سياسية

روسيا:سنحبط أي قرارات تتيح التدخل في سورية

أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده ستحبط أي قرارات في مجلس الأمن تتيح تدخلا عسكريا في سورية لافتا إلى أن تنظيم القاعدة يقف خلف الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها سورية خلال الأيام الماضية.
وقال غاتيلوف في تصريح للصحفيين فى موسكو أمس " لن نسمح بتمرير أي قرارات مميعة ولاسيما تلك التي تتعلق باستخدام القوة ونأمل بشكل عام عدم حدوث أي سيناريو عسكري بل التوصل إلى حل سياسي ". وأضاف غاتيلوف" أعتقد أنه لا وجود في الوقت الراهن لأي خطر جدي للتدخل بالقوة في سورية مشيرا إلى أن الغربيين أصبحوا أكثر ضبطا للنفس".
وشدد غاتيلوف على أن مجلس الأمن لا ينظر حاليا في أي قرارات حول سورية وليست هناك ضرورة لذلك لافتا إلى أن الأسرة الدولية تميل بصورة متزايدة إلى وجوب تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان. وقال نائب وزير الخارجية الروسي "إن تنظيم القاعدة ومجموعات متحالفة معه تقف خلف الاعتداءات التي شهدتها سورية خلال الأيام الماضية ".
ورأى أن " المجابهة في سورية تتخذ طابعا طويل الأمد مقارنة بالفترة السابقة" لافتا إلى وجود تأييد جدي للحكومة السورية بين السوريين.
وفي سياق آخر أشار غاتيلوف إلى أن موسكو لاترى آفاقا لبدء محادثات مباشرة بين ممثلي السلطات السورية والمعارضة في الفترة القريبة القادمة دون أن يستبعد إخفاق المؤتمر المزمع عقده في 16 أيار الجاري في القاهرة لتوحيد المعارضة السورية " بسبب تشتت هذه المعارضة إلى أقصى الحدود".
وبين غاتيلوف أن موسكو تجري اتصالات مع المعارضة الخارجية واقترحت عليهم المجيء إلى موسكو و لكن لم يرد جواب منهم حتى الآن.
وحول التعاون العسكري الروسي السوري أكد غاتيلوف أن روسيا لاتعتزم وقف تعاونها العسكري التقني مع سورية لافتا إلى أن جميع إرساليات الأسلحة تجري على أسس قانونية و أن روسيا لا ترسل أي أسلحة هجومية بل تقتصر على الأسلحة الدفاعية فقط .
وأضاف غاتيلوف أنه "سيكون مجانبا للصواب ترك الحكومة السورية دون وسائل للدفاع في الوقت الذي يجري فيه تزويد قوى المعارضة بالأسلحة ".
الخارجية الروسية: الأنباء عن تدريب مسلحين سوريين في كوسوفو تتنافى مع خطة عنان المدعومة من الأسرة الدولية
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق من الأنباء المتداولة في وسائل إعلام مختلفة حول اتصالات بين ممثلي المعارضة السورية وسلطات ما يسمى جمهورية كوسوفو مؤكدة أن هذه الخطط تتنافى مع خطة كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجهوده.
وجاء في بيان للخارجية الروسية إن مثل هذه النوايا تتنافى مع جهود عنان التي تحظى بدعم الأسرة الدولية بمجملها منبها بأن تحويل كوسوفو إلى ميدان تدريب دولي لإعداد مقاتلين لمختلف التشكيلات المسلحة يمكن أن يصبح عاملا خطرا لتقويض الاستقرار يتجاوز أطر منطقة البلقان.
ودعا البيان الجهات الدولية العاملة في كوسوفو إلى اتخاذ جميع التدابير الضرورية لدرء تنفيذ مثل هذه النوايا.
ولفت البيان إلى أن "الحديث لا يقتصر على مجرد تبادل للآراء حول انشاء حركات انفصالية تهدف إلى تقويض الأنظمة القائمة فحسب بل أيضا عن تدريب مسلحين سوريين في أراضي كوسوفو وفي مناطق شبيهة من حيث تضاريسها الجغرافية بأراض سورية ولا يستبعدون احتمال إقامة مراكز للتدريب في القواعد السابقة لما يسمى جيش كوسوفو التحريري".
روسيا تدين محاولات تحويل مجلس حقوق الإنسان إلى أداة للضغط السياسي على الدول التي لا تسير في ركاب الغرب
وفي سياق متصل, أعربت روسيا عن أسفها وإدانتها لمحاولات تحويل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من منتدى لمناقشة حقوق الإنسان الفعلية إلى أداة للضغط السياسي على البلدان التي لا تسير في ركاب الغرب.
وقال فاسيلي نيبزنايا مدير إدارة التعاون الإنساني وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الروسية في كلمة له أمام مجلس الدوما الروسي "إن مجلس حقوق الإنسان الذي تم انشاؤه ليكون منتدى للتحدث غير المسيس حول هذه القضية تحول اليوم إلى ساحة للهجمات و الضغوط السياسية على البلدان التي لا تعجب الغرب و لا تسير في ركابه".
وأكد نيبزنايا "أن هذا المجلس لم يعد مكانا للحوار غير المسيس عندما يستغل الغربيون تفوقهم العددي لعقد جلسات طارئة الواحدة تلو الأخرى ضد سورية و إيران وكل من يقع تحت أيديهم".
موسين: ما يجري في سورية عمليات إرهابية بحتة تقوم بها جماعات راديكالية مسلحة تدعمها دول عربية وأجنبية
كما أكد مراد موسين نائب رئيس لجنة التضامن مع الشعبين السوري والليبي أنه اطلع بشكل ميداني على جانب مما يحدث في سورية مشددا على أن ما يجري فيها هو عمليات إرهابية بحتة تقوم بها جماعات راديكالية مسلحة وأن سورية تريد القضاء على الإرهاب الدولي الذي تدعمه دول عربية واجنبية داعيا مجلس الأمن الدولي الى إقرار حظر دولي على هذه الدول.
ولفت موسين في حوار مع قناة روسيا اليوم الى وجود مسلحين عرب وأجانب في سورية استطاعت مجموعة اعلامية روسية مستقلة رصد بعضهم إضافة الى رصد كميات كبيرة من الأسلحة لديهم مشيرا إلى تسلل بعض الإرهابيين عبر الحدود التركية إلى سورية والذين يشنون الهجمات الإرهابية ضد المقرات الحكومية السورية المدنية والعسكرية.
وقال موسين "إن المركز الدولي للإرهاب هو في قطر التي تأتي منها الأسلحة وتدعم المسلحين بملايين الدولارات فهي تساهم في تمويل الارهاب ..والسعودية ليست بعيدة عن ذلك أيضا مشيرا الى أن ما يحدث في المنطقة سيطول قطر والسعودية وأن أيامهما باتت معدودة لأنهما بلدان يحكمهما طغاة ويعانيان من مشاكل داخلية كثيرة".
وأوضح موسين أن الادارة الامريكية تدعم الإرهابيين في سورية بهدف تطويع الحكومة السورية لتقديم الولاء لها خدمة لمصالح واشنطن في المنطقة وقال "إن الولايات المتحدة لا تحارب الإرهاب بل تنظم الإرهاب في سورية على يد بلدان أخرى مثل قطر والسعودية وتركيا أما بالنسبة للأوضاع الداخلية فلا أحد يريد العودة إلى الوراء لذلك أظن أن أمريكا قد خسرت في سورية أما الأوروبيون فيفهمون جيدا أن الولايات المتحدة تلعب باقتصادهم من خلال افتعال حروب في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي".
وبشأن عمل المراقبين الدوليين في سورية اكد موسين وجود من يريد اعاقة عمل المراقبين من خلال دعم المجموعات الارهابية وتنفيذ تفجيرات ارهابية في المدن السورية وقال " إنهم يحاولون إعاقة عمل المراقبين من خلال التفجيرات الارهابية الأمر الذي يدل على أن حربا إرهابية دائرة في سورية وهم لن يتمكنوا من تبرير أعمالهم الإرهابية بشعارات سياسية والدليل على ذلك أنه قد تم القاء القبض على 26 مرتزقا أجنبيا ونقلت أسماوءهم إلى مجلس الأمن وهم لا يحملون جنسية عربية فماذا يفعلون في أراضي سورية وبالطبع هم يخوضون اعمالا إرهابية والجيش السوري حتى الآن يتحلى بالصبر منعا لسقوط ضحايا مدنيين".
ولفت موسين الى الاصلاحات الكثيرة التي اقدمت عليها القيادة السورية وأبرزها اقرار الدستور الجديد للبلاد الذي ينص على التعددية السياسية و جملة القوانين الاصلاحية الأخرى اضافة الى اجراء الانتخابات البرلمانية التي شارك فيها المواطنون بأعداد كبيرة.
محللون ومواطنون روس: الأعمال الإرهابية لن تتمكن من إخضاع سورية الشامخة ولا تدل سوى على إفلاس المجرمين ومحاولاتهم اليائسة للنيل من عزتها وكرامتها
وأكد عدد من المحللين والمواطنين الروس أن يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى دمشق وقتلت الأبرياء من أبنائها تجد أشد الإدانة والشجب في روسيا الرسمية والشعبية التي ترى أن سورية تتعرض لهجمة إرهابية تمولها وتسلحها ممالك ومشيخات الخليج وتركيا وأسيادهم في عواصم الغرب الاستعماري.
وأشار محللون ومواطنون روس خلال لقاءات مع مراسل سانا في موسكو أمس الى ان روسيا والى جانب إدانتها التفجيرين الإرهابيين في دمشق تجدد ثبات موقفها الداعم لسورية ورفض اي تدخل في شؤونها الداخلية معربين عن قناعتهم ان الاعمال الإرهابية لن تتمكن من إخضاع سورية الشامخة ولا تدل سوى على إفلاس المجرمين ومحاولاتهم اليائسة للنيل من عزة سورية وكرامتها.
وقال المستشار السياسي في مجلس الدوما الروسي رجب صفاروف ان التفجيرين الإرهابيين في دمشق جريمة نكراء وعمل وحشي يتنافى مع تعاليم الاسلام وقواعد الأخلاق الانسانية ولا يقوم بمثل هذه الاعمال حتى الوحوش مشيرا الى ان الإرهابيين كانوا بحاجة الى حدث كبير يتحدث عنه العالم كي يظهروا ان سورية تفتقر الى الاستقرار والهدوء وتسير نحو حرب أهلية.
وأكد صفاروف أن هذه أكاذيب مطلقة مشيرا إلى أنه غادر دمشق قبيل ساعات من وقوع التفجيرين في منطقة القزاز ورأى بأم عينه أنه لا يجري في سورية أبدا ما يتكلم عنه أعداؤها ووسائل الاعلام التحريضية مثل(سي ان ان)و(بي بي سي)والجزيرة وغيرها.
ورأى صفاروف ان سورية هي اليوم بلد يوءثر في مصير العالم بأسره وفي لوحته الجيوسياسية الشاملة ويتوقف على ما يجري في سورية مستقبل إيران وروسيا والصين.
بدوره قال رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في أكاديمية العلوم الروسية فلاديمير يفسسيف إن العملين الإرهابيين في دمشق كانا حدثين محزنين لي وأنا كنت في دمشق عشية هذه الجريمة الفظيعة ورأيت كيف يتجول الناس في شوارعها في المساء دون ان يخشوا شيئا وأضاف.. ان هذه الاعمال الإجرامية في سورية تعيد الى أذهان المواطنين الروس تلك الاحداث الإرهابية التي وقعت في روسيا وحتى في عاصمتها موسكو ومنها التفجيرات في مترو الإنفاق ولذلك فان المواطنين الروس يشاطرون أصدقاءهم السوريين آلامهم وأحزانهم.
ولفت يفسسيف إلى أن السوريين يريدون السلام والاستقرار ولكن هذا بالذات ما لا يريده الآخرون ولذا فان موقف الغرب يثير أشد الاستياء لأنهم يتكلمون عن الديمقراطية في سورية بينما يقومون بتمويل وتسليح المعارضة في سورية لتنفيذ أعمالها الإجرامية.
وأعرب يفسسيف عن رأيه بان ممالك ومشيخات الخليج وبالأخص السعودية وقطر تشعر بالحسد إزاء سورية التي تملك ما لا يملكون لأنهم لا يعرفون ما الديمقراطية وما الانتخابات وما التعددية الحزبية ومن وجهة النظر هذه فانهم يخشون ويخافون ان تنتقل اليهم الفوضى وعدم الاستقرار وان يطرح مواطنوهم مسالة شرعية السلطة في بلادهم.
واعتبر الباحث الروسي ان موقف موسكو الرسمي في عهد الرئيس فلاديمير بوتين سيستمر في نهج الشراكة الاستراتيجية مع سورية وابداء الدعم لها وستنسق روسيا مواقفها مع الدول الصديقة مثل ايران والصين.
من جهتهم أكد مواطنون روس في استطلاع للرأي في شوارع موسكو ان الاعمال الإرهابية موجهة ضد الشعب السوري بالذات وتهدف الى ممارسة الضغوط على سورية للتخلي عن خطها الوطني الداعم للمقاومة العربية ضد اسرائيل والهيمنة الامريكية في المنطقة.
ونوه المواطنون الروس بعلاقات الصداقة الوطيدة التي تربط روسيا وسورية منذ زمن بعيد معربين عن إدانتهم للأعمال الإرهابية في سورية والتي لا يمكن تبريرها بأي أهداف سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى