سياسية

أمير قطر: احتمال نجاح خطة عنان لا يتعدى نسبة 3% .. وفرضية التدخل العسكري بسورية “تضاءلت”

فتح أمير قطر النار أمس على خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية وذلك عبر ترويجه لفشل هذه الخطة قبل البدء المتكامل في تنفيذها وإعلانه الصريح بأن نسبة نجاحها لا تتعدى الثلاثة بالمئة واستمراره
باستجداء المستعمرين القدامى والجدد للتدخل العسكري في سورية الذي سعى لأجله منذ اختطفت مشيخات الخليج الجامعة العربية فإصرار أمير مشيخة قطر على السير بعكس التيار وخلافا لرؤية الكثير من دول العالم التي تعول على خطة أنان في إيقاف العنف دليل كاف على دوره بأمواله وأسلحته فيما حل بسورية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن أمير قطر، إعرابه بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، في روما، عن التشاؤم في ما يتعلق بوساطة عنان، وقال إن خطته "لا تتعدى نسبة احتمال نجاحها الثلاثة بالمائة". وأشار إلى أن الدوحة "أيّدت في الماضي فائدة التدخل العسكري لإنقاذ دماء الشعب السوري"، وهي الفرضية التي "تضاءلت نتيجة لموقف روسيا"، مشدداً على أن موقف موسكو الآن "يظهر تحسناً". الأمم المتحدة تبلغ عن انتهاكات من المعارضة السورية والحكومة.. وبان كي مون يدعوهما لضبط النفس والتعاون
ورأى أمير قطر أن موقف مجلس الأمن "غير أخلاقي إزاء شعب يقتل كل يوم ويتلقى الصمت فقط".
وفي ما يتعلق بالوضع داخل سورية، قال أمير قطر "لا أعتقد أن الشعب سوف يتراجع، ولو كلّف ذلك عشرات الآلاف من القتلى"، مضيفاً أن "مطالب الكرامة والعدالة التي ولدت بطريقة سلمية، يمكن أن تصبح مسلحة"، على حد قوله.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي أن بلاده "تدعم الموقف الذي تم التعبير عنه بالإجماع من قبل كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حيث جرت الموافقة على إرسال مراقبين دوليين إلى سورية".
وأوضح مونتي خلال مؤتمر صحافي عقده في روما بعد الاجتماع مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أن ”ايطاليا أشارت بالفعل إلى استعدادها لإرسال مراقبيها، ونحن نتحرك في ارتباط وثيق، على سبيل المثال، مع قطر، التي لدينا معها تطابق في وجهات النظر” على حد قوله.
وحول إمكانية وقوع تدخل عسكري في سورية، قال رئيس الوزراء الايطالي ” نحن نتوجه بشكل عملي لنرى ما هي النتائج التي سوف تتمخض عن هذه المرحلة، قبل النظر في مراحل تالية" في إشارة إلى مهمة المراقبين
فهذا الأمير الطائر من دولة إلى أخرى مستجديا يدعو إلى التدخل العسكري في سورية لأهداف تخدم الاجندة الأميركية الإسرائيلية الغربية ونوازع الحقد والانتقام التي تتبدى على ملامحه.
وما كان يفعله أمير قطر قبل أشهر في السر ويقدم الرشى هنا وهناك لتبني وجهة نظره بالتدخل العسكري في سورية كما فعل في ليبيا يقوم به حمد في العلن وعلى مسمع كل العالم حيث لا يجد غضاضة في تجديد استجداءاته بعض الدول الغربية للتدخل عسكريا في سورية وهذا ما فعله أمس أمام رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي معربا عن تشاؤمه بفشل خطة أنان قبل بدئها والتي أعطاها وفقا لقراءاته المنطلقة من جدوى التدخل العسكري نسبة نجاح لا تتجاوز الثلاثة بالمئة فقط.
ورغم اعتراف حمد بأن فرضية خيار التدخل العسكري تضاءلت بسبب الموقف الروسي ودور مجلس الأمن بقي مصرا على موقفه المطالب بتسليح المعارضة السورية والمجموعات الإرهابية المسلحة مكافأة على سفكها دم السوريين حيث يستمتع برؤية مشاهد القتل والدمار.
إن ما صرح به حمد هو برسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان ودول مجلس الأمن الخمس عشرة التي وافقت على خطته وجميع دول العالم المحبة للسلام وهذه التصريحات العدائية للشعب السوري دليل على الدور القطري البارز في تمويل الإرهابيين في سورية بالمال والسلاح الأمر الذي يخالف قوانين الأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب ويضع حمد في حالة صدامية مع هذه القوانين ويؤكد مشاركته في قتل الشعب السوري وارتكاب الجرائم ضد المدنيين وقوات حفظ النظام واستهداف البنى التحتية ما يحمله المسؤولية القانونية والسياسية عن هذه الجرائم.
وتندرج أيضا التصريحات الصادرة عن حمد في سياق تصعيده السياسي والاعلامي عبر قناة الجزيرة لدعوة المجموعات الإرهابية المسلحة إلى الاستمرار بعملياتها الاجرامية والتخريبية بحق الشعب السوري والاستمرار بخرق خطة كوفي أنان وتشاؤمه في إمكانية تطبيق هذه الخطة هو جزء من هذا التحريض وبمنزلة رسالة الى المجموعات الارهابية المسلحة للاستمرار بسفك الدم السوري.
ومن الواضح أن حمد يتوجس من توقف العنف في سورية خوفا من انكشاف كل حقائق دعمه للمجموعات الإرهابية المسلحة امام العالم وشعبه الامر الذي يدفعه الى حالة هستيرية يخالف فيها مواقف قوى دولية ودول كبيرة تعول على خطة انان في ايقاف العنف والبدء بعملية سياسية تقودها سورية.
إن تصريحات حمد تضمنت الشيء ونقيضه فهو يقول إن فرضية التدخل العسكري في سورية تضاءلت وبنفس الوقت يطالب بتسليح المعارضة والمجموعات الإرهابية في سورية ما يعني أن مخاوفه لا تنبع من عدم جدوى السعي وراء التدخل العسكري الذي لم يكن في يوم من الأيام كما يحاول حمد الإيحاء بذلك بل من مخاوفه على المستقبل الأسود الذي ينتظره ولذلك حول همه الوحيد إلى توفير كل الإمكانيات للمجموعات الإرهابية المسلحة التي ينتظرها المصير الأسود ذاته.
وكما أحبط الشعب السوري المخططات العدائية السابقة سيحبط أيضا مخططات حمد والدول المشاركة في العدوان على سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى