سياسية

رسالة إلى القيادة التركية حول آليات مشتركة لوقف العدوان و رفع الحصار

تلقت القيادة التركية رسالة من السيد الرئيس بشار الأسد حول العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة وتداعياته الخطيرة نقلها السيد وليد المعلم وزير الخارجية خلال لقاءاته في انقرة
مع السيد عبد الله غول رئيس الجمهورية التركية والسيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء والسيد علي بابا جان وزير الخارجية.

وتركز البحث في الآليات المشتركة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة وفتح جميع المعابر بما يسمح بمواجهة الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

وقال الوزير المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي بابا جان إنه نقل رسالة من الرئيس الاسد الى القيادة التركية تتضمن التقدير العالي لمواقفها وتحيات الشعب السوري إلى الشعب التركي الشقيق الذي خرج بكل اطيافه للتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة أمام هذه المجازر الوحشية التي ترتكبها اسرائيل بحق شعب أعزل محاصر يمنع عنه الغذاء والدواء في أشرس عدوان شهده تاريخ الحروب حيث أطنان القنابل تسقط على الأبرياء والأطفال في قطاع غزة وآلاف الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال وبيوت العبادة هدف لهذا العدوان الذي لم يسلم منه البشر والحجر.

وأشار وزير الخارجية إلى أن مباحثاته مع الأشقاء الأتراك تناولت في سبل الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة ورفع الحصار وفتح جميع المعابر والبحث عن آليات مشتركة لتحقيق ذلك وأن وجهات النظر السورية التركية كانت متطابقة وخرجنا بتصور مشترك لهذا الأمر.

وعبر الوزير المعلم عن ثقته بنجاح الجهد الذي تقوم به سورية وتركيا لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأنه سيؤتي ثماره لأننا نطالب بموقف مشروع يحمي أرواح الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية ويعيد الحياة الطبيعية إلى أهلنا في غزة مشيراً إلى أن سورية منذ بدء هذا العدوان كانت على اتصال وتشاور مع الأشقاء في تركيا ومع بعض الأشقاء العرب.

المعلم: العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة لن يحقق أهدافه

وأكد المعلم أن العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة لن يحقق أهدافه وأنه لابد من أن نبحث في آليات تحريك مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية والمجتمعات والهيئات الأخرى من أجل محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم.

ورداً على سؤال حول التحرك العربي بشأن غزة أشار الوزير المعلم إلى دعوة الرئيس الأسد لعقد قمة عربية طارئة ودعوة أمير قطر لعقد هذه القمة في الدوحة مؤكداً أن سورية تواصل مشاوراتها من أجل عقد هذه القمة التي وضع البعض العقبات أمام عقدها بالرغم من أن الوضع الراهن يحتاج أكثر من أي وقت مضى إليها مشيراً إلى أن التعويل على مجلس الأمن في هذه المرحلة وهم ولن يحقق شيئاً.

المعلم: إسرائيل برهنت أنها لا تملك إرادة صنع السلام وتقوم على القتل وارتكاب جرائم الحرب

ووصف الوزير المعلم العدوان الإسرائيلي بالبربري بكل المقاييس داعياً المجتمع الدولي لمحاكمة المسؤولين عن جرائم هذه الحرب التي تتعارض مع كل المواثيق الدولية بما فيها اتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني.

وأكد المعلم أن إسرائيل بهذا العدوان الآثم برهنت أنها لا تملك إرادة صنع السلام وتقوم على العدوان والقتل وارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية متسائلاً أي سلام نتكلم عنه في ظل هذا العدوان.

ونوه الوزير المعلم بمواقف رئيس الوزراء التركي إزاء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة وكذلك بالهبة الشعبية التركية المواكبة للتحركات الشعبية في العالم العربي وفي أوروبا والولايات المتحدة الامريكية حيث الملايين وقفوا إلى جانب أهلنا في غزة وضد العدوان الإسرائيلي الوحشي وضد من يسانده في الغرب.

المعلم: سورية تعول على الدور التركي داخل مجلس الأمن

وحول الدور التركي في مجلس الأمن الدولي قال المعلم إن سورية تعول كثيراً على الدور التركي داخل مجلس الأمن الدولي ونحن من خلال تجربتنا في منطقتنا ومن واقع تركيبة مجلس الأمن وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية عليه بحكم حقها بالفيتو لا نعول كثيراً على هذا المجلس الذي أؤكد لكم أنه لن يتخذ أي قرار إلا عندما تريد إسرائيل ذلك عبر أمريكا.

وأشار إلى أن سورية لا تنتظر مجلس الأمن ولهذا جئت إلى أنقرة لنتحرك فيما بيننا بشكل منسق وتوصلنا إلى أفكار مشتركة سنطلقها للمجتمع الدولي ولدى الأطراف من أجل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب قوات العدو الإسرائيلي ورفع الحصار وفتح المعابر وهذا هو هدفنا.

وحول إلغاء محادثات السلام غير المباشرة بوساطة تركية رداً على العدوان الإسرائيلي أوضح الوزير المعلم أن هذه المحادثات انطلقت في ظل تهدئة بين حماس وإسرائيل مدتها ستة اشهر وتنص على رفع الحصار مؤكداً أن إسرائيل هي التي خرقت هذه التهدئة بعد اسبوعين من التوصل إليها.

وأضاف المعلم أن شرط المحادثات غير المباشرة كما يعرف الأشقاء في تركيا كان ألا تقوم إسرائيل بأي عمل عسكري ضد غزة أو الضفة الغربية وأن لا يكون ذلك على حساب المسار الفلسطيني ومن الطبيعي عندما قامت إسرائيل بهذا العدوان الهمجي ضد غزة أن تتوقف المحادثات غير المباشرة رغم أن استعادة الجولان المحتل هو أمر مهم وغالي بالنسبة لسورية ويشكل أولوية لكن هذا الموقف مهم من جانب القيادة السورية لأن ما يجري في غزة من مجازر يستحق وقف هذه المحادثات غير المباشرة ويبرهن أن إسرائيل ليست لديها إرادة صنع السلام.

بدوره قال بابا جان إن بدء العدوان الإسرائيلي البري على قطاع غزة أكسبه بعداً خطيراً معبراً عن استنكاره لهذا العدوان المرفوض.

وأشار بابا جان إلى أن تركيا صرحت منذ بداية العدوان أن أرواحاً كثيرة فقدت من الأشقاء الفلسطينيين معظمهم مدنيون سيدات ورجال وشيوخ وأطفال وأن كل شعوب المنطقة تستنكر بشدة هذا العدوان والذي أدى إلى مآسٍ وآلام شديدة ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي تجاهها وننتظر التطورات الأخيرة.

وأكد باباجان أن تركيا تدرك مسؤوليتها ويجب إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وهذا يعتبر من اوليات السياسة التركية الخارجية.

باباجان: استمرار العدوان سيجلب مشاكل للمنطقة

وحذر بابا جان من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة سيجلب مشاكل للمنطقة ولا يمكن تحقيق سلام عالمي طالما هناك مأساة يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة وفلسطين وان هذه المأساة تهم المجتمع الدولي بأسره وينبغي وقف إطلاق النار فوراً ورفع الحصار.

ودعا بابا جان إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين موجهاً نداء إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته مشيراً إلى ضرورة تحقيق الوفاق بين الفلسطينيين وتقديم المبادرات الهادفة لإنهاء العدوان الإسرائيلي.

وأشار بابا جان إلى أن القيادة التركية لها مبادرات ومباحثات واتصالات بكل الجهات المعنية وأن تركيا تواصل جهودها في إطار الأمم المتحدة ونحن مصممون لمواصلة هذه الجهود وينبغي تحريك المجتمع الدولي لإيجاد الحل والوصول إلى الهدف المشترك لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني مشيراً إلى أن الهدف الآن هو وقف إطلاق النار فوراً مؤكداً أنه لا يمكن لتركيا أن تبرر هذه الاعتداءات ولا الموافقة على فقد أرواح أبرياء.

وعبر بابا جان عن اسفه الشديد لعدم تمكن مجلس الأمن منذ بداية العدوان من الوصول الى اتفاق على بيان مشترك لوقف العدوان على غزة.

وقال إن تركيا وسورية وعدداً من الدول العربية لديها أفكار متعددة حول كيفية تحقيق وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني مشيراً إلى أن المجتمع الدولي وكافة الدول عليهم مسؤولية التحركة لاتخاذ التدابير اللازمة لهذا العدوان لافتاً إلى التحرك التركي منذ اللحظات الأولى لإنهاء العدوان.

وأشار بابا جان إلى أن غزة منذ سنوات عليها حصار وتمنع عنها الأغذية والأدوية والمواد الأساسية والخدمات الإنسانية مشدداً على ضرورة وصول الخدمات الإنسانية من كافة دول العالم إلى غزة داعياً إلى رفع الحصار بشكل نهائي وفتح المعابر.

ووصف الوزير التركي الأفكار السورية التي حملها الوزير المعلم بالجيدة والبناءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى