صحافة أجنبية

الصحافة التركية: حكومة أردوغان تسخر من الشعب التركي ونكثت بجميع تعهداتها مع دول الجوار

واصلت الصحافة التركية تهكمها على ما أدلى به رئيس الدبلوماسية في حكومة حزب العدالة والتنمية احمد داوود أوغلو خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمة التركي نهاية الأسبوع الماضي حول سياسته
 الخارجية وحرصه على الدفاع عن الحرية وخلق منظومة جديدة للسلام بقيادة تركيا. فبعد الانتقادات الحادة التي وجهتها مختلف أحزاب المعارضة التركية لحكومة رجب طيب أردوغان وسياستها الخارجية التي حولت تركيا إلى دولة أزمة في المنطقة وصف موقع تي 24 التركي في مقال للكاتب أيدين أنجين السياسة الخارجية التركية الحالية التي يقودها أوغلو بأنها حالمة وبعيدة عن الواقع ساخرا من أوغلو لأنه أثبت بتصريحاته حول رؤية بوادر منظومة سلام جديدة في المنطقة أنه شخصية سياسية تملك مخيلة واسعة وهو مالا يراه عموم الشعب التركي الذي يفتقر للرؤية والمخيلة الواسعة التي يمتلكها أوغلو على ما يبدو.
وأعرب الكاتب عن استغرابه من حديث أوغلو عن أن تركيا ستقود موجات التغيير في المنطقة وتتزعم منظومة السلام الجديدة حولها نتيجة لما سماه ولادة الشرق الأوسط الجديد متسائلا عن اي بوادر منظومة سلام يتحدث وزير الخارجية التركي في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة حيث لاتزال فيه حكومة أردوغان تعمل على تجييش الأوضاع في سورية والعراق يهتز كل يوم بتفجيرات إرهابية تستهدف جميع العراقيين وفي ظل تزايد ضغوط القوى الغربية على ايران بغية إخضاعها وفي الوقت الذي تطلق فيه إسرائيل التهديدات بشن عدوان ضد لبنان وإيران وغزة.
وقال الكاتب.. يبدو ان اوغلو الذي يتحدث عن شرق اوسط جديد يستثني منه السعودية التي تنظر إلى منح حق المرأة قيادة السيارة على أنه اصلاح ديمقراطي كبير وغير مسبوق كما يستثني منه الإمارات والممالك العربية التي يحكمها شيوخ النفط ومصر التي يحكمها الاخوان المسلمين والكويت التي تدار بقبضة من حديد واليمن والسودان والأردن وينظر إليها على أنها ليست دولا شرق اوسطية.
وأضاف إن جميع الوقائع توءكد أنه لا صحة لادعاءات داوود أوغلو بأن منطقة سلام تتشكل حول تركيا وإن أوغلو يسخر من الشعب التركي بكلامه هذا لأن حكومته التي خسرت جميع جيرانها في المنطقة غير قادرة على تزعم السلام وقيادة التغيير وتسعى إلى رسم صورة مشرقة لتركيا في الشرق الأوسط ولفت الانظار عن المشكلة الكردية وحق التظاهر الديمقراطي وتخلي حزب العدالة والتنمية عن تحقيق الديمقراطية في المجتمع التركي.
وفيما سخر موقع تي 24 التركي من الرؤية الإقليمية لحكومة حزب العدالة والتنمية وتناقضها مع الواقع تساءلت صحيفة وطن التركية في مقال للكاتب جان اتاكلي كيف يتحدث أوغلو عن الديمقراطية والحرية والتغيير في المنطقة في الوقت الذي يزور فيه أردوغان السعودية لبحث موضوع الحرية والديمقراطية في سورية مع النظام السعودي الذي لا يوفر لبلده أدنى مقومات الحرية والديمقراطية.
وقالت الصحيفة.. إن السعودية وقطر لا تملكان الديمقراطية والحرية ورغم ذلك لا نرى اي تدخل في شؤونهما من اجل تحقيق الديمقراطية والحرية ولا نسمع اي حدث ضد هذه الدول اطلاقا.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه جميع الحقائق أن حكومة أردوغان نكثت بجميع تعهداتها مع جيرانها ولاسيما شعار صفر مشاكل مع الجيران تنفيذا لإملاءات الغرب بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط أشارت صحيفة وطن إلى أن التناقض الكبير بين ما أعلنه أوغلو أمام مجلس الأمة التركي يأتي في سياق توكيل حكومة حزب العدالة والتنمية القيام بمهمة الضغط على سورية تمهيدا للانتقال إلى الضغط على إيران التي تشكل العقبة الأخيرة في المنطقة في المرحلة المقبلة.
وسخرت الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان حكومة أردوغان.. اي شعب سوري تدعم من ادعاءات أوغلو بأن مواقف تركيا لا توجهها الولايات المتحدة وأن حكومته تقف إلى جانب الشعب السوري مشيرا إلى أن أوغلو يتجاهل الرأي العام التركي ويبني سياسة ومواقف حكومة العدالة التنمية حيال سورية على أساس المعلومات التي ينشرها الاعلام العربي والإقليمي المعادي لسورية والمنحاز لواشنطن والغرب.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول.. إننا لا نحصل على معلومات اكيدة حول الاحداث الجارية في سورية وجميع الاخبار الذي يتناقلها الإعلام حول سورية مشبوهة.. وماذا يعني حديث حكومة أردوغان عن وقوفها الى جانب الشعب السوري وعن أي شعب تتحدث.. ويجب البحث عن الاسباب التي دفعت الحكومة التركية إلى اتخاذ موقف معاد لسورية التي كانت تعتبرها دولة صديقة قبل عام.
كتاب وصحفيون أتراك يؤكدون أن خطابات وزير الخارجية التركي المتعجرفة تثبت يوما بعد يوم فشل وهزيمة حكومة أردوغان في كل مواقفها المعادية لسورية
شدد عدد من المثقفين والكتاب والصحفيين الأتراك على أن الحكومة التركية باتت الذراع التنفيذية لمشاريع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في المنطقة وأن أسلوب وخطابات وزير خارجيتها احمد داوود أوغلو المتعجرفة تثبت يوما بعد يوم فشل وهزيمة هذه الحكومة في كل مواقفها المعادية لسورية محذرين حكومة أردوغان من مغبة الانسياق وراء هاجس الدولة العظمى أو الكبرى في المنطقة.
وأكد أوزجان ينيتشري الكاتب الصحفي التركي أن داوود أوغلو أثبت من خلال حديثه الأخير أمام مجلس الأمة التركي أن حكومته تحولت إلى حكومة صغيرة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة فهي تلعب دورها نيابة عن الولايات المتحدة وقال "إن حكومة رجب طيب أردوغان باتت تابعة لأمريكا بشكل كامل وسياستها بعيدة كل البعد عن الأهداف الجيوسياسية والمبادئ الإسلامية".
ونبه الكاتب التركي ينيتشري في مقال نشرته صحيفة (يني تشاغ) التركية إلى أن الهدف الحقيقي وراء استخدام داوود أوغلو عبارات عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في حديثه عن سياسة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هو شرعنة سياسة الاستعمار العالمي التي تتبعها الولايات المتحدة حالياً في المنطقة.
وشدد ينيتشري على أن وزير الخارجية التركي بدأ بذلك يلعب دور الوزير المشارك للشرق الأوسط الكبير وقال "إن داوود أوغلو حاول خلال شرحه للوضع في سورية تسويق الشعارات والعبارات الديمقراطية بينما غض النظر عن مطالب الشعب البحريني بتحقيق الديمقراطية والحرية والهجمات التي يشنها الجيش السعودي ضد الشعب البحريني المعارض".
ولفت ينيتشري إلى أن داوود أوغلو عندما تحدث عن نظام الحكم في سورية كان حريصا على عدم التطرق إلى بعد الأنظمة السعودية والقطرية والكويتية وغيرها عن المبادئ الديمقراطية والإنسانية وعندما تحدث عن أحداث العنف في سورية تناسى جرائم القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال الأمريكي بحق أكثر من مليون مواطن عراقي وتشريد ملايين آخرين واغتصاب مليون امرأة عراقية فكان بذلك مرتاحا جدا لما يحدث في العراق خلال السنوات العشر الماضية.
واختتم الكاتب التركي مقاله بالقول.. شاهدنا في مجلس الأمة التركي وزير خارجية دمويا يؤمن بما يقوله وفاقدا لرباطة الجأش وهو يستهدف سورية وحديثه يفتقد الأسلوب الأكاديمي والمجاملة الدبلوماسية حيث أملى آراءه على المجلس ووجه اتهاماته بصوت عال مع الأخذ بعين الاعتبار أن بإمكان أعضاء مجلس الأمة دحض الذرائع التي قدمها داوود أوغلو بسهولة ولكن حديثه كشف حقيقة ما تشهده سورية ومن هو المجرم الحقيقي الذي يحرض على القتل والعنف في سورية فأسلوبه المتغطرس والمتعجرف يثبت هزيمة تركيا فيما يتعلق بالمسألة السورية.
من جانبه انتقد الكاتب الصحفي التركي دنيز قاووقتشو أوغلو في مقال له نشرته صحيفة جمهوريات التركية بشدة حديث داوود أغلو أمام مجلس الأمة التركي حول دور تركيا المركزي وزعامتها في المنطقة مؤكدا أن مثل هذا الكلام أصبح مصدر سخرية للدول الأجنبية لأن الدول تتجه في سياساتها نحو الديمقراطية والحرية والتطور في العصر الحالي ولا تلهث وراء هاجس العظمة.
وقال قاووقتشو إن أي إنسان متابع للأحداث العالمية سيكتشف أن حديث وزير الخارجية التركي هو عبارة عن كلام فارغ وأن تركيا لا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة في الشرق الأوسط دون موافقة أو إذن الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت الكاتب التركي قاووقتشو إلى أن الدول المتقدمة لا تسجن الصحفيين والكتاب بسبب آرائهم بينما السجون التركية مليئة بالكتاب والصحفيين والعلماء والطلاب الجامعيين المعارضين معتبرا أن ادعاءات الحكومة التركية حول عظمة الدولة التركية لا تقنع إلا الجماهير الأمية وشريحة المثقفين الليبراليين الذين يتغذون على النظام فيها.
وأضاف قاووقتشو إن تركيا هبطت وفقا لإحصائيات عام 2011 إلى المركز 92 ضمن 187 دولة عالمية من ناحية التطور البشري حيث كانت تحتل المركز 83 ضمن 196 دولة عالمية عام 2010 محذرا الحكومة التركية من مغبة الانجرار وراء فكرة الدولة الكبيرة والزعيمة والعظيمة وتحويلها إلى هاجس في سياسة تركيا الخارجية.
بدوره كشف الكاتب الصحفي التركي أرسلان بلوت في مقال نشرته صحيفة (يني تشاغ) التركية عن أن أردوغان حاول إصدار قانون لتأجير الأراضي الملغمة على الحدود التركية السورية إلى إحدى الشركات الإسرائيلية لإزالة الألغام منها مؤكدا أن هدف أردوغان الحقيقي من ذلك هو خلق فرصة لانتشار الإسرائيليين على الحدود السورية التركية.
وقال بلوت إن النائب التركي محمد كونال من حزب الحركة القومية تحدث في كتاب له عن محاولات أردوغان هذه لتأجير الأراضي لإسرائيل بينما اقترحت رئاسة الأركان التركية استدعاء الناتو من أجل إزالة الألغام متذرعة بأن القوات المسلحة التركية لا تملك المعدات والعاملين المختصين لفعل ذلك مبينا أن رفض المحكمة الدستورية للقانون الذي قدمه حزب العدالة والتنمية هو ما منع انتشار إسرائيل وحلف الناتو على الحدود السورية التركية.
وفيما يتعلق باستجداء أردوغان التدخل الخارجي في سورية أكد الكاتب التركي بلوت أن سورية لا تشكل تهديداً لتركيا وإنما المجموعة الأمريكية التي تقود تركيا تهدد سورية بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية.
ونوه بلوت إلى الحقائق التي بينها كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي خلال الحملة الانتخابية عام 2011 مخاطباً أردوغان حيث قال له "أنت الرئيس المشارك لمشروع الشرق الأوسط الكبير وأنت من حاول إيجار الأراضي الملغومة لإسرائيل ومن منع نواب حزب العدالة والتنمية في آخر لحظة من ركوب سفينة (مرمرة) التي تعرضت لهجوم إسرائيلي".
كما بين الكاتب أن سيناريو قمة دافوس وموقف أردوغان في هذه القمة كان يهدف إلى التغطية على ألاعيبه التي بينها زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي وكشفها أمام الرأي العام آنذاك لأول مرة وقال "إن أردوغان قابل أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق في أنقرة قبل انعقاد قمة دافوس بشهر حيث أكد أولمرت لأحد الصحفيين المرافقين له إن أردوغان يحتاج إلى نجاح دبلوماسي عالمي من أجل تمكين مشروعيته أمام المعارضة التركية المتصاعدة".
وتابع الكاتب التركي بلوت إن العرض المسرحي الذي قدمه أردوغان في قمة دافوس تم تضخيمه من قبل الإعلام التركي وإظهاره كنجاح دبلوماسي حققه لافتا إلى أن الرأي العام العربي اقتنع بهذه المسرحية التي عرضها أردوغان.
وختاما أكد الكاتب أن أردوغان داس على الألغام بعد تدخله في الشأن السوري وقال "إن رفع أردوغان قدمه من على اللغم فسينفجر به وإن لم يرفعها فمن سينقذه منه" مشددا على أن أردوغان مهما حاول فلن يتمكن من تغيير نفسية الشعب التركي الرافض للتدخل في سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى