاونية مدنية فالمستوطنون غالباً ما يكونون ضباطا في الجيش وأجهزة الأمن وبذلك تكون سلطات الاحتلال قد وضعت الجيش بشكل دائم على خط الجبهة.

ولفت حسن فخر الدين من مجدل شمس المحتلة إلى ما قامت به الجرافات الاسرائيلية بتدمير كل القرى السورية المحتلة والتي تم تهجير سكانها بالقوة وكل ذلك لإلغاء أي أثر لسكان عرب كانوا موجودين على هذه الأرض وتغيير معالم القرية وبناء مستوطنات جديدة مكانها تحت أسماء عبرية مشيرا بذلك إلى أسماء عدد من المستوطنات وأسماء القرى العربية التي دمرت ومنها مستوطنة الروم بدلا من اسم قرية عين الحجل ومستوطنة نفيه اتيف التي شيدت على أنقاض قرية جباثا الزيت ومستوطنة مروم جولان بدلا من قرية باب الهوى ومستوطنة شاعال على أنقاض قرية قرحتا السورية المحتلة وغيرها.

وبذلك تكون سلطات الاحتلال قد شوهت الجغرافيا والتاريخ معاً فالزائر للجولان لا يرى أثراً لسكان سوريين سوى القرى الخمس الباقية مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية والغجر.

ولا تزال سلطات الاحتلال والحركات الصهيونية تسعى جاهدة لاستقطاب اكبر عدد من المستوطنين إلى الجولان المحتل وذكرت الإذاعة الإسرائيلية بتقاريرها الإذاعية المتتالية بين عامي 2002 و2005 أن الحكومات الصهيونية ستمنح أي شاب راغب بالزواج منزلا فخما تقدر مساحته 250 م2 مجانا في جنوب الجولان المحتل مع تامين البنية التحية اللازمة للمنزل وما يحيطه من حدائق ومزارع جاهزة للاستثمار كما تناولت الصحافة الإسرائيلية في حينها نية الاحتلال إقامة مطار كبير في منطقة فيق المحتلة قرب الحمة المعروفة بحماماتها الطبية وموقعها السياحي لاستقطاب السياح من شتى أصقاع العالم فضلا عن تشجيع المستوطنين للإقامة في تلك المنطقة واستثمارها سياحيا وزراعيا وصناعيا الا انه وبالرغم من كل حملات التشجيع الصهيونية لاستقطاب المستوطنين إلى الجولان لم يرتفع عددهم عن عشرين ألف مستوطن أي اقل من عدد سكان الجولان المحتل المتمسكين بأرضهم وهويتهم العربية السورية بسبعة آلاف مواطن ويبقى الأمل كبير بتحرير الجولان وعودته حرا أبيا إلى حضن الوطن الأم رغم الانتشار السرطاني للمستوطنات الصهيونية على امتداد أراضينا السليبة دون أن يحرك العالم ساكنا ومعه الدول الغربية التي تبحر أساطيلها في المحيطات والبحار لنشر الديمقراطية والحريات المزيفة على فوهات المدافع والصواريخ وجماجم الأطفال الأبرياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى