علوم وتقنيات

أنظمة السلامة المتطورة تغزو السيارات الصغيرة

غالباً ما تعتمد شركات السيارات في الوقت الراهن على التقنيات المتطورة، التي يتم استخدامها بكثرة في الموديلات الفارهة، من أجل رفع كفاءة سياراتها الصغيرة وترقية
موديلاتها الاقتصادية، وبالتالي تعم فائدة التجهيزات والأنظمة المتطورة، التي أثبتت جدارتها وفعاليتها في سيارات الصالون الفاخرة وموديلات الأراضي الوعرة ذات الكلفة الباهظة، على طبقة أوسع من العملاء. ولا يسري هذا التوجه على أنظمة المعلومات والترفيه وتجهيزات الراحة مثل المقاعد المزودة بوظيفة التدليك وأنظمة دخول السيارة من دون مفتاح فقط، لكن ينطبق أيضاً على تجهيزات السلامة وأنظمة الأمان المتوافرة على متن السيارات الفاخرة.
وتعد سيارة مرسيدس – بنز من الفئة A -الجديدة أحدث مثال على هذا التوجه لدى شركات السيارات، فقد احتفلت هذه السيارة الصغيرة بإطلالتها الأولى على الجمهور أثناء مشاركة الشركة الألمانية في فعاليات الدورة الأخيرة لمعرض جنيف الدولي للسيارات. وأشار الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية ديتر زيتشه، إلى مجموعة التجهيزات وأنظمة الحماية المستمدة من سيارات الفئة الفارهة والمتوافرة في هذا الموديل الاقتصادي، قائلاً «تشتمل هذه السيارة تقريباً على جميع التجهيزات المتوافرة في سيارة الفئة S الفاخرة».
وتزخر هذه السيارة المدمجة بالعديد من الوظائف المتطورة، إذ يمكنها مثلاً الحفاظ على ثبات مسافة الأمان بشكل أوتوماتيكي بينها وبين المركبات التي تسير في الأمام، إضافة إلى أن هذه السيارة تقوم بمراقبة مدى انتباه السائق ويقظته، لذلك فإنها تُذكره بضرورة أخذ فترات راحة أثناء القيادة في الوقت المناسب. وفي مواقف القيادة الحرجة تقوم أنظمة السلامة بشد أحزمة الأمان، وغلق بكرات الحزام، بالإضافة إلى ضبط المقعد على وضع قائم.
وأوضح زيتشه أن السيارة تعتبر الأولى في فئتها المزودة بنظام تحذير من التصادم يعتمد على الرادار، ويقول المتحدث الإعلامي باسم الشركة الألمانية، نوربرت غيسين، إن هذا النظام يقوم بتحذير السائق، الذي ربما يكون مشتت الانتباه والتركيز، من العوائق أمام السيارة عن طريق إشارات ضوئية وصوتية، كما أنه يجعل مساعد المكابح مستعداً دائماً لعمليات الكبح بشكل دقيق قدر الإمكان.
كما تعد باقة الموديلات المعروفة باسم السيارات العائلية الصغيرة من مجموعة فولكس فاغن الألمانية أحد الأمثلة الأخرى التي تجسد هذا التوجه لدى شركات السيارات العالمية، إذ تُعد موديلات «فولكس فاغن»، و«سيات»، و«سكودا» من أوائل السيارات الصغيرة، التي يتم تجهيزها بمكبح الطوارئ الأوتوماتيكي. وكما هو الحال في الموديلات الأكبر حجماً، يقوم هذا النظام الإلكتروني بمراقبة النطاق أمام السيارة، ويتدخل في حالات الطوارئ من خلال القيام بكبح السيارة بشكل أوتوماتيكي حتى السير بسرعة 30 كلم/ساعة، وذلك في حالة حدوث تصادم وشيك. وأوضح مدير قسم التطوير في الشركة الألمانية أولريش هاكينبيرغ «يمكن من خلال مكبح الطوارئ الأوتوماتيكي تجنب وقوع الكثير من حوادث التصادم الأمامية، وحتى إذا وقعت بعض التصادمات على الرغم من ذلك، فإنه يتم الحد من آثارها بدرجة كبيرة».
تجهيزات الإضاءة
على صعيد تجهيزات الإضاءة فإن التقنيات الحديثة المستخدمة في السيارات الفارهة قد وجدت طريقها أيضاً إلى موديلات الفئة الصغيرة والمتوسطة، إذ أوضح المتحدث الإعلامي باسم شركة «أوبل» أوفه ديلير،، أن الشركة الألمانية تقدم حالياً نظام الكشافات الفعال (AFL) لجميع موديلاتها القياسية، بدءاً من السيارت الفارهة ووصولاً إلى الموديلات التي تنتمي إلى فئة السيارات الصغيرة. ويتضمن نظام الكشافات الفعال (AFL) العديد من المزايا والخصائص المتطورة، منها على سبيل المثال ضوء المنعطفات الديناميكي وضوء الانعطاف، بالإضافة إلى وظيفة التشغيل الأوتوماتيكي للضوء العالي. وتهدف شركة «أوبل» من خلال تطوير الكشافات الأمامية «ماتريكس»، إلى عدم تعرض السيارات القادمة في الاتجاه المقابل للإبهار من جراء تشغيل الضوء العالي.
وعلى الرغم من أن هذه الكشافات الجديدة لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج القياسي، إلا أن مدير المشروع إنغولف شنايدر يَعد عملاء الشركة الألمانية بأنه لا يمكن بكل تأكيد الانتظار حتى طرح السيارة Insignia الجديدة، لذلك فإنه يتوقع تجهيز الموديل الجديد من السيارة Astra بهذه المصابيح المتطورة، التي من المقرر طرحها في الأسواق خلال العامين أو الثلاثة المقبلة.
من أعلى إلى أسفل
أوضح الخبراء أن إدخال التقنيات الجديدة في عالم السيارات عادة ما يتم وفقاً لاستراتيجية من أعلى إلى أسفل، أي من موديلات الفئة الفارهة إلى الموديلات الأكثر انتشاراً والأقل كلفة. ويقول مراقب الأسواق الألماني نيك مارغيتس «كلما تكون السيارات أكبر حجماً وأكثر فخامة، فإن كلفتها تكون أعلى بشكل واضح، وبالتالي يمكن تجهيزها بأنظمة مساعدة جديدة بكل سهولة أو طلب كلفة إضافية من العملاء نظير هذه التجهيزات المتطورة»، وأشارٍ مدير معهد جاتو دايناميكس لدراسة الأسواق بمدينة لمبورغ الألمانية نيك مارغيتس، إلى أن «طرح التقنيات الحديثة في سيارات الفئة الفارهة لا يرتبط بالأسعار فقط، قائلاً «في الفئة الفاخرة يكون عدد السيارات أقل، بحيث يمكن إدخال الأنظمة الجديدة تدريجياً حتى تصل إلى مرحلة الإنتاج بأعداد كبيرة».
السلامة والأمان
إضافة إلى أن شركة «فولفو» تريد أن تجعل أنظمة السلامة والأمان هي المعيار الأهم لتفوق سياراتها، إذ يقول مدير شركة فولفو «نريد أن نقدم أكثر السيارات أماناً في هذه الفئة»، وهو يشير بذلك إلى أنظمة السلامة والأمان التي قد لا تتوافر حتى في بعض موديلات الفئة الفارهة. وأضاف ميشيل شافيتزر، المتحدث الإعلامي باسم الشركة السويدية، أن مكبح الطوارئ في السيارة V40 يمكنه التعرف إلى المشاة، وبالتالي يقوم بإبطاء سرعة السيارة في حالة حدوث تصادم وشيك، لكن إذا لم يتمكن هذا النظام من الحيلولة دون وقوع تصادم، فتنطلق وسادة هوائية خارجية أسفل غطاء المحرك. وإضافة إلى ذلك تتعرف المستشعرات الموجودة في المصدم، إلى ما إذا كانت السيارة قد اصطدمت بشجرة أو بساق أحد الأشخاص. وفي حالة وقوع تصادم مع المشاة ينتشر كيس هوائي فوق كتلة المحرك ومساحات الزجاج الأمامي والأعمدة A بالسيارة. وقامت شركة فولفو بالبدء في طرح هذا النظام المتطور في سيارة الفئة المدمجة، لأنه لا يزال يتعين على عملاء الشركة السويدية الانتظار لسنوات عدة حتى تقوم الشركة بطرح سيارتها الفاخرة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى